مشكلات عديدة يعانيها الشباب داخل دول القارة السمراء والتى يتطلع الجميع إلى إيجاد حلول جذرية لها تساعد على تنميتها ونقلها من البلدان النامية إلى المتقدمة..
«حواء » تحاور عددا من المهتمين بالشأن الأفريقى فى محاولة للتعرف على مشكلات شباب القارة وإيجاد حلول لها..
تتسبب الأوضاع المتردية التي تشهدها القارة الأفريقية في لجوء الشباب إلى الهجرة غير الشرعية وهروب العقول الشابة للخارج بحثا عن فرص أفضل ما يعرض حياتهم للخطر، وفي ظل المشكلات التي يعانيها الشباب الأفريقي كان لمصر دور رائد تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أكد خلال المنتدى الأفريقي بشرم الشيخ 2018 على كيفية استغلال الموارد الأفريقية من أجل النهوض بالقارة وتنميتها، وأعلن أسوان عاصمة للشباب الأفريقي، وإنشاء صندوق ضمان مخاطر الاستثمار في أفريقيا لتشجيع المستثمرين المصريين لتوجيه استثماراتهم لأفريقيا، والتفاوض مع المؤسسات الدولية لدعم البنية الأساسية ركيزة التنمية الحقيقية، ومن ذلك الإسراع في الانتهاء من طريق القاهرة – كيب تاون - لدمج أقطار القارة وتوسيع حركة التجارة بين بلدانها، ولفت إلى ضرورة التعاون المشترك بين مصر وأشقائها في مجالات الحوكمة ومحاربة الفساد من خلال تبادل الخبرات والتدريب والتأهيل للأجهزة المعنية في القارة، وإطلاق المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2019-2022، وتفعيل نشاط الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، مع تقديم 250 منحة تدريبية للكوادر الأفريقية، العاملة في مجال الوقاية من الفساد.
دعم الشباب والمرأة
تقول السفيرة منى عمر، المساعد السابق لوزير الخارجية للشئون الأفريقية: لا شك أن من أهم المشكلات التي تواجه القارة الأفريقية افتقاد الأمن والذي يؤثر على تنمية واستقرار أي دولة، وتتسبب انتشار البطالة في زيادة نسب الهجرة غير الشرعية، كما يعانى شباب القارة من مركزية التعليم وعدم وصوله للقرى، وانتشار جرائم تهريب المخدرات والسلاح وتجارة الأعضاء، أيضا تغير المناخ "عملية التصحر" وأثره على النشاط الزراعي، لذا أتطلع لإعداد كوادر شبابية لتحقيق مبادئ التنمية وخلق فرص عمل للشباب للقضاء على الهجرة غير الشرعية ومخاطرها، وإيجاد حلول تخفف من أعباء الانتقال على الطلاب، لافتة إلى أن الاتحاد الأفريقي مهتم للغاية بدعم الشباب والمرأة لكن الإرهاب وغياب الأمن معوقات أمام النهوض بأوضاعهم.
نقص الموارد
ترى النائبة منى منير، عضو لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب أن نقص الموارد يحول دون تحقيق النهضة التعليمية بالقارة الأفريقية بالإضافة إلى صعوبة المواصلات وتدني المستوى الاقتصادي لكثير من الطلاب تؤثر سلبا على نسب المتعلمين بها، وتقول: وسط هذه المشكلات والتي تحول دون تلقي طلاب دول أفريقا التعليم الذي يعد أهم مقومات التنمية لا بد من إيجاد تكامل تعليمي بين الدول داخل القارة مع ربطها بوسائل موصلات سهلة ورخيصة.
وعن دور مصر في دعم الشباب الأفريقي فتقول: لا شك أن مصر تلعب دورا رائدا في مجال التعليم من خلال تقديم منح تعليمية في تخصصات مختلفة مثل الطب والصيدلة بالإضافة إلى منح الأزهر للشباب الأفريقي، كما تعطي بعض الجامعات الخاصة منح للطلبة الأفارقة في الكليات والتخصصات المختلفة في إطار تقديم الدعم اللازم لتلك الدول.
وتقترح النائبة البرلمانية توحيد العملة بين دول القارة الأفريقية لتخفيف العبء الاقتصادي، وإتاحة وسائل الموصلات بأسعار رخيصة وسهلة للطلبة تربط بين الدول بعضها البعض والذي من شأنه تحقيق التكامل الصناعي والاقتصادي الذي يحتاجه أبناء القارة الأفريقية وتمكين الشباب من الاستفادة من موارد قارتهم التي تسمى بقارة الفرص الذهبية، متطلعة إلى فتح أسواق إقليمية بين الدول، والإسراع في الانتهاء من طريق القاهرة – كيب تاون - لدمج أقطار القارة وربط الشمال بالجنوب وتوسيع حركة التجارة وتيسير عمل الشركات الأفريقية في مصر.
مشكلات متشابهة
"تتشابه مشكلات الشباب الأفريقي مع المصري باعتبارهم أبناء قارة واحدة"، هذا ما أشارت إليه النائبة مي محمود، عضو لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب, وتقول: تتلخص مشكلات شباب أفريقيا في البطالة التي تعد أبرز الأسباب التي أدت إلى التطرف والهجرة غير الشرعية بالإضافة إلى تدني مستوى التعليم في بعض البلدان ما يدفع شبابها إلى السفر إلى الدول التي توفر لهم منح دراسية مناسبة, ورغم هذه المشكلات إلا أنني أتطلع إلى حلول جذرية خاصة بعد ترأس مصر للاتحاد الأفريقي والتي أعتبرها بداية جيدة للنهوض بالشباب الأفريقي وتحقيق طموحاته ومتطلباته وهو ما نعمل عليه الآن, فقد تم زيادة المنح الدراسية للطلبة الأفارقة, كما أن هناك توجها من الجامعات الخاصة لإعطاء منح دراسية لهم، وفتح مجالات مختلفة للتدريب وهو ما تقدمه وزارة الشباب والرياضة من مساعدة حيث تنظم دورات تنمية بشرية لشباب القارة السمراء، وتقدم الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية منح تدريبية للشباب الأفارقة في مجالات متعددة منها الزراعة والتصنيع وغيرها, كما ترسل الوكالة من خلال وزارة الخارجية خبراء متخصصين لدول أفريقيا المختلفة لتدريب سكانها على العديد من المهارات, بالإضافة إلى تعاون أجهزة الدولة المصرية لتقديم كل ما لديها من خدمات لشباب وشعوب دول أفريقيا ومنها أيضا المؤسسة العسكرية.
التكنولوجيا وريادة الأعمال
تقول فاتن عريف، عضو اللجنة الرئاسية للمعهد الأفريقي الدولي: كانت من أهم توصيات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر الشباب الأخير الاهتمام بريادة الأعمال والتكنولوجيا والألعاب الالكترونية والتي من شأنها التعريف بثقافات الشعوب المختلفة، ورغم امتلاك أفريقيا للكثير من الثروات والقوى الشبابية إلا أنها ما زالت متأخرة اقتصاديا لأن المستعمر قد نهب ثرواتها، وفي هذا الصدد أكد الرئيس على تشجيعه الاقتصاد وتطوير فكر الشباب وحثه على الاستثمار في القارة، كما ركز المؤتمر الأخير على ضرورة مواجهة الإرهاب وعودة مصر للريادة الأفريقية من خلال إنشاء المدرسة الأفريقية التي تضم جميع الشباب الأفريقي للدراسة لإعدادهم قيادات شبابية قادرة على اتخاذ القرار وتولي مسئولية بلدهما.
ساحة النقاش