القيادة السياسية المصرية لديها قناعة شديدة بأن الشباب نقطة انطلاق أساسية نحوالمستقبل، ليس على المستوى الوطنى فقط بل على المستوى العربى والأفريقى أيضا، وإذا كنا نؤمن بأن الاهتمام بالشباب يعد ركيزة أساسية فى خطة الدولة المصرية وإستراتيجيتها لبناء الإنسان فلابد من أن تحتل هذه الرؤية أولوية على أجندة الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى خاصة وأن الاهتمام بالشباب أحد بنود أجندة "2063"، لذلك تلاحظ الاهتمام الواضح من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسى بقضايا القارة السمراء وذلك بدمج الشباب المصرى بالأفريقى ودعم وعيهم الثقافى فى أكثر من مؤتمر للشباب، كان آخرها النسخة الثانية لمنتدى شباب العالم الذى شارك فيه أكثر من 5000 شاب وشابة معظمهم من شباب أفريقيا، وأعلن فيه الرئيس فى توصيات المنتدى أن محافظة أسوان هى عاصمة الشباب الأفريقى والعربى لهذا العام 2019 لبحث أبرز التحديات والقضايا التى تواجه أبناء هذه الفئة العمرية، لذلك بدأت الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب بتدريب الشباب العربى والأفريقى فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كذلك تحركت الدولة المصرية ووفرت ما يقرب من 5 ملايين فرصة عمل للشباب المصري لمنع الهجرة غير الشرعية، كما استطاعت مصر - ومنذ سبتمبر 2016 منع خروج أى مهاجر أفريقى غير شرعى إلى أوروبا، كما أن هناك جهودا مصرية كبيرة تبذل داخل القارة الأفريقية فى جميع المسارات، وعلى سبيل المثال وزارة الاتصالات والتكنولوجيا تقود ملفا يتضمن العديد من المبادرات لتدريب الشباب الأفريقى ودمج الاتصالات والتكنولوجيا فى التنمية، حيث إنها تقوم بتنفيذ المبادرة الرئاسية "أفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية" لتنمية قدرات وتأهيل10 آلاف شاب مصرى وأفريقى على تطوير الألعاب والتطبيقات الرقمية باستخدام أحدث التقنيات وتحفيز تأسيس 100شركة ناشئة مصرية وأفريقية فى هذا المجال، وإشراف وزارة الشباب والرياضة المصرية على الملتقى الأفريقى للمبادرات الشبابية تحت شعار "المبادرون" هو اعتراف بالدور الإيجابى الذى تقوم به مصر تجاه القارة الأفريقية لتشجيع الإبداع والابتكار بهدف خلق مبادرات ومشاريع شبابية جديدة، وتفعيل دور الشباب وإدماجه فى العمل التنموى والمجتمعى، وتقوية مهارات وقدرات الشباب حول إدارة المشاريع، كل هذا وأكثر إن دل على شيء إنما يدل على جهود الدولة المصرية واهتمامها بالتحديات التى تواجه الشباب العربى والأفريقى، وبالرغم من إنجاز العديد من الدول الأفريقية أنجزت سياسة عمومية أو إستراتيجية للشباب، إلا أنها مازالت تعرف تعثرا على مستوى التنفيذ، لذلك يجب أولا دسترة حقوق الشباب، وإقرار قانون الشباب ومؤسسات تعنى بقضايا الشباب تسمح للشباب بأن يكون قوة اقتراحية، وأن يبادر بمشاريع تساهم فى حل المشاكل التنموية -خاصة المحلية - التى يعيش فيها أو تؤثر عليه بشكل مباشر ليكون بدوره قادراً على الحل وأن يكون قائداً للتغيير بدلاً من أن يكون شاهداً عليه، ونحن أيضا فى حاجة إلى إنشاء جامعة أفريقية فى أسوان - عاصمة الشباب الأفريقى - لإتاحة الفرصة لدمج الشباب المصرى بالأفريقى، وتنظيم المهرجانات الشبابية بين الشباب المصرى والأفريقى ضرورة، ليعرف الشباب التاريخ الأفريقى ودور مصر فى حصول دول القارة السمراء على الاستقلال عن طريق مناهج تدرس بالمدارس الأفريقية، وفى المقابل يجب أن تهتم وزارة التربية والتعليم المصرية بتدريس الشئون الأفريقية بطريقة مشوقة، كما يمكن تطوير المنح الدراسية الدائمة، وتطوير البحث وتثقيف الشباب، وتعزيز الوعى الثقافى المشترك بين الشباب المصرى والأفريقى والعمل على دمجهم، وعلينا أيضاً تعزيز إنشاء المشروعات فى القارة حتى لا يكون الملاذ الوحيد للشباب العاطل هو الهجرة غير الشرعية التى تنهى حياة الكثيرين فى البحر.. إن دعم مصر لشبابنا العربى والأفريقى هو الحل الذى سيؤدى إلى نهضة وتقدم القارة السمراء لأن أكثر من 40% من سكان القارة الأفريقية شباب وهم القادرين على جعل قارتهم فريدة وواعدة.. وتحيا مصر.
ساحة النقاش