أن تكون عواطفك سلعة لدى إحداهن تتلاعب بها وقتما تشاء، أو أن تستغل حبك لتحصل على ما تريد مقابل البقاء معك وعدم التخلى عنك، أو أن تبتعد عنك أو تقترب منك وفق تنفيذك لرغباتها، فاحذر عزيزى الرجل فأنت تستغل باسم الحب.

قصص وقع فيها الرجال ضحايا للابتزاز العاطفى من قبل النساء، وطرق التصدى له موضوع هذا التحقيق..

البداية مع محمد رءوف31 سنة، والذى يحكى عن علاقته بفتاة دامت لثلاث سنوات لم يكن لها خلالها إلا مشاعر الحب لدرجة أنه لم ير بها عيبا، ورغم حبه لها إلا أنه عندما تقدم لخطبتها رفضت وبررت أنها غير مستعدة للزواج وأنه لم يكن يوما فارس أحلامها، ليكتشف بعد ذلك أن مسايرتها له فى مشاعره لم تكن إلا مكمل اجتماعى أمام صديقاتها.

ويقول سيد سالم، موظف بقطاع الأعمال: استطعت بعد 10 سنوات زواج الانفصال عن امرأة ابتزتني في كل شيء للمكوس بجانبها، في البداية كان حبي لها نقطة ضعفي وبعدها أصبح أولادي هم طريقها لأخذ كل أموالي، إلى أن وصل بى الحال إلى الملل من العيش معها فقررت الانفصال عنها.

 

أما يوسف محمد 24 سنة فيقول: ارتبطت بفتاة كانت على علم بظروفى الاقتصادية ورغم ذلك صارحتنى بحبها وأنها ستنتظر لحين حصولى على عمل يمكننى من الزواج بها، ما زاد حبها بقلبى وجعلنى أتمسك بها، وكنت ألبي رغباتها دون انتظار أى مقابل، وذات يوم استيقظت لأجد صورتها على صفحتها الشخصية "فيس بوك" أثناء خطوبتها بشخص آخر، عندها تأكدت أن مشاعرها لم تكن صادقة بل كانت مجرد تمثيلية لإرضاء رغابتها العاطفية.

ولخالد محمود، محاسب قصة أخرى فحبيبته كانت تهدده بالانتحار طوال الوقت خاصة عندما يخبرها برغبته فى الانفصال عنها بسبب عصبيتها الزائدة ما جعله يتراجع عن قراره أكثر من مرة خوفا على حياتها، إلى أن تعرض لضائقة فلم يجدها بجواره ما جعله يتأكد أنها كانت تستنزف عواطفه لإرضاء غرورها، عندها اتخذ قراره بالانفصال دون رجعة.

أما أحمد حمدي فقد عانى الابتزاز من زوجته التى وصفها بالطفلة لكثرة غضبها، ويقول: كانت تثور على كل شيء وإن لم أفعل الذي تريده تظل بالأيام لا تحدثني وتبكي وتذهب بأطفالي لوالدها إلى أن تحصل على ما تريده مني، فى البداية كنت أنفذ رغباتها لكن سرعان ما تملكنى الملل، إلى أن صارحتها بتزمرى من أسلوبها وحاجتى إلى الحوار والتفاهم والتوصل إلى حل يمكننا من استكمال حياتنا وحتى هذه اللحظة ما زلت أعانى المشكلة كل ذلك خوفا على مستقبل أبنائى.

أما محمد عارف، مدير حسابات، فكانت زوجته تحسب كل شيء بالعقل، وإما أن ينفذ طالبتها أو تخبر أطفاله أنه يبخل عليهم وتجعلهم يترجونه ويطلبون منه أشياء تعلم أنها ليست فى استطاعته، إلى أن طلبت منه ذات مرة السفر إلى إحدى المدن الساحلية وكعادتها أرسلت له الأولاد إلا أنه لم يستطع تلبية رغبتها فكانت الطامة أنها استعدت أهلها واتهمته أمامهم بالبخل.

الرجال أكثر عرضه له

تعلق حنان رشدي الجندي، خبيرة التنمية البشرية واستشاري العلاقات الأسرية، على القصص السابقة قائلة: الرجل أكثر عرضة للابتزاز من المرأة، لأنه عندما يقع فى الحب ويتملك الطرف الآخر مشاعره فمن السهل إن كانت المرأة لا تستحق ذلك الحب أن تستغله وتوقعه في خيوط الابتزاز بكل أنواعه عاطفيا وماديا ونفسيا، ومن الغريب أنه من الطبيعي أن يحدث الابتزاز مع الزواج الأول والحبيب الأول لغياب الخبرة وللانجراف في تلك العلاقات، لكن ذلك عكس ما يحدث فنرى أن الزوجة الثانية هي في أغلب الأوقات التي توقع الرجل فى الابتزاز معتمدة في ذلك على تعويض النواقص التي تعرض لها الرجل في زيجته الأولى وكذلك في الحب.

مبتز برغبته

ويقول د. سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع: يحول الابتزاز العلاقة لتبادل منافع وتجارة، فكثير من الرجال يعلمون أن تلك المرأة أو الفتاة تستغلهم عاطفيا وماديا لكنهم أيضا يريدون منها في المقابل إشباع رغباتهم، لذا فالأمر مرده إلى تبادل المنافع سواء بشكل صريح أو خفي وإذا أخل أي طرف بتلك الشروط فسدت العلاقة.

وتابع: الكثير من العلاقات الزوجية قائمة على ذلك ولا يمكن أن يحكم عليها بالفشل لأنهم ضمنيا وصلوا لأسباب إنجاح علاقاتهم، وعلى الرجل أن يعرف ذلك خاصة أن الابتزاز واضح منذ البداية إلا أنه يتغاضى عنه باسم الحب، فى حين أنه عبارة عن تدرج تصاعدي عندما يوافق على شيء يطلب منه غيره، وعندما يرفض يتخلى عنه الطرف الآخر.

وتوضح د. نرمين يوسف، طبيبة نفسية أن الابتزاز العاطفي أشد أنواع الابتزاز قسوة حيث إن المبتز يكون قريبا لك ويعرف الكثير من أسرارك وتفاصيل حياتك ويعرف كيف يعاقبك ويمنحك أو يسلبك ما تحب ومتى، لذلك فأنت أسير تلك العلاقة، وتقول: على الرجل في بعض الأحيان رفض ممارسة الابتزاز عليه منذ البداية والتفاهم مع الطرف الآخر للوصول لحلول فربما ذلك الطرف لا يدرك أن ذلك يسبب له ضغط نفسي وعصبي، فإن لم يستجب فعليه إنهاء العلاقة.

المصدر: كتبت : ابتسام أشرف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1188 مشاهدة
نشرت فى 13 يونيو 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,465,508

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز