أسدل الستار على فعاليات الدورة ال 12 للمهرجان القومى للمسرح المصرى، بعد نشاط دام نحو سبعة ليال دبت فيها الحركة وأضيئت ليالى المسرح بنحو 70 عرضا مسرحيا تنافست على جوائز المهرجان، وهناك كانت «حواء » متواجدة تنقل لك كلمة بكلمة تفاصيل هذه الليالي الفنية الجميلة.
ضيوف الشرف
حالة من البهجة سادت بين جمهور المسرح المصري ومحبيه، عندما دلفوا من ساحة الأوبرا المؤدية إلى المسرح الكبير، لتستقبلهم عروض التراث المصري الفلكلوري لخيال الظل والأراجوز لترسم لوحة فنية مبهجة لرواد المهرجان، وحرص معظم المكرمين ـ خاصة وأن بعضهم يعاني ظروفا صحية غير مستقرة ـ حرصوا على التواجد بين أروقة المهرجان ليلتقوا بجمهورهم، كان من أبرزهم المخرج الكبير محسن حلمي، وكذلك الفنان يوسف شعبان ولطفي لبيب اللذين ظهر عليهم علامات الإرهاق، في حين التف الجمهور حول الفنانون: سوسن بدر وهالة فاخر وعلي الحجار، والكاتب الكبير يسري الجندي، وكان من بين التقاليد الجميلة التي سنها المهرجان، دعوة ضيوف الشرف البالغ عددهم 12 ومن بينهم النجوم: محمود حميدة، عزت العلايلي، سميحة أيوب، والمخرجون جلال الشرقاوي، سمير سيف، شوقي حجاب، محيي إسماعيل، سمير صبري، سهير المرشدي والدكتورة هدى وصفي، مهندس الديكور حسين العزبي، حيث انفرجت عليهم الستارة ليطلوا على الجمهور في بداية الحفل..
المايسترو
قام المهرجان بتكريم مجموعة من نجوم ومبدعي المسرح، من خلال حفل مبهر كانت المفاجأة أنه من إخراج القدير أحمد عبد العزيز رئيس المهرجان، في حين أعقب التكريم فقرة فنية قام بإخراجها المخرج مناضل عنتر.
المكرمون
كرم المهرجان، عددا من نجوم المسرح المصري أبرزهم يوسف شعبان، لطفي لبيب، سوسن بدر، علي الحجار، توفيق عبد الحميد، هالة فاخر، كما تم تكريم عدد من مبدعي المسرح من غير الممثلين، وهم الكاتب يسري الجندي، مدير الإدارة المسرحية عاصم البدوي، والمخرج محسن حلمي، مهندس الديكور د. عبد ربه عبد ربه، الكاتب السيد حافظ، بالإضافة إلى تكريم عدد آخر من الفنانين الذين رحلوا، وهم: فاروق الفيشاوي، محسنة توفيق، محمود الجندي، ومحمد نجم، والمدير المالي والإداري للمسرح القومي الراحل فؤاد السيد.
مسابقة لمسرح الطفل
شهدت الدورة الـ12الحالية من المهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان أحمد عبد العزيز، عددا كبيرا من العروض المسرحية، والتي وصلت إلى 72 عرضا، في المسابقات المختلفة، حيث يضم المهرجان 3 أقسام، ويشمل 5 مسابقات، يضم القسم الأول 3 مسابقات، وهي- المسابقة الأولى، العروض المسرحية التي تنتجها المؤسسات المتخصصة في المسرح سواء التابع للدولة أو الخاص، أما المسابقة الثانية، تشمل المسرحيات التي تنتجها المؤسسات والأفراد مثل الجامعات والمعاهد والفرق الحرة والمستقلة، وتتضمن المسابقة الثالثة الخاصة بعروض الطفل لأول مرة في المهرجان، والتي يقدمها الكبار أو الأطفال أو ذوي الهمم والقدرات الخاصة، 20 عرضا متنوعا يقدمها عدة جهات مختلفة، منها: المسرح المدرسي، والبيت الفني للمسرح، ومسرح الطفل بالنوادي، ووزارة الشباب والرياضة، وضاعف الفنان أحمد عبد العزيز رئيس المهرجان، من القيمة المادية لكل جوائز الدورة الحالية ثلاثة أضعاف، حيث وصلت القيمة الإجمالية إلى 573 ألف جنيه مصري، موزعة علي المسابقات الخمس بالمهرجان.
كتب .. كتب
كما أصدر المهرجان 20 إصدارا ما بين كتب للمكرمين وكتاب عن حامل اسم الدورة الفنان كرم مطاوع وكتاب آخر عن تاريخ المسرح المصري في 12 عقدا، أيضا أصدر المهرجان 14 نشرة يومية عن فعاليات المهرجان وأحداثه اليومية.
من وجهة نظرنا، فإن المهرجان اتسم بطابع إنساني جميل يحمل ملامح من رقة رئيسه الفنان القدير أحمد عبد العزيز، حيث حمل المهرجان لمسة وفاء للمبدعين الراحلين وأيضا لأولئك الذين أبعدهم المرض عن خشبة المسرح.
فعن التكريمات، قال لنا الفنان أحمد عبد العزيز: إن هؤلاء المبدعين إن كانوا قد رحلوا عنا بأجسادهم، وهم الذين أبدعوا؛ فامتعوا ثم رحلوا عنا بأجسادهم ولكن أرواحهم وإبداعهم وفنهم باق فينا وسيبقي، وقد حرصت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة على تقديم دروع التكريم، حيث كرمت الفنانة القديرة الراحلة محسنة توفيق وتسلم تكريمها نجلها الأستاذ وائل، والراحل محمود الجندي وتسلم تكريمه نجله المخرج أحمد الجندي، كما تسلم الفنان شريف نجم تكريم والده الفنان الكبير الراحل محمد نجم، وتنتهي فقرة تكريمات الراحلين بتكريم الفنان الكبير فاروق الفيشاوي الذي كان من المكرمين الأحياء لكن القدر لم يمهل المهرجان تكريمه حيا فيكرمه راحلا وتسلمت تكريمه الفنانة سمية الألفي.
دموع وابتسامات
هذه الدورة من عمر المهرجان تجسدت فيها طبيعة الممثل المسرحي، الذي دائما يطلق عليه الضاحك الباكي، حيث يطلب منه إضحاك جمهوره، فيما هو ينزف دموعه من الداخل، حيث كانت الدموع حاضرة بقوة خلال فعاليات المهرجان، عندما لم يتمالك الفنان القدير توفيق عبد الحميد الرئيس السابق للبيت الفني للمسرح نفسه من البكاء، وهو يتسلم درع تكريمه ممتنا لاختياره من قبل إدارة المهرجان وهو أحد أبرز رجاله المخلصين منذ المسرح الجامعي، وهو الغائب عن الساحة الفنية منذ 10 سنوات، كما حضرت دموع الفنانة سمية الألفي أُثناء فقرة تكريم شريك عمرها الفنان فاروق الفيشاوي.
تفاؤل أهل المسرح
لاقى المهرجان عقب انتهاء فعالياته ردود فعل طيبة للغاية؛ حيث أبدى الفنانون تفاؤلهم بتلك العودة القوية، وكما يقول لنا الفنان القدير أحمد شاكر عبد اللطيف مدير المسرح القومي العريق، أن الاهتمام الواسع الذي شهده حفل افتتاح الدورة الـ 12 من المهرجان القومي للمسرح، يعود في رأيه، إلى أن هناك شعورا راسخا في نفوس محبي المسرح بأن أنشطته لم تأخذ حقها على مدار سنوات طويلة، في مقابل فعاليات أخرى خاصة بالسينما والتليفزيون، وبالتالي الشغف كان حاضرا في افتتاح أكبر تجمع فني مسرحي احتفالي بمصر، فداخل كل الممثلين حنين كبير للمسرح، وأضاف عبد اللطيف أن الافتتاح والختام كان مستواه رائع وأتمنى أن يحضره مستقبلا نجوم أكثر من أجيال مختلفة خصوصا الأصغر سنا، ويحضرون أيضا عروضه للاستفادة، فنجوم العالم اليوم يهتمون بالمسرح جدا.
ونعود للفنان الكبير أحمد عبد العزيز رئيس المهرجان ليؤكد على قناعته بأن استحداث مسابقة وجائزة دائمة في التأليف المسرحي تحمل اسم الكاتب الكبير لينين الرملي، أن الهدف منها هو خلق جيل جديد من المبدعين الشباب في الكتابة والتاليف المسرحي.
ساحة النقاش