لم يكن الشباب المصرى بمنأى عن المؤامرات التى تستهدف النيل من أمن وطنهم القومى بل كان وما زال الهدف الأول لتلك المؤامرات سواء من الداخل والخارج، الأمر الذى يستلزم يقظة دائمة منهم والتى لن تتحقق إلا من خلال رفع الوعى لديهم من قبل الأم بأهمية الأمن القومى.

«حواء » استشعرت الخطر الذى يهدد شبابنا ونظمت صالونها الشهرى تحت عنوان «أبناؤنا والأمن القومى » لتجدد من خلاله دعوتها إلى تدريس مادة الأمن القومى ضمن المناهج الدراسية بمختلف المراحل التعليمية، بل وتدعو الأم إلى إكمال دورها فى تنشئة أبنائنا على الانتماء والولاء والمحافظة على الأمن القومى لبلادنا.

شارك فى صالون «حواء » نخبة كبيرة من رموز الوطن والخبراء كان فى مقدمتهم لواء أركان حرب محمد الشهاوي، المستشار بكلية القادة والأركان، ولواء د. سامح أبو هشيمة، أستاذ الإستراتيجية القومية بأكاديمية ناصر العسكرية، ود. طايع طه، المشرف العام على معهد إعداد القادة، والنائبة البرلمانية منى منير، أمن مساعد حزب مستقبل وطن بالجيزة وعضو المكتب السياسى لائتاف دعم مصر، ود. دينا الجندي، عضو لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومى للمرأة، ود. صبورة السيد، الخبيرة التربوية وأمينة المرأة بحزب مستقبل وطن عن منطقتى أكتوبر وزايد، والإعلامية يسر فلوكس، المخرجة بقناة النيل الثقافية، ود.رانيا يحيى، عضو المجلس القومى للمرأة والأستاذ بأكاديمية الفنون، والإعلامية أمانى

محمود، كبير مذيعن بالتليفزيون المصري، والسفيرة نجوى إبراهيم، ود. كريمة الشامي، الأستاذ بجامعة المنصورة، والنقابية عبير الغازي، والإعلامية د. نفرتيتى أحمد، ونخبة كبيرة من الشخصيات العامة.

افتتحت الصالون الكاتبة الصحفية سمر الدسوقي، رئيس تحرير مجلة حواء حيث تطرقت إلى مفهوم الأمن القومى ودور شبابنا فى دعمه، ومسئولية الأم فى توعية أبنائها به، بالإضافة إلى دور الإعام والمؤسسات التربوية فى هذا الإطار وما يواجه الوطن من مؤامرات تهدد أمنه القومى من آن لآخر وكيفية التصدى لها ودور الشباب فى ذلك.

عاصمة التكنولوجيا

حول مفهوم الأمن القومى أوضح اللواء أركان حرب محمد الشهاوي، المستشار بكلية القادة والأركان أن كل ما يدافع عنه المواطنون وما

يلبى احتياجاتهم يعد أمنا قوميا، قائلا: لا يقتصر الأمن القومى على الجانب العسكرى بل يشمل حماية كافة المصالح الإستراتيجية فى الدولة سواء اقتصادية أو اجتماعية أو أخلاقية، بالإضافة إلى الأمن المعلوماتى والطاقة والبيئة، مؤكدة أن استهداف الأمن القومى لم يعد فقط يقتصر على تهديد القوة العسكرية للدولة ولكن الخطورة الأكبر هى حروب الجيل الرابع والحرب المعلوماتية والتى تعد أخطر ما يواجه الأمن القومي، لذا كان الاهتمام ب «التحول الرقمي » من خلال الخدمات المميكنة فى كافة مؤسسات الدولة. وفيما يخص تدريس الأمن القومى فى المدارس أكد اللواء الشهاوى أن هناك إعداد لكتيب تحت عنوان «مخططات التقسيم » يتم توزيعه بالمدارس المصرية والجامعات لتوعية الشباب بالمخاطر والتحديات التى تواجه وطننا العربى، بالإضافة إلى توزيع الكتيب على الطلبة فى التربية العسكرية والإعداد العسكرى بالجامعات والاستعانة برجال مدنين وقيادات ورجال وسيدات أعمال لإلقاء المحاضرات على الطاب ومشاركاتهم تجاربهم الناجحة ليكونوا خير مثال لهم لأن الشباب دائما يحتاج إلى القدوة، هذا بجانب توعيتهم بكافة المخاطر المحيطة بمصر وبهم لأنهم مستقبل الأمة خاصة تهديدات الأمن المعلوماتى واستهدافهم من خلال المخدرات والهجرة غير الشرعية.

نفوذ عالمية تطرق اللواء د. سامح أبو هشيمة، أستاذ الإستراتيجية القومية بأكاديمية ناصر العسكرية خلال كلمته إلى الحديث عن ضرورة توعية أبنائنا بكيفية مواجهة التهديدات والمؤامرات الداخلية والخارجية التى تواجه الأمن القومى، مشيرا إلى أن الشباب هو المنوط به حماية هذا الأمن للباد لأنهم القوة الصلبة للدولة لذلك فهم مستهدفون من كافة القوى الخارجية وبكافة الأساليب، مشيرا إلى الخطر الذى تشكله شبكات ومواقع التواصل الاجتماعى على الشباب خاصة مع سهولة وصولها إلى أعن وفكر الشباب واللعب بعقولهم، داعيا إلى ضرورة زيادة الوعى بمواجهة خطر حروب الجيل الرابع وكيفية التصدى لها من خلال تنظيم الدورات التوعوية للشباب.

إعداد القادة

أما عن دور معهد إعداد القادة فى ترسيخ معنى الولاء والانتماء للشباب فقال د. طايع طه، المشرف العام على المعهد: يهدف المعهد إلى إعداد وتأهيل الكوادر من القيادات الشبابية وإتاحة الفرص ومجالات المشاركة الحقيقية فى البناء المجتمعى من خال تقديم البرامج والأنشطة التنموية والتثقيفية المتجددة لهم، ولا يتوقف دور المعهد على زيادة الوعى السياسى والثقافى والمجتمعى لدى الطاب فقط بل يعمل على تنمية الوعى لدى أعضاء هيئات التدريس بالجامعات من خلال دورات تثقيفية يتم إعدادها لشباب الجامعات وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم وأعضاء البعثات والمهمات العلمية بشكل منتظم على مدار العام الدراسى وبشكل مكثف خال الإجازة الصيفية بهدف رفع الوعى بأهمية الحفاظ على الأمن القومى وذلك من خال إتاحة الفرصة لفتح نوافذ للحوار وتبادل الرأى وقبول الآخر وتبادل الخبرات، بالإضافة إلى تنمية القدرات والمهارات الحياتية والتكنولوجية للشباب الجامعى لخلق جيل قادر على الاندماج مع الغير ومؤمن بمفاهيم التحاور والتواصل والإقناع بعيدا عن التناحر والتشدد والتطرف.

العنف

تحدثت النائبة البرلمانية منى منير، أمن مساعد حزب مستقبل وطن بالجيزة وعضو المكتب السياسى لائتاف دعم مصر عن تجاربها مع محاولات توعية الشباب بأهمية الأمن القومى فقالت: نعمل من خلال حملات التوعية على محاولات صد كافة الثغرات التى يمكن أن يتم استغلال الشباب من خلالها ولعل من أهم هذه الثغرات الإدمان، كما لمسنا خطرا أكبر يواجه أبناءنا وهو التهديد الإلكترونى وما يسببه من خلل نفسى للأطفال وارتفاع منسوب العنف الذى يصل إلى حد ارتكاب الجرائم، هذا بالإضافة إلى تسربهم من التعليم وممارسة الألعاب الإلكترونية الجماعية التى تفوق خطورتها الإدمان.

وأضافت: للأسف يعد بعض الأطفال والشباب فى بعض المناطق الأكثر احتياجا «قنبلة موقوتة » وذلك لغياب روح الانتماء والولاء للوطن لديهم نتيجة لغياب دور الأم والأسرة فى إعدادهم، لذا لابد أن تعمل كافة مؤسسات الدولة على مواجهة هذا من خال توعية الشباب بمخاطر استهدافهم من قبل القوى المختلفة باعتبارهم الركيزة الأساسية للدولة، لافتة إلى أن أهمية دور القوى الناعمة والمتمثلة فى الأمهات والفنون بمختلف أشكالها فى هذا الإطار.

الإعلام المعادي

من جانبها تحدثت الإعلامية يسر فلوكس، المخرجة بقناة النيل الثقافية عن دور الإعام فى توعية الشباب قائلة: قبل أن نفكر فى دور الإعام المحلى فى توعية أبنائنا بالمخاطر والتحديات التى تواجه أمننا القومى علينا أولا أن نفكر فى تأثير الإعام المعادى على أمننا القومي، وكانت هذه رسالة بحثى فى زمالة كلية الدفاع الوطنى والتى حملت اسم «تأثير الإعام المعادى على الهوية المصرية والأمن القومى المصري »، وأهم ما توصلت إليه أن غياب بعض المفردات الثقافية فى مجتمعاتنا يؤدى فى بعض الأحيان إلى الانهيار الأخلاقى والقيمى وانحدار الذوق العام ما يؤثر سلبا على تنشئة أبنائنا، ومن هذا المنطلق يجد الإعلام المعادى نقطة الضعف التى يهاجم بها أمننا القومى ودولتنا، لذا يجب أولا تجديد الخطاب الثقافى للمجتمع ككل حتى يتثنى لنا مواجهة الإعلام المعادى للدولة وحماية أمننا القومى.

حب الوطن

أما عن دور المرأة المصرية فى توعية أبنائها بخطورة تلك القضية فقالت د. دينا الجندي، عضو لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومى للمرأة: يكمن دور المرأة المصرية فى تنشئة الأجيال على الانتماء وحب الوطن منخلال تجنيب الطفل منذ صغره أى فكر تطرفى أو ميول عدوانية تؤثر سلبا فى تكوينه، كما أن للمدرسة دورا كبيرا فى غرس هذه القيم من خلال الاستعانة بكافة المعانى والأساليب التى تساعد على إعداد أجيال وكوادر قادرة على حماية الوطن.

كما أكدت د. صبورة السيد، الخبيرة التربوية وأمينة المرأة بحزب مستقبل وطن عن أكتوبر وزايد على أن الأم المصرية هى أمن قومى وهى العامل المؤثر فى كل مراحل التنشئة منذ الصغر حتى الشباب، لذلك يجب على كل الأمهات أن يقدروا حجم المسؤلية التى تحتم عليهم غرس قيم الانتماء والولاء، داعية إلى إدراج الأمن القومى ضمن المناهج الدراسية، وتعميم مادة السلوكيات فى المدارس لحماية أبنائنا من الانهيار القيمى والأخلاقى حفاظا على أمننا القومي.

التوصيات

خرج صالون «حواء » ببعض التوصيات الخاصة بأساليب توعية أبنائنا بأهمية الحفاظ على الأمن القومي كان منها:

- المطالبة بعودة وزارة الإعلام.

- تنفيذ مبادرة «فكر قبل ماتشير » لتوعية الشباب بكيفية التعامل مع السوشيال ميديا.

- الاهتمام بالنشيد الوطنى وتحية العلم بجميع المدارس المصرية والدولية.

- تجديد الخطاب الثقافى فى المجتمع، وتوعية الشباب بمخاطر مواقع التواصل الاجتماعى.

- تنظيم رح ات للأطفال بالمدارس لتعريفهم بأهم الإنجازات والمشروعات التى تم تحقيقها على أرض الواقع.

المصدر: كتبت : منار السيد – تصوير : إبراهيم بشير
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 535 مشاهدة
نشرت فى 26 سبتمبر 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,207,329

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز