كتبت : نيرمين طارق

أليست الحياة الزوجية مشاركة بين اثنين يتقاسمان المسئوليات والمهام، أم أن المرأة أصبحت «حمالة الأسية » والمسئولة الأولى والأخيرة عن كل صغيرة وكبيرة؟ وهل يقتصر دور الأب على توفير متطلبات الأسرة فقط أم عليه أن يتحمل جانبا من عبء تربية الأبناء وتعليمهم؟

تساؤلات عديدة تطرحها «حواء » على مجموعة من الأزواج للوقوف على أسباب الخلافات الناتجة عن تحميل الرجل لزوجته بكافة مهام الأسرة والأولاد والعكس.

تلك التساؤلات كانت صرخة نورهان فتحى، فعلى الرغم من أنها امرأة عاملة إلا أنها لا تجد أدنى مساعدة من زوجها فى تربية ابنيهما أو القيام بأنشطته الرياضية، وتقول: أعود من العمل فى نفس الوقت الذى يعود فيه زوجى إلا أنه يفضل الجلوس على المقهى حتى أجهز الطعام بعدها يجلس أمام التلفزيون أو على مواقع التواصل الاجتماعى دون أن يقدم أى مساعدة فى مذاكرة ابنه، حتى فى يوم الجمعة يفضل قضاءه على المقهى فى حين ألتزم بالذهاب إلى النادى لأداء تمرينه الأسبوعى.

وتقول سارة مصطفى:لم أعترض عندما طلب منى زوجى المشاركة بمرتبي فى مصروفات المنزل لأن غلاء المعيشة يستدعى المشاركة لكنه اتهمنى بالتفاهه والترف عندما طلبت منه مساعدتى فى تنظيف المنزل رغمأنه لا يساعد ابنى الوحيد فى المذاكرة ويحاسبنى على مستواه الدراسى بشكل مستمر, كما أنه يتهمنى بعدم الاهتمام بمظهرى رغم اتهامه لى بالتبذير عندما قررت الذهاب لعيادة تجميل وجلدية.

نكران الجميل

تقول فادية عبدالعزيز:لم تقف والدتى يوما مع سباك أو كهربائى داخل منزلنا أما أنا والغالبية من الأمهات نذهب للميكانيكي إذا تعطلت السيارة لأننا من نذهب مع الأولاد إلى النادى ونحن من نوصلهم للمدرسة وأصبح هذا هو الطبيعى, وعندما طلبت من زوجى أن يقوم بتوصيل أولادنا للمدرسة صباحاً فقط اتهمنى بالكسل وعدم الرغبة فى الاستيقاظ مبكراً.

وتشارك داليا محمد غيرها من الزوجات مشكلاتهن فى تحمل كافة الأعباء المنزلية والمهام الأسرية، فضلا عن تحسين علاقتها بأخوات زوجها وذويه، وتقول: وصل تملص زوجى من المسئولية وتحميله إياى كاملة أنه يحاسبنى عن عدم دفعى فاتورة اشتراك النت المنزلى، والاطمئنان على شقيقته والوقوف إلى جوارها وقت إجرائها عملية جراحية بحجة أنه كان مشغولا وقتها.

التقدير عملة منتهية

تحملت ميادة عبدالمعطى الكثير من الأعباء فى سبيل إسعاد زوجها وإشعاره بالاهتمام لكنه لم يقابل الحسنة بالاحسان بل كان الإنكار سلاحه المشهر فى وجهها وتقول: قمت على رعاية والدة زوجى أثناء مرضها ولم أطلب منه أبداً مساعدتى فى مذاكرة الأولاد أو تنظيف المنزل, وعندما مرضت وأكد جميع الأطباء احتياجى لعملية جراحية فى العمود الفقرى طلب منى الذهاب لبيت والدتى لأنه لا يستطيع رعايتي لذلك نصيحتى لكل زوجة ألا تفرط فى التضحية فالرجل لا يوجد فى قاموسه مصطلح التقدير.

وتقول سلمى حسين 36 سنة: يرفض زوجى دائما خروجى لتناول العشاء مع صديقاتي حتى لا أعود متأخرةلكن منذ يومين ذهبت بابنى للطبيب بمفردى لأن حرارته كانت مرتفعة وعدت إلى المنزل متأخرة لأن العيادة كانت مزدحمة وتشاجر معى بمجرد وصولي البيت لأنه لم يجد فى الثلاجة جبنا وبيضا للعشاء.

 

هذا عن مشكلات الزواجات مع تقسيم المسئوليات فكيف يراها الرجال؟

يقول سمير محسن:الغالبية من الرجال يعملون فى أكثر من مكان حتى يتمكنوا من دفع مصاريف المدارس وتوفير متطلبات الأسرة فهل يعقل أن تطلب مني زوجتى وأنا أعمل 16 ساعة يومياً أن أساعدها فى التنظيف أو مذاكرة الأولاد وعدد ساعات نومى أقل من المعدل الطبيعي.

يؤمن محمود حسن -39 سنة- بأن مسئولية الأبناء مشتركة بينه وزوجته لذا يقدم لها كافة أشكال المساعدة من اصطحابهم إلى الدروس الخصوصية وكذا المدارس لكنه يجد صعوبة فى تقبل رفضها لرغبته فى الراحة يوم إجازته الأسبوعية التى تصر على اصطحابه معها إلى أهلها خلاله، ويقول: هل يعقل أن يحدث خلافات لأننىأرفض الذهاب مع زوجتى عند أسرتها رغبة فى الحصول على قسط من الراحة بالمنزل بعد أسبوع عمل شاق؟

مشكلات صحية ونفسية

أما عن المشكلات الصحية التى قد تنتج عن تحمل النساء لجميع أعباء الحياة الزوجية فيقول د. عبدالفتاح سليم،استشارى الباطنة العامة:الإجهاد الناتج عن عدم حصول الأم على الراحة الكافية لأنها تذهب مع الأولاد للنادى والمدرسة ومراكز الدروس قد يؤدى إلى انخفاض ضغط الدم ما قد يسبب الإغماء أو الأنيميا, كما أن بعض السيدات أصيبن بمشكلات صحية فى الركبة والعمود الفقرى بسبب قيادة السيارة لساعات طويلة, لذلك فحصول الأم على راحة هو أبسط حقوقها لأن الإجهاد الدائم يؤدى إلى اكتئاب وعدم القدرة على التركيز.

ويقول د. جمال حماد،أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية: تجسد السينما دائما مشكلات المجتمع لذلك رأينا فى فيلم أحلى الأوقات هند صبري تشكو لأنها من تقوم بدفع الفواتير وتغيير الأنبوبة والمذاكرة للأطفال ورغم ذلك تفتقد الرومانسية أو أي نوع من الكلام المعسول,والرجل لم يعد يرى أن من الصعب على المرأة أن تتحمل كل أعباء البيت عندما وجدها تعمل وتحقق نجاحا على المستوى العملي وتترأسه فى العمل ثم تعود لتعد أشهى أنواع الطعام, فالرجل فى الوقت الحالي فى مجتمعنا يرى المرأة متعددة القدرات والمواهب حتى ولو يرفض الاعتراف بذلك, ولذلك نرى بعض الرجال يرفضون دفع مصاريف الأولاد بعد الطلاق لأنه يعلم أن الأم تعمل وتستطيع الإنفاق عليهم.

المصدر: كتبت : نيرمين طارق
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1283 مشاهدة
نشرت فى 22 نوفمبر 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,832,339

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز