كتبت : هدى إسماعيل

على الرغم من أن الغيرة بين الأزواج مطلوبة أحيانا فهي تجدد الحب وتعبر عنه، إلا أنها قد تتحول إلى سبب لإثارة المشكلات وعامل يهدد الحياة الزوجية إذا ما كانت بسبب أى حركة أو لفتة أو مكالمة هاتف، لتتحول من وسيلة للتعبير عن المشاعر إلى شك يقضى على العلاقة وينذر بنهايتها لانعدام الثقة بين الطرفين.

"حواء" استطلعت آراء عدد من الأزواج حول الغيرة وما تسببه من خلافات، وما إذا كانت وسيلة يتعرف منها كل طرف على مكانته لدى الآخر واستمرار حبه له..

فى البداية تقول إيمان على،  صيدلانية: الغيرة أمر صحي سواء للرجل أو المرأة فهي علامة على الحب، لكن الأمر غير المرغوب فيه هو الغيرة التي تصل إلى حد الإيذاء، فهناك بعض الرجال والنساء يصل معهم الأمر إلى استفزاز الطرف الآخر بالشك والأساليب الملتوية، وهو أمر مرضي وليس صحيا.

أما ولاء حسن، بكالوريوس تجارة فتقول: تسببت غيرة زوجى فى ترك عملى لغيرته من زملائى بالعمل، كما تسبب شعوره المفرط فى اهتزاز علاقتى بمن حولى الذين تجنبوا الحديث معى حتى لا يتسببوا لى فى مشكلات بينى وزوجى، لذا فالغيرة بين الزوجين أمر صحى يفيد العلاقة بينهما لكن بشرط الاعتدال، أما إذا وصلت إلى حد الشك وفقدان الثقة تسببت فى خلافات مستمرة بينهما قد تصل إلى الانفصال.

ويقول على صابر، مدرس: على الرغم من معرفتى بحب زوجتى لى إلا أن غيرتها المبالغ فيها حولت علاقتنا إلى جحيم، فقد وصل شكها إلى التفتيش فى هاتفى المحمول وحساباتى على مواقع التواصل الاجتماعى، ورغم تأكدى أن تصرفها دليل على حبها لى إلا أننى أرفض عدم ثقتها بى.

توطيد العلاقة

تعلق د. نادية رضوان، أستاذ علم الاجتماع على الآراء السابقة وتقول: غيرة الرّجل على أخته وأمه وأقاربه تنطلق من مشاعر وأحاسيس الرجل نحو من يحبهم ويهمه أمرهن من نساء أسرته، أمّا غيرة النساء فهي مشهودة في جميع العصور، وبعضها مدمرة حيث تغار على زوجها من كل النساء فتحاول بقدر الإمكان أن تجذبه نحوها وتبعده عن الاختلاط بالأخريات متعدية الغيرة للشك، فتسوء العلاقة تدريجيًا خاصةً عندما لا يكون للشك أي سبب واقعي، ويكون معتمدًا على الإحساس والظنون، متناسية التفكير المنطقي والعقلي، مبينةً أنه يمكننا القضاء على الغيرة بتحديد السبب ومصدره، فبسبب الحب هي محمودة ومطلوبة للاطمئنان النفسي، كما أنها تقوي روابط المودة بين الزوجين، أمّا إذا تعدت إلى الرغبة فى التملك فيجب السيطرة عليها لكلا الطرفين حتى لا تتسبب فى إنهاء العلاقة.

وتقدم د. نادية عدة نصائح للرجال لتجنب غيرة الزوجات قائلة: على الزوج أن يهتم بزوجته دائماً وأن يشاركها اهتماماتها ويبحث عن هوايات مشتركة بينهما ما يساعد على توطيد العلاقة وخلق الثقة المتبادلة، كما ينبغى أن يحكي لها عن بعض ما يتعرض له من مواقف فى عمله لأن المصارحة أساس أي علاقة زوجية ناجحة، بالإضافة إلى أن يفهم ما يدور برأسها مع توضيح وجهات النظر وتبديد الشكوك لأن العديد من النساء يثير لديهم الغموض العديد من الأفكار الخاطئة .

وتتابع: أما بالنسبة للزوجات فينبغى عدم الخلط بين العمل والترفيه فمن الطبيعي أن يحاط زوجك بفتيات في العمل ومن الممكن أن يكونوا على درجة عالية من الجمال، فلا داعي للشعور بالغيرة بل كوني قريبة من زوجك وابدئي في مصادقته ليظل صريحاً وقريباً منك دائما، وحاولي إعطاءه مساحة من الحرية له طالما في حدود الأخلاق والعادات، مع أهمية الاستماع له والاهتمام بكل ما يقوله.

للغيرة أسباب

أما عن أسباب الغيرة فتقول د. سوسن فايد، أستاذ علم النفس: تتغير صور الغيرة حسب طبيعة العلاقة بين الزوجين، ولا شك أن المرأة تشعر في الغالب بغيرة أكبر من الرجل لاسيما أن الرجل يباح له الاقتران بأكثر من زوجة ما يدفع مستوى الغيرة عند المرأة لمستويات أعلى مما هي عليها عند الرجل، وقد تكون ردة فعل الرجل عند شعوره بالغيرة أقوى منها عند المرأة نظرا للطبيعة الحادة لديه، لكن الغيرة المرضية قد توجد لدى الرجال أو النساء بغض النظر عن جنسهما، وبالتالي يتأثر بها الشخص لأنه غيور في طبيعته وربما تنشئته، فالأمر غالبا يرتبط بطبع الشخص نفسه.

وتتابع: في بعض الأحيان قد يحكي الرجل لزوجته عن علاقته بامرأة أخرى سابقا ويبدأ في سرد مغامرتهما معا وهذا بالتأكيد غير صحيح بين الزوجين لأنه قد يجرح مشاعرها، وعند محاولة أحد الطرفين لفت أنظار الشريك والآخرين إلى مغامراته العاطفية قبل الزواج ما يثير شعور الطرف الآخر بالغيرة، بالإضافة إلى أنها قد تنشأ عندما ينشغل الرجل عن زوجته بحجة العمل أو الأخيرة عن زوجها بحجة كثرة متطلبات الأبناء والأسرة، لذا ينبغى على الزوجين أن يلتمس كل منهما للآخر العذر فى الانشغال بعمله أو مسئولياته، وإذا ما شعر أحدهما بالإهمال فعليه أن يصارح الآخر حتى ينتبه إلى تصرفاته فيجنب علاقتهما المشكلات ويقويها.