حوار: سمر عيد

رغم أن الغيرة أحد أهم علامات الحب إلا أنها قد تكون الأداة التى تقضى عليه وتفرق بين الأحباب، فكما يقال "الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده"، ولمعرفة الفرق بين الغيرة التى تقوى الروابط سواء الأسرية أو العاطفية وبين الهادمة أو القاتلة للمشاعر، وكيفية تحويل ذلك الشعور إلى وسيلة تجمع لا تفرق وتقوى ولا تضعف التقينا د. داليا نبيل، سفيرة السعادة وخبيرة التنمية البشرية ومستشارة العلاقات الأسرية والزوجية.

عن تعريف الغيرة تقول د. داليا: هناك فرق بين الغيرة على شخص ما أو منه لأن المصطلحين يختلفان كثيرا، فالأولى معناها أنني لا أريد أن يتحدث هذا الشخص أو يتعامل مع أي إنسان سواي، أما الغيرة من شخص ما فهي استكثار أية نعمة من نعم الله عليه كالمال أو المنصب أو الشهرة على سبيل المثال، والغيرة في مجملها شعور إنساني يتولد من مقارنة الشخص نفسه بالآخرين ومن ثم شعوره بالنقص الذى يترجم إلى أقوال أو أفعال تجاه الشخص المغار منه أو عليه.

- وما تأثير الغيرة على كل من الرجل والمرأة؟

لا شك أن الغيرة مدمرة بدليل أن أول جريمة قتل في البشرية كانت بسببها، كما كانت وراء إغواء إبليس لآدم، وغيرة الرجل من المرأة قد تكون بسبب الاختلاف في الوضع الاقتصادي أو الثقافي أو الاجتماعي، فإذا ما تميزت الزوجة عن زوجها في شيء خاصة في مجتمعاتنا العربية فإن الأول يشعر بالغيرة منها ما يدفعه لمطالبتها بترك العمل الذى تفوقت فيه أو الدراسة التى تكون سببا فى نجاحها أو تميزها وغيرها من أسباب الغيرة بين الزوجين، وقد يتخذ التهديد بالانفصال وسيلة ضغط عليها لتنفيذ رغباته.

- وما أنواعها؟

تتعد أنواع الغيرة ولكن دعينا نبدأ بالعاطفية والتى تعد سلاحا ذا حدين، فالوجه الجميل لها هو قوة المشاعر بين الطرفين لكن السيئ فيها أن الشخص الذى يغار غالبا ما يسعى للتملك والتحكم فى الطرف الآخر، وإذا ما تحولت الغيرة إلى الشك تفقد الثقة بين الطرفين وبالتأكيد ستنتهي العلاقة بينهما.

وكيف تتجنب "حواء" أضرار الغيرة التى تنشأ بينها وزملائها فى العمل؟

 من الطبيعي جدا أن يقف الزوجان معا كي يحققا النجاح في العمل، لكن من غير الطبيعي أن يغار الرجل من عمل زوجته أو العكس، وإذا ما حدث ذلك فإن السبب قد يعود إلى اهتمام طرف ما بعمله أكثر من الطرف الآخر أو المنزل أو الأولاد، أما الغيرة المرضية فتكون ضد نجاح وتألق وشهرة طرف دون الآخر وخاصة إذا كان يعمل الزوجان في نفس المجال، وإذا ما شعر الرجل بنجاح زوجته وتفوقها عليه يحاول تحميلها أعباء أسرية فوق طاقتها حتى تضطر إلى ترك العمل، أو يحاول التقليل من شأنها ومكانتها أمام الناس ليرضى غروره، وقد يصل الأمر إلى حد التدمير كأن يخيرها بين الاستمرار فى الزواج أو العمل.

- وماذا عن الغيرة بين الأهل والأصدقاء؟

الغيرة من الأهل أو الأصدقاء مرضية وغالبا ما يكون سببها حب امتلاك الشخص والسيطرة عليه، أو الشعور بالإهمال، فإذا ما غارت الزوجة من والدة زوجها فهي بذلك تضع نفسها مكان شخص آخر في حياة الزوج، وليس من المنطقي أن أعاتب زوجي أنه يجلس مع والدته لبضع ساعات، وليس من المنطقي أن أقارن هدايا زوجي لوالدته بما يقدمه لي، وعلى الجانب الآخر لا ينبغي على الزوج أن يغار من زيارة زوجته لوالدتها أو والدها واهتمامها بهما، ومن أكبر الكوارث التى يقع فيها الزوج منع زوجته من زيارة صديقاتها قبل الزواج لأن من آثار ذلك افتقادها من تتحدث معه إذا ما شعرت بالحزن ومن ثم يشكو أن زوجته تعشق النكد، وكثيرا ما نسمع عن مشاجرات بين الأزواج لأن الزوج يقضي ساعات على المقهى مع أصدقائه تاركا حواء وحدها أو مع أطفالها في المنزل كل هذه حالات سببها أن الرجل أو المرأة لا يجدان الاهتمام والحب في المنزل.

- هل يمكن أن يصنف حب الأطفال لطرف أكثر من الآخر على أنه نوع من الغيرة بين الزوجين؟

الأسرة ليست مجالا للصراع أو النزاع، فإذا ما شعر أحد الطرفين أن الأطفال تميل للطرف الآخر أكثر منه فلا ينبغي عليه أن يغار أو يتذمر وليبحث ماذا يقدم الطرف الآخر للأبناء ويقدمه هو الآخر لهم.

- ما مدى تأثير مقارنة الحياة الزوجية أو العاطفية بالآخرين؟

هذا سؤال مهم للغاية لأن مقارنة المرأة حياتها بالآخرين سواء ماديا أو اجتماعيا أو ثقافيا سوف يدمرها، لذا يجب أن تؤمن أن كل شخص قد حباه الله مجموعة من الأسباب كي تجعله سعيدا، وليس من المهم أن تكون أسبابي مثل أسباب الآخرين ولكن المهم أن أكون أنا سعيدا، فهذه قد حباها الله المال والأخرى الأولاد والثالثة الزوج الصالح والرابعة العلم النافع والخامسة الأخلاق الحميدة وحب الناس.

-وهل تختلف أساليب علاج الغيرة من نوع إلى آخر؟

الغيرة العاطفية علاجها الثقة بالنفس والثقة بالطرف الآخر، ولا مانع أن أصبح جميلة كالأخريات أو أقلد أية صديقة في صفة حميدة أو أسلوب جيد تتبعه مع خطيبها أو زوجها، لكن إذا تحولت الغيرة العاطفية إلى شك فعلينا أن ننهيها على الفور، أما الغيرة فى العمل والنجاح فعلاجها الفصل بين الحياة العملية والزوجية وتنظيم الوقت بين العمل والمنزل والزوج والأولاد، وعن علاج الغيرة من الأهل والأصدقاء فعليك أيتها المرة أن تكونى صديقة وأم وأخت وحبيبة للزوج وقتها سيترك العالم كله ويجلس معك، ولا تتعمدي أن تتحدثي معه فى مشكلات الأطفال، وأخيرا استمالة الأطفال تكون بالمعاملة الطيبة والحب والتحدث معهم بحرية عن مشكلاتهم وعدم الانشغال عنهم والاهتمام بحياتهم بكل ما فيها من أفراح وأوجاع.

المصدر: حوار: سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 426 مشاهدة
نشرت فى 29 فبراير 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,702,833

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز