كتبت: نيرمين طارق

شهد العام الماضى تطورا كبيرا فى تكنولوجيا الاتصال خاصة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعى، وكان آخره «تيك توك » والذى أتاح لمستخدميه صناعة الفيدوهات المختلفة ونشرها عبر شبكة الانترنت مما أثار مخاوف شريحة واسعة من المجتمع فى مقدمتهم الآباء. فى جولتنا التالية حاولنا التعرف على حقيقة التيك توك ومدى انتشاره بين الشباب وتأثيراته المختلفة..

في البداية تقول منى عبيد، ربة منزل: يحتوى التيك توك على فيديوهات لفتيات وشباب بإطلالات مرفوضة وقد تكون منافية للذوق والآداب العامة والتى تكون متاحة لمختلف الأعمار ومنهم الأطفال والمراهقين الذين يدفعهم الفضول والتجربة لمشاهدتها مع العلم أن السيطرة على المحتوى الذى يشاهده الأطفال شبه مستحيل نظرا لامتلاكهم هواتف ذكية يصطحبونها معهم إلى كل مكان يذهبون إليه.

وترى مريم محمود، 19 سنة، أن التيك توك وسيلة تكنولوجية تمكن الشباب من تسجيل وتوثيق لحظات حياتهم المميزة التى ستصبح بعد ذلك مجرد ذكرى، وتقول: أغلب هذه الفيديوهات عبارة عن رقص وأغانى لشباب يحب الموسيقى والتصوير ويحتفل بطريقته الخاصة، لذا أرى أن هذا البرنامج لا يمثل أى خطورة على الشباب والمجتمع.

وتخالفها الرأى فضيلة أنور، مهندسة ديكور قائلة: اعتاد المصريون الرقص خلال الأفراح وفى أجواء أسرية مبهجة، لكن هل يعقل أن تصور فتاة نفسها وهي ترقص فى منزلها بملابس مثيرة حتى تحصل على أعلى نسبة مشاهدة؟ لا شك أن مثل هذه الأفعال يرفضها المجتمع وتخالف عاداته وتقاليده والتعاليم الدينية.

الشهرة والثراء

يرى مصطفى جمال، 30 سنة أن الشباب وجدو فى التيك توك مبتغاهم فى تحقيق الشهرة والثراء السريع من خلال تصوير رقصاتهم على أنغام الموسيقى خاصة أغانى المهرجانات التى باتت موضة العصر مقتدين فى ذلك بمشاهير "السوشيال ميديا" الذين حققوا شهرة واسعة من خلال نشر فيدويهات لهم على قنواتهم عبر مواقع الفيديو الشهيرة.

ويقول باسم سالم، 25 سنة: يميل الشباب للتقليد وأصبح هناك حالة منافسة بينهم فكل شاب يسعى أن يحصل الفيديو الخاص به على نسبة مشاهدة أعلى لذلك اتجهوا للتيك توك نظرا لانتشار محتواه بسرعة كبيرة.

وتختلف سلمى حامد، طبيبة بشرية مع مؤيدى استخدام الشباب لنشر فيدوهاتهم الخاصة عبر تيك توك وترى فيه انتهاكا لحرمات المنازل وخصوصياتها قائلة: لا شك أن نشر فيديوهات تحتوى ألفاظا خارجة ومشاهد لا أخلاقية يتنافى مع أعراف المجتمع المصرى وتعاليمنا الدينية التى تأصل احترام الخصوصية وتدعو إلى الأخلاق.

رقابة وعقوبات

ترجع دعاء عبدالحليم، خبيرة التنمية البشرية انتشار فيدوهات التيك توك إلى حالة الفراغ التى يعيشها الشباب، قائلة: لا شك أن الشاب الذى يحضر دراسات عليا أو الفتاة التى تسعى لتعلم لغة جديدة لن تسعى للرقص حتى تنشر فيديو لها على التيك توك فهى حالة من الفراغ تسيطر على الشباب والفتيات بالإضافة لغياب دور الأسرة، فهل من عادات الأسر المصرية أن تقبل ظهور بناتها على السوشيال ميديا بملابس مثيرة؟!، فهناك خلل داخل الأسرة التى تسمح لأولادها بنشر فيديوهاتهم دون أى ضوابط أو قواعد، وهناك بعض الأسر التى تتفاخر بكون أولادها من مشاهير السوشيال ميديا حتى وإن كان مصدر الشهرة فيديوهات مخجلة.

ويرى د. جمال حماد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية ضرورة وجود رقابة على الفيديوهات التى يتم نشرها عبر برامج مواقع الفيديوهات المختلفة، وتوقيع عقوبات قانونية على من ينشر محتوى هابط يضر بالقيم المجتمعية، ويقول: إن التعامل مع من يقوموا بنشر هذه الفيديوهات على أنهم أبطال ونجوم ينذر بكارثة أخلاقية تهدد المجتمع المصري الذى نشأ

أفراده على مصطلحات تقدس الخصوصية مثل البيوت أسرار، والبيوت لها حرمة، ولكن حالياً أصبح يتم تصوير غرف النوم ونشر كل شيء داخل البيت المصرى بحثا عن الشهرة والمال من خلال طرق غير لائقة.

المصدر: كتبت: نيرمين طارق
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 878 مشاهدة
نشرت فى 4 مارس 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,832,406

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز