كتبت : هدى إسماعيل
مع طوال فترة بقاء الأزواج بالمنزل تجنبا لفيرس «كورونا » قد يتعرض البعض منهم للعديد من المشكلات نتيجة ضغوطات الحياة فى هذه الفترة واختلاف وجهات النظر ما قد يؤثر على علاقتهم بمرور الوقت وتحديداً عند تجاهل حلها بل ويصل بهم أحيانا إلى مرحلة تنهار فيها الأسرة بسبب تراكم المشكلات التى قد تكون بسيطة، فكيف يمكن تجنيب العلاقة الزوجية المخاطر التى تهدد استقرارها نتيجة لطول فترة الإجازة خلال هذه المرحلة؟
في البداية يقول على عبدالحميد، موظف: دائما ما يكون الشجار والمشكلات على مصروف البيت وارتفاع الأسعار وبخاصة فى هذه المرحلة، فزوجتي دائما ما تبدأ الخلافات حول الأموال وبخاصة مع طول فترة بقائنا فى المنزل معا وشعورى بالضيق لعدم الذهاب للعمل، ولأنني أحبها وأعلم جيدا أنها تتحمل الكثير من الضغوط اليومية أحاول احتواء غضبها. أما صفاء محمد، ربة منزل فتقول: الحياة ليست دائما وردية فهناك أوقات كثيرة يكون الخلاف مسيطرا على حياتنا اليومية لأسباب كثيرة لكن كان الاتفاق بينى وزوجى منذ بداية ارتباطنا أن تكون خلافاتنا داخل منزلنا نناقشها بهدوء حتى نصل لحل.
ويقول سيد فؤاد: لا تخلو أى علاقة زوجية من المشكلات لكن الأهم أن تكون بعيدا عن أعين الأبناء حتى لا تتفاقم المشكلة، ومن وجهة نظري أن مناقشة العقبات أولا بأول أفضل حتى لا تتراكم المشكلات فتكون حاجزا نفسيا لدى الزوجين ما يصعب معه استمرار الحياة بينهما.
الوقت المناسب
تعلق د. سوسن فايد، أستاذ علم النفس على كيفية تجنب تفاقم المشكلات الزوجية خاصة فى الفترة الحالية والتى يضطر كلا من الزوجين إلى البقاء فى المنزل لفترة طويلة ما قد ينشأ عنه بعض المشكلات قائلة: تحدث الغالبية العظمى من الخلافات الزوجية بسبب عدم اختيار الأوقات المناسبة لمناقشة المشكلة وعدم تقدير حالة وموقف الطرف الآخر سواء من جانب الرجل أو المرأة ما يؤدي إلى الشجار وربما تضخم المشكلة.
وتتابع: هناك بعض الأزواج مفرطين في عنفهم سواء كان بالتعدي باللفظ أو تعمد استخدام الصوت العالي أو العنف البدني ظنا منهم أنهم يوصلون مطالبهم أو رسائلهم لزوجاتهم بالشكل الذي يجعلهن يستجبن له، بينما في حقيقة الأمر هذا السلوك يؤدي لاتساع الفجوة بينهم وربما هذا ما يجعلهن يفقدن أعصابهن، علما بأن من قوامة الرجل وحكمته احتواء انفعال زوجته والسيطرة عليه، وحتى تستمر الحياة الزوجية ويمر الخلاف دون أن يترك فجوة بينهما أنصح الزوجين بالبعد عن أساليب التهكم والسخرية أو الإنكار والرفض أو التشبث بالكسب والعناد دون منطق.
نصائح سحرية
تقدم زينب المهدي، خبيرة العلاقات الأسرية بعض النصائح للمرأة لحل الخلافات الزوجية وتجنب هدم الأسرة قائلة:
- لا تكوني عدوانية أو شديدة اللوم أو الصراخ فالأمور لن تحل بالصوت العالى.
- لا للسباب والأوصاف غير المهذبة فلا تصفي شريك حياتك بأى وصف سلبى.
- لا يجب أن تتكلمي أثناء النقاش بصيغة "أنت دائماً هكذا"فتلك العبارات سلبية للغاية.
- كوني صادقة مع نفسكِ أولاً، وتعرفي على حقيقة مشاعركِ، واطلبي ذلك من زوجكِ أيضاً.
- اختاري الوقت المناسب للنقاش والكلام حول أى مشكلة تؤرقكما.
- لا تتشاجرا أو تتناقشا فى أمور مهمة فيها خلاف بينكما أمام الصغار.
- لا تخرجي عن الموضوع.
- لا تستفزيه إلى الدرجة التي قد تدفعه لاستخدام العنف.
- لا تجعليه يتحدث على فكرة الانفصال أو الطلاق.
- لا تشركا الأبناء في خلافاتكما فلا تجعلي الطفل يخاصم والده لأنه لا يتحدثمعك.
- لا تتركا الجلسة قبل حل المشكلة, فإن حدثت مشكلة ما اطلبي منه تحديد موعد لنقاشها وحلها ولا تطيلا الأمر.
- الصمت وعدم النقاش في المشكلة ليس حلاً سليماً فهي فكرة غير مجدية، فعند حدوث مشكلة يجب عليكما النقاش بكل هدوء والتوصل لحل لها فالصمت أحياناً يزيد من المشكلة.
- اسمحي له ولنفسكِ ببعض الخصوصية والحرية،وليكن لكل منكما أنشطته الخاصة وأصدقائه فهذا ينمي ثقة كل منكما بنفسه.
- ابتعدا قليلاً عن بعضكما على فترات كرحلة تسافرين فيها مع أسرتك أو هو مع أصدقائه فهذا يزيد من الشوق بينكما.
- حافظا على خصوصياتكما إلا إذا تفاقمت المشكلات بشكل كبير وقتها يمكن اللجوء إلى شخص كبير ذي خبرة.
ساحة النقاش