بقلم : سمر الدسوقى
نعيش حاليا أجواء شهر كريم نتحدث فيه عن مكارم الأخلاق، عن الصدق، عن الأمانة، عن الشفقة، عن العطف على الغير، عن مشاركة الضعفاء آلامهم، فلماذا لا نتحدث أيضا عن الحب؟ لماذا لا نتحاب كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فى حديثه الشريف: « والذى نفسى بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم » صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفعل لماذا لا يكون الحب وتمنى الخير هو ما يجمع بيننا، ولماذا لا يهتم بعضنا فى هذا الشهر الفضيل سوى بالمظاهر الخادعة من الامتناع عن الطعام والشراب فقط، أو الاهتمام بالولائم والمجاملات المبالغ فيها، لماذا لا نحاول عندما يحسن إلينا إنسان أن نرد هذا الإحسان بالإحسان، لماذا لا نتذكر فى هذا الشهر أن الحياة قصيرة جدا وأنها قد تنتهى فى لحظة واحدة فلا يبقى منا جميعا سوى السيرة الحسنة والمعاملة الطيبة، فلا أموال تدوم ولا مناصب تستمر، ولا جاه سنأخذه معنا؟ فتعالوا نطلق معا هذه الدعوة خلال هذا الشهر الكريم لنجعله شهرا للتسامح والحب، تعالوا نبدأ جميعا من أنفسنا بحب الآخرين ومساعدتهم والعطف عليهم، ورد الجميل لهم ومساندتهم كلما احتاجوا بدلا من أن يكون ما يحركنا هو كيف نتخلص من الآخر وكيف نؤذيه وكيف نتمنى زوال النعمة والرزق عنه، فى رأيى أن شهر رمضان الكريم لا يكتمل فقط بالعبادات ولكنه يكتمل فعليا عندما نطهر نفوسنا من الأحقاد، عندما ندرك أنه لا شيء يدوم، عندما تكون سلوكياتنا هى سلوكيات الإسلام وليست السلوكيات السلبية التى قد يكتسبها بعضنا من الدنيا، فماذا سنجنى ونحن نقف أكثر من مرة يوميا بين يد الخالق لنصلي، وما أن ننتهى حتى نعود للذم والنقمة والكذب وعدم الاحترام وإيذاء الآخرين بكافة السبل، صوموا عن كل هذا، وكل رمضان ومصرنا الحبيبة ونحن جميعا بكل خير.
ساحة النقاش