بقلم : إقبال بركة
وأنت تتجولين ببصرك فى شقتك ثم تتنهدين، لا يوجد سنتيمتر واحد خال! الشقة مكدسة بالأثاث الجديد والقديم، بما ورثته من أمك وما أهدته لك جدتك أو صديقاتك، كلها أشياء ثمينة فى نظرك، غالية على قلبك، لا يمكنك أن تفرطى فيها.
النتيجة شقة مكدسة بالأشياء مستحيل
تنظيمها ومن الصعب تنظيفها، وأنت
والأولاد لم تعودا قادرين على التحرك بحرية فيها وإذا ضاع شيء من أحدكم فمن الصعب العثور عليه، الجميع يعانون الأمرين من زحمة المكان وتكدس الأشياء، ابنتك لا تجد حذاءها الذهبى الذى ستحضر به عيد ميلاد صديقتها، وابنك يبحث عن كرة السلة التى سيلعب بها مع أصدقائه، والزوج يصرخ مطالبا بالدواء الخاص به.
السبب فى كل هذه الفوضى احتفاظك بأشياء لم يعد أحد محتاجا إليها، وبنظرة إلى دولابك ستكتشفين أنك تعانين بشدة من فوضى التكديس وتمضين الساعات فى التفتيش والبحث عن أشيائك، وقد تتصورين أنك فى حاجة إلى بيت جديد، ولكن المشكلة ليست فى البيت بل فيك أنت! هذا ما يقوله د. ديفيد اف تولين، أستاذ متخصص فى الطب النفسى بجامعة ييل ومدير مركز «اضطرابات القلق » فى معهد هارتفورد للحياة «أنت فى حاجة إلى تغيير جذرى فى سلوكك »، وقد شاهدنا منذ فترة برنامجا تليفزيونيا أجنبيا لأشخاص يعانون من هذه المشكلة ويستعينون بخبراء لحلها، ويبدأ الخبير النفسى بالتحدث إلى الزوجة المسئولة عن ترتيب البيت ويوجه لها بعض الأسئلة، ثم يكتشف أنها عانت من صدمة عاطفية أو إصابات فى الدماغ تجعلها عاجزة عن ترتيب بيتها أو أنها شخصية «اكتنازية » مصابة بمرض عقلى واضطراب فى الانتباه واكتئاب وحزن مزمن يعيقها عن التنظيم ويؤدى إلى تراكم يضر بنوعية حياتها، وقد قرأت أن طبيبا أمريكيا قرر دراسة ظاهرة «التكديس » اللا إرادى التى يعانى منها ملايين الأمريكيين، وقام بدراسة بعض حالات المكتنزين القهرين مستخدما تقنية مسح الدماغ.) ،)brain-scan technology وقام بطلب بعض «المكدسين » أن يقرروا التخلص نهائيا من بعض أشيائهم، وجعلهم يشاهدون ممتلكاتهم المختلفة فى الماسحة الضوئية «السكانر »، ثم يتخذون قرارات بشأن ما يمكن التخلص منه نهائيا، ثم يقوم بالتخلص من تلك الأشياء أمامهم فى الحال، وقد لاحظ الباحث توترا شديدا لدى المصابين بداء الاكتناز فى نشاط القشر المدارية الأمامية، وهى جزء من المخ تشارك فى صنع القرار والتخطيط.
قررى اليوم أن تبدئى فورا فى التخلص من كل ما لا تحتجين إليه فى بيتك مهماكانت علاقتك العاطفية به، كأن يكون هدية من شخصية عزيزة، أو غالى الثمن، أو ما زال يحتفظ برونقه.. إلخ.. صديقة لى وجدت الحل فى إهداء تلك الأشياء العزيزة إلى قلبها إلى أشخاص تحبهم، مثل الإخوة أو الأبناء وبذلك وفرت شراء هدايا فى المناسبات، والفرصة مواتية لك لأن تفعلى نفس الشيء، فلا تترددى.
ساحة النقاش