كتبت: إيمان عبد الرحمن

تعد المجموعات النسائية التى تنظم على بعض مواقع التواصل الاجتماعى بيئة خصبة لتداول الأخبار سواء كانت صحيحة أو كاذبة، ما يجعل منها سببا فى إثارة الذعر فى نفوس بعض النساء باعتبارهن مسئولات عن أفراد أسرهن، فكيف يمكن التعامل مع الشائعات التى تتداولها عضوات تلك المجموعات؟

في البداية تقول رشا عبد العزيز، مدرسة: تعد المجموعات النسائية بديلا للبرامج التليفزيونية والنشرات الإخبارية حيث تعتمد عليها عضواتها فى التعرف على أعداد المصابين والمتوفين بكورونا، وأحيان أخرى عن عدم توافر سلع معينة ما يدفعهن إلى اتخاذ سلوك خاطئ حيث يتكالبن على شراء السلع وتخزينها فتزيد الأسعار ويقل المعروض.

وتقول رانيا حمدي، محاسبة: ضغطة زر واحد من التليفون تتسبب في نشر قصة أو خبر لكل الأرقام المسجلة على الهاتف دون التأكد من مصداقيتها، بل المثير أن أشخاص على درجة عالية من الثقافة قد ينساقون وراء هذه الشائعات، لذا أرى أن المشكلة تكمن فينا نحن، ويجب أن نتعلم ألا ننشر الأخبار دون التأكد من صحتها لأنها تؤثر بالسلب علينا كمجتمع.

وترى داليا عادل، محامية أن طول فترات الحظر وكثرة وقت الفراغ دفع الكثيرين إلى قضاء وقت أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي ما ساعد على نشر الأخبار دون تأكد والتى تبث بدورها طاقة سلبية تؤثر على الحالة النفسية لمتداوليها، وتقول: نحن في حرب نفسية وظروف استثنائية يجب الحذر خلالها وعدم تصديق أي أخبار سوى من القنوات والصحف الرسمية والصفحات الرسمية لوزارة الصحة ورئاسة مجلس الوزراء والهيئات الرسمية في الدولة.

ظروف استثنائية

تعلق د. هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بنها، على انتشار الشائعات في زمن الكورونا قائلة: لا ترتبط الشائعات بزمن أو حدث معين لكن العامل الأهم هو وجود ظروف استثنائية كالتي نعيشها وقلة المعلومات العلمية عن الفيروس وعدم توافر دواء وتضارب الأخبار من كل جهة عنه، فكل مدة يظهر تحديث عن الفيروس وطرق وقائية وأبحاث تنفي وأخرى تؤكد وأخبار متداولة هنا وهناك، لذلك فالبيئة خصبة لمثل هذه الشائعات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي أو المجموعات الخاصة بها والمنتشرة على التطبيقات المختلفة للهواتف ما يؤثر نفسيا على المتلقي.

وتضيف: الحل هو الوقاية من الفيروس باتخاذ كافة التدابير الوقائية، وعدم الخروج إلا للضرورة وعدم الانسياق وراء أي أخبار سوى الموثوق منها ومن الوسائل الإعلامية الرسمية والموثوقة.

التعامل بشفافية

ويقول د. عماد مخيمر، أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب بجامعة الزقازيق: تعرف الشائعة بأنها أخبار غير موثوقة أو دقيقة وأحيانا تكون الأخبار جزء منها صحيح وآخر كاذب يتم إطلاقها وقت الأزمات، ويجب التفريق بين مطلق الشائعة ومضمونها ومن يروج لها بقصد أو بدون قصد، أما عن مطلق الشائعات فأحيانا يكونوا أشخاصا غير أسوياء نفسيا ولديهم اضطراب في الشخصية فيطلقون الأخبار المغلوطة بقصد إثارة الذعر والبلبلة، والمتلقون منهم كثيرون يصدقون أي شيء يكتب أو يتم نشره على وسائل التواصل ومنها من يستخدموا التطبيقات المنتشرة على الهواتف النقالة والتي أصبحت منتشرة بقوة، ويتم تصديق الأخبار المغلوطة دون تأكد خاصة أوقات الأزمات كما نعيش الآن وقت فيروس الكورونا.

ويضيف: الدولة تتعامل بشفافية مع الشائعات وتنشرها على قنوات التليفزيون الرسمي وتذيع المغلوط وتقوم بتصحيحه وهي خطوة عملية تساعد على الحد من انتشار الشائعات ويقع الدور الآن على المواطنين في عدم تلقي أي أخبار سوى المصادر الحكومية وقنوات الإعلام الرسمية من صحفها وقنواتها.

تضخيم الأحداث

أما عن دور الإعلام في مواجهة انتشار الشائعات فتقول د. منة عبد الحميد، المدرس بقسم علوم الاتصال والإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس: للأسف نحن من أكثر الشعوب التي تسيء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فيحدث تضخيم ومعلومات مغلوطة والحقيقة ليست كذلك ليتحول "تريند"، فما بالنا في وقت الأزمات مثل ما نعيشه حاليا؟ وباء عالمي كل العالم يعاني منه ووسط هذا الخوف تضاعف مواقع التواصل الاجتماعى ذلك الخوف بسبب ما ينشر من شائعات.

وتضيف: يركز الإعلام فقط على أداء الحكومة في التعامل مع أزمة كورونا دون التعامل مع ما يحدث من شائعات أو الرد عليها على "السوشيال ميديا" فلا نجد رد رسمي على كم الأخبار المغلوطة التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى أو نشر قوائم بالأماكن الخالية في مستشفيات العزل ما يعطي قوة لكل الأخبار الكاذبة التي تنشر ولا نعرف الخبر الصحيح من غيره، لذا لابد أن يوحد الإعلام جهوده مع الدولة لنشر الإجراءات الصحيحة للتعامل مع الفيروس وتصحيح كافة الأكاذيب المثارة حول الأزمة وهو بالفعل ما تنتهجه بعض القنوات فى الفترة الأخيرة حيث تنشر الشائعة والخبر الصحيح من مصادره الرسمية.

المصدر: كتبت: إيمان عبد الرحمن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 451 مشاهدة
نشرت فى 3 يوليو 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,835,234

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز