كتبت : ابتسام أشرف
لماذا نكون صداقات جديدة وفى إمكاننا استعادة صداقات قديمة وإعادة أواصل الود والمحبة مع الأقارب الذين باعدت بيننا المسافات وفرقتنا ظروف الحياة، ولماذا لا نجدد علاقتنا بالمحيطين بنا من خلال إزالة الفتور والملل الذى تخلل علاقتنا، فما أجمل من ذكريات جمعتنا مع أصدقائنا منذ الصغر والشباب، فلماذا لا نبحث عنهم ونستعيد علاقتنا بهم؟
تجديد علاقاتنا مع أصدقائنا ومحيطنا الاجتماعى من أهل وجيران موضوع هذا التحقيق..
فى البداية تقول يوستينا سمير 35 سنة: أحاول دائما أن أحافظ على طريق عودة في أي علاقة، فشخصيتي رومانسية ودائما أحن إلى أصدقاء الدراسة بشكل خاص فهم أكثر من نصنع معهم الذكريات الجميلة لكن وسائل التواصل الاجتماعي سهلت الأمر كثيراً في إيجاد الأشخاص والتعامل معهم واستعادة الذكريات مرة أخرى.
أما سهيلة محمود، ربة منزل فترى أن أصعب العلاقات في استرجعها هى الفاترة رغم أنها قائمة، وتقول: أحاول دائما أن أكسر الملل خصوصاً فى علاقتي مع العائلة حتى لا تتوقف العلاقة عن السؤال، لكن دائما أحاول إيجاد سبيل للمشاركات العائلية في المناسبات والتحضير لها فهذا يقوي العلاقات ويبث فيها الروح من جديد.
ويقول سامح محسن: الفترة الأخيرة ومع أزمة كورونا تعلمنا درسا قويا وهو احتضان الأقارب والأصدقاء والجيران، فمجرد التفكير فى فقدان شخص أمر صعب وهو ما جعلنى أتصل يوميا بأشخاص قطعت علاقتي بهم منذ سنوات أطمئن على صحتهم وأحوالهم سواء بالهاتف أو المكالمات المصورة ومواقع التواصل الاجتماعي.
وترى نهي منصور، مدرسة أن نقطة البداية لتجديد العلاقات المنزل، وتقول: قبل استعادة أو تجديد علاقاتى بالأصدقاء أو حتى الأهل والأقارب علينا تقوية الروابط بيننا وأفراد أسرتنا وهو ما استفدته من الفترة الأخيرة التى حتمت علي البقاء كثيرا مع أبنائى وزوجى والتى نجحت خلالها فى التقرب إليهم وفتح قنوات للحوار بيننا، بحق نجحت فى مصادقتهم واكتشاف جوانب عديد فى شخوصهم، ورغم أننا كنا بالمنزل لكننا تفاعلنا معا كثيرا ومارسنا حياة بشكل أفضل بفضل التعاون فيما بيننا.
أما منى محمد فتقول: أحاول أن أقيم علاقتي بالمحيطين كل فترة سواء أقارب أصدقاء أو زوج وأولاد فتقييم العلاقة يساعد فى حل المشكلات قبل تفاقمها كما يحسن من مستوى علاقتنا بالآخرين.
تعلق د. هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، على أهمية تجديد العلاقات الاجتماعية قائلة: لاستعادة أى علاقة قديمة أو التخلص من فتور أصابها يجب أن تكون مبنية على أسس جيدة أولها التفاهم ورغبة الطرف الآخر فى تقوية تلك العلاقة وليس الاكتفاء بها سطحية فقط، أما عن كيفية تحقيق ذلك فهناك العديد من الطرق التى يمكن من خلالها إظهار الاهتمام بالطرف الآخر وإشعاره بالحب سواء كان صديقا أو قريبا، ومشاركته المسئولية وتقديم الدعم له ليس بالضرورة ماليا ولكن الأهم معنويا، مع أهمية تعلم ثقافة الاستماع واحترام الرأى الآخر مهما كان الخلاف، أما العلاقات التي تنتهي نتيجة للبعد الزمني فيسهل استعادتها عن طريق استرجاع بعض الذكريات التى جمعت بينكما.
الزيارات العائلية
وينصح د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالحفاظ على مقولة معاوية ابن أبي سفيان "لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت أبدا، كنت إذا مدوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها"، ويقول: اجعل بينك وبين كل شخص شعرة معاوية لا تقطع علاقتك بالناس بشكل نهائى لكن حاول التواصل مع الآخرين وتوطيد العلاقات وتحسينها وتجديدها فهذا يجعل لديك الكثير من الطاقة الإيجابية.
ويتابع: لا شك أن الزيارات العائلية قادرة على تقوية العلاقة بين الأهل والأقارب، وفى ظل المخاوف من انتشار فيروس كورونا والإصابة به يمكن أخذ الاحتياطات، كما يمكن الاكتفاء بالمكالمات التليفونية أو الفيديو للتواصل مع كبار السن لرفع معنوياتهم التي تأثرت كثيرا مؤخرا بسبب ما تداوله العالم كله حول أن المرض يصيب أكثر كبار السن وأنهم لا ينجو منه، لذا تواصلك معهم يعطيهم الطاقة، أما الأصدقاء المحيطين فإذا أردت أن أجدد علاقتي معهم فدائما عليك بالتصرفات الحسنة البسيطة السهلة كالابتسامة والتى تعد رسول المحبة بين الجميع، ويمكن تبادل المكالمات التليفونية للاطمئنان عليهم خاصة إذا عانوا مرضا أو مشكلات صحية.
فترة ذهبية
تقول بسمة سليم، أخصائي تنمية بشرية: على الرغم من صعوبة الفترة الأخيرة وما تخللها من مخاطر ومخاوف من الإصابة بفيروس كورونا إلا أنه تعد فترة ذهبية نجح الكثيرون خلالها فى تقوية الروابط بينهم والأهل خاصة أصحاب الأسرة الواحدة الذين حملتهم الظروف على المكوث بالمنزل لفترات طويلة، حيث استعاد الآباء علاقتهم بأبنائهم والتقرب منهم من خلال مشاركتهم مشاهدة الأفلام التى يفضلونها والألعاب التى يحبون ممارستها.
ساحة النقاش