بقلم : سمر الدسوقى

زرت عددا من العشوائيات سواء داخل العاصمة القاهرة أو خارجها، ولأكثر من مرة أجلس بين أهاليها وأتحدث إليهم وأسمع مشكلاتهم.

ولسنوات عدة كنت كغيرى أرى أنه لكى نواجه هذه المشكلة ونساعد فى نقل أهالينا إلى مناطق سكنية عادية بعيدا عن هذه المناطق التى تعانى من مشكلات عدة لا يمكن حصرها نحتاج إلى سنوات عديدة لا يستطيع أحد أن يتنبأ بها!

ولأن مشكلات هذه المناطق لا تترك بصماتها السلبية فقط على أهلنا بها بل تعد ـ ودون مبالغة ـ قنبلة موقوتة تمتد آثارها المدمرة على المجتمع كافة، كانت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة التصدى لهذه الأزمة التى عانينا جميعًا ولسنوات طويلة من تبعاتها على أمن واستقرار المجتمع.

فداخل هذه المناطق وكما لمست وغيرى، يوجد هناك التسرب من التعليم، وارتفاع معدلات البطالة، وكذلك الجرائم، بل وسوء الأوضاع البيئية ككل، وهو ما يترك أضراره بالطبع على الوضع الصحى للمقيمين بها، هذا بجانب ارتفاع معدلات العنف واستخدام بعض الإرهابيين لها كملجأ، وغيرها من الأوضاع المعيشية المتدنية التى تحرم أهلها من فرصة الحياة بشكل كريم.

لكل هذا كان تطوير هذه الأماكن، ونقل أهالينا بها إلى مناطق تنعم بحياة مستقرة وآمنة وتوفر لأبنائهم فرصة الالتحاق بالمدارس وإكمال تعليمهم وإيجاد فرص عمل لهم، من خلال إستراتيجية حرصت القيادة السياسية على تنفيذها فى فترة وجيزة ومحددة كمحاولة سريعة لتحقيق كل هذا، بل والحد من مشكلات تلك المناطق.

وبالفعل بدأ تطوير العديد من هذه المناطق العشوائية على مستوى كافة المحافظات المصرية، بل وبدأت تخرج للنور العديد من المشروعات القومية العملاقة التى استقبلت أهالى بعض المناطق العشوائية، أو التى كانت تعانى من مخاطر عدة تهدد حياة سكانها بكل ترحاب.

أذكر في هذا مشروع الأسمرات بكافة مراحله والذي افتتح منه المرحلة الثالثة مؤخرا، وأهالينا، والمحروسة 1و2، وروضة السيدة زينب، وبشائر الخير بكافة مراحله.

ومن خلال زيارتى لبعض هذه المشروعات على أرض الواقع وبخاصة "الأسمرات" أستطيع أن أؤكد الطفرة الحقيقية التى لمستها عن قرب من أهالينا هناك، والذين تحولت حياتهم فى لمح البصر من حياة يغلب عليها الخوف والقلق من المستقبل وبخاصة بالنسبة لأبنائهم إلى حياة أكثر هدوءا واستقرارا، وهم يشعرون بالأمن والأمان داخل منازل جميلة، بل وينعم أبناؤهم بالذهاب لمدارس معدة ومؤهلة بشكل تعليمى متميز، وبجوار محل إقامتهم، هذا بجانب البيئة الصحية التى توفرها لهم هذه المشروعات التى صممت لتضم المساحات الخضراء، والمراكز التدريبية، والجمعيات الاستهلاكية، وغيرها من مظاهر الحياة الكريمة التى توفرها أضخم المشروعات السكنية الخاصة التى نتابع أخبارها يوميا.

أمام كل هذه الجهود أرى أن علينا نحن أيضا كأفراد ومؤسسات مجتمع مدنى دورا لابد وأن نقوم به، إكمالا لما بدأته الدولة من إنجاز لمواجهة مشكلة العشوائيات، من خلال توعية أهالينا فى هذه المناطق بضرورة الحفاظ عليها، والاستمتاع بالحياة فيها، بل وتنظيم ما نستطيع من مشروعات داعمة لهم فيها، وبخاصة المشروعات التدريبية والصغيرة.

المصدر: بقلم : سمر الدسوقى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 346 مشاهدة
نشرت فى 24 يوليو 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,725,269

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز