كتبت : أماني ربيع
ينتظر الجميع إجازة العيد من أجل الاسترخاء والتقاط الأنفاس، ويعتبرونها وقتا للراحة والبهجة وتبادل الزيارات، لكن هناك بعض المهن التي لا توفر لأبنائها هذه الرفاهية، بل تعلن حالة الطوارئ خلال الأعياد حيث يزيد الإقبال على خدماتها، وبينما الشوارع تبدو فارغة من الناس، يكونون على أتم الاستعداد لخدمة المواطنين وتقديم الدعم، فهم لا يأخذون إجازة ويذهبون إلى عملهم كما اعتادوا كل يوم.
«حواء» حاورت مجموعة من أصحاب المهن التى لا تعرف الراحة في العيد لتتعرف على صورة قضائهم له ولكن داخل العمل.
البداية مع أسماء محمد حسين، تعمل في المبيعات بإحدى سلاسل الصيدليات الكبرى وتقول: نعمل بكامل طاقتنا في العيد سواء موظفين وباعة في أقسام الأدوية والتجميل، أو الصيدلانيين الذين يشرفون على سير العمل، فحاجة المرضى للأدوية لا تتوقف خلال الأعياد بل بالعكس يصبح الضغط أكبر أحيانا خصوصا في عيد الأضحى بسبب الإفراط في تناول اللحوم والأطعمة الدسمة ما يجعل هناك طلب كبير على أدوية المعدة والهضم، والأزمة التي تواجهنا أن معظم عمال الدليفري مغتربين من المحافظات، ويضطر أغلبهم للسفر وزيارة عائلاتهم خلال العيد ويتبقى واحد أو اثنان للخدمة.
أما د. عبد اللطيف علي فيقول: يدخل الأطباء حالة طوارئ في الإجازات والأعياد، ويصبح الضغط أكبر خلال أوقات العمل بالمستشفيات الحكومية خاصة على أطباء مرحلة التكليف "الامتياز" والنيابة، وأكثر من يعانون وتصبح إجازتهم مستحيلة هم أطباء الرعاية المركزة والتخدير لأن مرضى الرعاية بحاجة دائمة للعناية والملاحظة والإشراف حتى في وجود ممرضات مدربة، بينما التخدير مهم في العمليات، كما تكثر الحاجة إلى الأطباء تحسبا لحدوث حالات تسمم بعد تناول الأطعمة الدسمة، وحاليا توجد حالة استنفار بسبب فيروس كورونا تجعل الأطباء تحت الطلب بشكل مستمر حتى مع انحسار موجة الفيروس.
التمريض والصحافة
تقول هادية حامد، عاملة بقطاع معامل وزارة الصحة: يعد قطاع التمريض أكثر القطاعات نشاطا خلال الإجازات والأعياد، فالمرضى مسئوليتهم في المستشفيات، وتكون الإجازات صعبة، والأزمة أن الممرضة أحيانا تضطر للمبيت وحضور "شيفتات" ليلية ما يحرمها في كثير من الأحيان من متعة قضاء العيد مع العائلة.
من المهن التي ليس لدى أفرادها حرية في الإجازات الصحافة خاصة اليومية التي بحاجة إلى تواجد مستمر للصحفيين لتغطية الأحداث المختلفة، وعنها يقول محمود هاشم، الصحفي بديسك جريدة الشروق اليومية: يعد عمل "الديسك" من أهم مراحل العمل الصحفي ويحتاج إلى تركيز ودقة، وهو ليس حرا دائما في مسألة الإجازات، بحسب ما تتطلبه حاجة العمل، فلابد من توافر أكثر من صحفي بقسم الديسك الحيوي يوميا لمراجعة الأخبار وصياغتها.
ومن جهته يقول محفوظ أبو الوفا، الخبير الاستراتيجي: مهنة رجال الأمن سواء جيش أو شرطة أو رجال قوات الحماية المدنية الإجازات بالنسبة إليهم رفاهية وخاصة في الأعياد، فرجل الجيش في وظيفة دائمة لحماية البلاد على الحدود بينما رجال الشرطة ينصرفون لتوفير الأمن في الشوارع بالداخل، حيث يكون هناك ازدحام خلال احتفالات المواطنين، بينما يكون رجال المطافئ والحماية المدنية في حالة استنفار تحسبا لحدوث حرائق.
صالونات التجميل
أما نورا علاء، صاحبة إحدى محلات "الكوافير" النسائي فتقول: العيد بالنسبة لنا موسم، حيث تفضل الكثير من السيدات قبل قدوم العيد عمل نيولوك، بصباغة الشعر أو تاتو الحواجب، بالإضافة إلى تصفيفة جديدة تجعلها أكثر جمالا، ويصبح الإقبال شديدا جدا، وتكون هناك زحمة نعتبرها مصدر رزق، لذا لا نغلق أبدا في العيد.
ويتفق معها فتحي السيد، يعمل بإحدى محلات تصفيف الشعر الرجالية ويقول: الطوابير أمام محلات "الحلاقة" أمر معتاد قبل العيد وعلى مدار أيامه حيث يميل الرجال لحلق وتشذيب الشعر احتفالا بالعيد بالإضافة إلى وضع الماسكات وعمل جلسات البخار.
عمال اليومية
يقول مصطفى عبد الحميد، عامل نظافة: يعد العيد مصدر رزق لنا، حيث يفضل الناس خلال فرحة الأعياد التصدق وإعطاء النقود لمن يعملون بالمهن البسيطة، كما أن القمامة تزداد بالشوارع بصورة كبيرة خاصة على مفارق الطرق، وفي عيد الأضحى تحديدا يكون تواجد عمال النظافة مهما بعد ذبح الأضاحي وبقايا العلف المقدم للأغنام وغيرها ما يجعل وجودنا ضرورى للحفاظ على نظافة الشوارع.
أما السائق حسين أبو زيد، فيؤكد أن العيد أيضا سوقا مهما سواء لسائقي التاكسي أو أوتوبيسات النقل العام والمترو فهى وسيلة المواطنين للذهاب إلى الحدائق والأماكن المختلفة خلال الأعياد وغيابهم يؤدي إلى شلل في الحركة.
يقول محمد سامي، يعمل بأحد محال البيتزا: حتى في عيد الأضحى الذي يعتبره البعض "عيد لحمة" لا نأخذ إجازة فالكثير من الشباب لا يحبون تناول الفتة واللحمة ويفضلون الأكلات السريعة تحديدا لذا لا نغلق المحل ويكون زبائننا عادة من الشباب.
ويقول عبده محمود العامل بإحدى الكافيهات: المقاهي والكافيهات من الأماكن التي يزداد الإقبال عليها في الأعياد، فالكثيرون لا يحبون الجلوس في المنزل، ويفضلون مقابلة الأصدقاء على الكافيه، وحتى في أزمة كورونا الحالية وبعد منع الشيشة يعتبر الرجال والشباب الكافيه والمقهى متنفسا لهم، ونحن من جهتنا ملتزمين بتعليمات وزارة الصحة ونقدم المشروبات في أكواب بلاستيكية تجنبا للعدوى.
ساحة النقاش