بقلم : إقبال بركة
تسعدنى وتملأ قلبي بالآمال العريضة حركة نساء مصر الناشطات فى كل المجالات، أن تترك المرأة همومها الخاصة ومشاغلها الأسرية وتكرس بعض وقتها لخدمة بلدها فهذا أمر لو تعلمون عظيم، وهو ليس حقا من حقوقها بل واحد من أهم واجباتها، فهى به ترعى حقوق أبنائها وتعزز تمتعهم بحياة كريمة تليق بتاريخ بلادهم العظيم، إنه إعلان عن شفاء المجتمع من "العرج" الذى لازمه طويلا، نعم هو عرج بل عاهة أصيب بها مجتمعنا منذ أن كف المتعلمون عن قراءة كتابهم المقدس، طرحوه جانبا ونفذوا تعاليم جهلاء "طبع على قلوبهم فهم لا يفقهون"، كتاب الله واضح لمن يقرأه بإمعان، ففى أى سورة حرم الخالق عز وجل المرأة من التعلم أو من العمل أو من المساهمة في خدمة بلدها وحل مشاكله والارتقاء به ليكون مثالا للمجتمع المسلم؟! تسأل فلا تجد إجابة! وقد ينبرى أحدهم ليذكر ما قاله بن تيمية أو فلان أو علان من فقهاء العهود الغابرة الذين تخطاهم الزمن، فمن الذى أعطى هؤلاء قداسة يزاحمون بها كتاب الله، بل يزيحونه جانبا ليحتلوا مكانته!، بعض العلماء ينطبق عليهم قوله تعالى " اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون" (سورة المنافقون ٢)، ويحذرنا الخالق في كتابه الكريم "هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون" (سورة المنافقون ٤)، كرم الله المرأة وخصص لها سورة كاملة "سورة النساء"، وأكد على مساواتها بالرجل "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، فالفرق هنا في النوع وليس في الجنس كما يزعم العقاد، جنس الرجال، وجنس النساء..! والدليل على ذلك قوله تعالى "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون"، والجنسان سواء، ولكن للرجال على النساء درجة: قال تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " (سورة البقرة ٢٢٨(، وهى درجة المسئولية فمن الظلم أن يتحمل نتائج القرار من لم يساهم فى صنعه بل لم يؤخذ رأيه فيه، وكانت المرأة فى ذلك الزمان لا تعمل بانتظام وقليلا ما يؤخذ رأيها، وفى النهاية "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ"، ويؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في الحديث الشريف: "يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، ليس لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أبيض، ولا لأبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى" (من خطبة الرسول في حجة الوداع)، نخلص من ذلك أن المساواة فى الإسلام واجب وليست حق فقط.
ساحة النقاش