كتبت : إيمان عبدالرحمن

أوقات صعبة تعشها المرأة بعد المرور بأزمة عاطفية سواء كان انفصال عن زوج شاركته الحياة لسنوات طويلة أو حبيب نسجت معه الأحلام لحياة زوجية هادئة وسعيدة، فكيف تتخطى تلك الأوقات؟ وما العوامل التى تساعدها على اجتيازها؟ وكيف يمكنها بدأ حياة جديدة دون أن تلاحقها ذكريات الماضى المؤلمة؟

تجارب كثيرة لسيدات تروين قصصهن بعد الانفصال، فتحن قلوبهن لحواء تسردن مشاعرهن بعد الانفصال وكيف تجاوزن فشل العلاقة الزوجية أو الخطوبة وبدأن من جديد من بينهن رضوى هريدي التى عانت مشكلات طوال 11 عاما هى مدة زواجها بسبب غيرة زوجها الزائدة التى وصلت إلى حد الشك، ومع تزايد المشكلات يوم تلو الآخر قررت الانفصال الذى كان بمثابة بداية جديدة خالية من المشكلات وتقول: شعرت أنني ولدت من جديد، في البداية حزنت على العشرة والعمر الذي مر، لكن بعد قليل أدركت أن العلاقة المسمومة لا يجب أن تستمر طويلا، ونصيحتي للسيدات اللائى مررن بمثل تجربتى لا نفع من البكاء على اللبن المسكوب، كفانا بكاء على علاقة تجرعنا فيها المر، وابدئي فورا في الاستمتاع بحياتك وبأولادك.

وتقول أمينة سعد، 45 عاما: بعد زواجي الأول بقليل ابتلاني الله بالمرض وعلمت أنني لن أستطيع الإنجاب، وانفصل عني زوجي بطريقة مهينة سببت جرحا كبيرا، وبفضل أهلي وأصدقائي ودعمهم الكبير لي تجاوزت محنتي وبدأت في استعادة نفسي، ونجحوا في شغل وقتي وإيجاد عمل لي، وهناك قابلت زوجي الحالي أرمل وظروفه مشابهة لي، والحمد لله كنت قد تجاوزت صدمتي الأولى وعوضني الله بزوج حنون، ونصيحتي لكل سيدة ألا تتمادى في الحزن على علاقة مضت، فالله دائما ما يخبئ لنا الخير.

أما داليا عبد المنعم 35 عاما فتقول: انفصلت عن زوجي لأنني لم أتحمل خيانته لي، نصحني المقربون بأن أتغاضى عن تصرفاته من أجل أولادي لكنني لم أستطع وحتى الآن وقد مرت سنتان على الانفصال لم أتمكن من قلب الصفحة والبدء من جديد، أحاول إغراق نفسى فى العمل لكن الجرح الذي خلفته العلاقة لم يندمل خاصة أنني أرى زوجي كثيرا بحكم علاقته بالأولاد.

إدمان الشريك

تقول رشا نعمان، الكاتبة الروائية: إن الحالة السيئة التي تنتاب المرأة بعد فشل أي علاقة عاطفية سببها إدمانها الطرف الآخر وجعله سبب سعادتها لأنها تكرس نفسها لهذه العلاقة لذلك بعد الانفصال قد تصاب بالاكتئاب، لذا أنصح كل امرأة ألا تجعل شريكها محور حياتها، وتشغل نفسها باهتمامات أخرى وأصدقاء مقربين يدعمونها إذا حدث انفصال، بالإضافة إلى أهمية تغيير نمط حياتها إذا لم تكن لها هوايات أو ما يشغلها، وتقرأ كل يوم على الأقل عشرين صفحة في موعد ثابت أي كتاب أو رواية تحبها، وتبعد عن كل ما يثير حزنها من وسائل تواصل أو مضمون إعلامي من أغنيات أو أفلام".

صدمة ما بعد الطلاق

يقول د. عصام مخيمر، أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب جامعة الزقازيق: بعد الطلاق يحدث للمرأة ما يسمى صدمة ما بعد الطلاق وتتأثر فيها السيدة نفسيا وربما تدخل في حالة اكتئاب، وهناك عوامل كثيرة تحدد مدى قوة هذه الصدمة من سيدة لأخرى، أولها ما يسمى بالطلاق التربوي، وفيه يكون الطرفان متفقان على كل ما يخص الأولاد من نفقة ورؤية وفي هذه الحالة تكون صدمة المرأة أخف، بالإضافة إلى دائرة الدعم من المحيطين فكلما كان حول المرأة المطلقة دائرة أقرباء وأصدقاء داعمين لها فإنها تخرج من هذه الحالة سريعا، بجانب كونها سيدة عاملة ولديها دخل مادي كل هذا يؤثر إيجابيا عليها على العكس من ربة المنزل غير المستقلة ماديا والتي تسوء نفسيتها بالطبع وخاصة لو لم يكن لديها مكان بعد الطلاق وتعيش مع أحد الأخوة أو بيت الأسرة.

ويضيف د. عماد.. بالنسبة للانفصال بعد الخطوبة تعتمد الحالة النفسية للمنفصلين على شقين هل كان هناك عقد عقران أم أنها مجرد خطبة، في الحالة الأولى تكون الحالة النفسية سيئة وتحتاج المرأة إلى دعم نفسي من الأسرة والمحيطين، أما إذا كانت علاقة عاطفية أو خطبة فقط فهي تعتمد على قوة العلاقة بين الطرفين، فكلما كانت قوية زادت الفترة التي يتعافى فيها الطرف بعد الانفصال.

فرصة للتعافى

كيف نبدأ من جديد؟ سؤال تجيب عليه د. نادية جمال الدين استشاري العلاقات الأسرية والتنمية الذاتية وتقول: يجب على المرأة أن تمحو كل الذكريات التي بينهما من صور أو محادثات وغيرها وتركز على السلبيات في هذه العلاقة وسلبيات الطرف الآخر حتى تقلل من الحنين إليه، ثم تركز على قوتها وألا تنكسر جراء الانفصال بل تطور من ذاتها، وألا تبدأ علاقة جديدة من أجل النسيان بل يجب إعطاء نفسها فرصة للتعافي .

وتتفق معها د. ريهام عبدالرحمن، خبيرة التنمية الذاتية واستشاري العلاقات الأسرية وتقول: تمر المرأة بعد أى أزمة عاطفية بمراحل مختلفة أولها الانسحاب من العالم والدخول في حالة اكتئاب، وفي بداية الصدمة العاطفية من الممكن أن يصاب الشخص بحالة من الإنكار خاصة المرأة التى قد تفقد الثقة في نفسها، مع الشعور بالغضب والحزن، لذا أنصح المرأة بالتجديد وتغيير روتين حياتها، والتحلي بالصبر والإيمان وتقبل المحن والأقدار وثقافة السلام الداخلي، وهذا ما يكسبها قوة لازمة تمكنها من التعامل مع الأزمات، وللخروج من صدمة ما بعد الانفصال يوجد استراتيجيتان، الأولى إعادة التقييم السلبي لشريك الحياة السابق والتركيز على الصفات السلبية والأخطاء التي تجنبها الوقوع فيها مرة أخرى، والثانية استراتيجية الإلهاء وفيها يتحرك الطرف للبدء من جديد والأخذ بالمقولة الشهيرة "رب إعاقة تكون انطلاقة".

وتنصح د. منار عزب، استشاري العلاقات الأسرية، المرأة التى مرت بعلاقة زوجية فاشلة بالاهتمام بأولادها وشغل وقتها، مع الحرص على أن تكون العلاقة بينها وطليقها طيبة للحفاظ على نفسية الأولاد، مع الاهتمام بنفسها من خلال ممارسة هواياتها المفضلة وإعادة الصلة بينها وصديقاتها القدامى، وتقول: تعيش المرأة أوقاتا صعبة بعد الطلاق وعليها أن تدعم نفسها وتستثمر وقتها وتستمتع بحياتها وتغلق هذه الصفحة ولا تلوم نفسها ولا تلتفت لأي تعليقات من المقربين أو من الناقدين لها بسبب الطلاق، بل تسعى لخلق ذكريات جديدة مع أولادها وتمحي كل الذكريات السيئة السابقة، وعليها أن تتقبل الوضع الجديد الذي فرض عليها حتى وإن كانت هى من سعت إلى الطلاق.

المصدر: كتبت : إيمان عبدالرحمن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1809 مشاهدة
نشرت فى 25 سبتمبر 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,693,057

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز