بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا مي كانت تتحدث مع جدتها وهي غاضبة عن إحدى صديقاتها في العمل التي تستخدم المزاح للتنمر عليها وعلى وزنها الزائد بعض الشيء..
انسالت الدموع من عيني مي وهي تحكي لجدتها عن الألم الذي تسببه كلمات الصديقة لها, فهي تشعر وقتها بأنها أقل من كل الذين حولها وأنها تفتقد أي لمحة من لمحات الجمال..
ردت الجدة عليها بحنان مؤكدة أن كل شخص في الدنيا عنده عيب ما في شكله ولا يوجد الشخص الكامل, وحتى إن وجد -وهذا مستحيل- فمقاييس الجمال تختلف من فرد لآخر ومن مرحلة زمنية لأخرى وحتى المناطق الجغرافية المختلفة لكل واحدة معايير للحسن والجمال..
المشكلة الحقيقية في أن من يتم التنمر عليه هو الذي يكون لديه شعور ما بالنقص وبالتالي يتأثر بما يقال له بدلا من أن يعتبر وصفه قد يكون مبالغا فيه..
وأضافت الجدة موضحة أن زميلتها التي تسخر من وزنها الزائد لم تقل جديدا فهي بالفعل ممتلئة القوام..
واستطردت أن المشكلة الحقيقية فيما وراء التنمر فهو ليس أكثر من قناع يخفي وجها قبيحا لشخصية شيطانية يملأها الغل والحقد تجاه الآخرين وتحاول التقليل منهم لتحقيق تفوق وهمي عليهم, لذا هي لا ترى غير ما تعتقد أنه عيب وتتغافل عن المميزات الكثيرة التي يتمتع بها كل شخص..
ومثل هؤلاء الأشخاص الذين لا يعرفون سوى الكره والحقد يجب مقاومتهم بالتمتع بالثقة بالنفس, وأن يتعامل كل فرد مع أي عيب فيه سواء في الشكل أو الشخصية على أنه جزء منه وأنه كيان واحد من الجمال في أشياء معينة والقبح في أخرى ويتقبل نفسه كما هي.
ساحة النقاش