كتبت: أميرة إسماعيل

على مدار سنوات مثلت الدروس الخصوصية بالمراحل التعليمية المختلفة غولا ينهش جيوب أولياء الأمور ويستنزف أموالهم، فماذا بعد الإعتماد بشكل ما على التعليم أون لاين هل يستطيع هذا مواجهة شبح الدروس الخصوصية ما يؤدى إلى غيابها نهائيا من التعليم الجامعى؟

هذا هو ما حاولنا معرفته فى جولتنا التالية.

البداية مع شريف السيد، طالب بكلية التربية والذى أكد أن تجربة التعلم عن بعد مفيدة للطالب وتعوده عدم الاعتماد التام على المدرس أو اتباع أسلوب واحد للتعليم، ويتطلع إلى أن يلتف الطلبة حول المنصات التعليمية والاستفادة منها بدلا من الدروس الخصوصية المهدرة للوقت والمال.

 

ويقول محمد عبد الفتاح، طالب بكلية العلوم: إن دور مراكز الدروس الخصوصية تقلص كثيرا خاصة بعد جائحة كورونا (نظرا لمنع التجمعات بأى صورة من الصور)، وبالتالى علينا الاستفادة من هذه الخطوة حتى يتم القضاء على هذه "السناتر" نهائيا.

 

أما عبدالسلام محمود، طالب بكلية الطب فيقول: هناك أساتذة يستغلون الطلبة فى إعطائهم دروس خصوصية بمبالغ ضخمة، لكن مع توفير المراجعات والمناهج أون لاين ستختفى ظاهرة الدروس الخصوصية فى الجامعة تدريجيا لكننا بحاجة إلى مزيد من الدورات والاختبارات التى تسهل على الطالب المذاكرة وعدم اللجوء لأى درس خصوصى.

 

وترى آلاء محمود، طالبة بكلية العلاج الطبيعى أن تجربة التعليم أون لاين ناجحة وعلى الطالب استغلالها فى تنمية مهاراته التعليمية فى البحث وابتكار أسلوب جديد للتعليم والمذاكرة.

 

"التعليم عن بعد وسيلة ناجحة لمنع الحفظ أو التلقين" هذا هو رأى ياسمين عرفة، طالبة بكلية الهندسة وتقول: أتمنى أن تطبق المنصات التعليمية على كل الكليات والأقسام حتى يستفيد منها الطلبة أجمع ويكون لدينا خريج جامعى متميز لم يعد يعتمد على طريقة واحدة للتعلم.

 

ميزانية خاصة

أما عن شكوى أولياء الأمور من الدروس الخصوصية فى الجامعات فيقول حسين سيد: إن الدروس الخصوصية ميزانية خاصة وتكون سببا فى مشكلات كثيرة لأنها عبء مضاعف على الأسرة.

 

ويقول حسن عاشور: تتعدى ميزانية الدروس الخصوصية فى الجامعة آلاف الجنيهات وكل على حسب كليته والقسم الملتحق به، وأرى أن تستمر وزارة التعليم العالى والبحث العلمى فى محاربة ذلك وأتمنى كذلك تطوير أساليب التعليم الإلكترونى حتى يستفيد الطالب أكثر وأكثر ولا يجد ضرورة لأى دروس خصوصية.

 

"الدروس الخصوصية فى الجامعة, مضيعة للوقت وتقدم خريجا ضعيفا علميا وعمليا" هذا هو رأى محمد حيدر، محامى، ويرى أن الطالب المتميز هو من يستغل فكرة التعليم عن بعد ويحاول أن يثبت ذاته وينجح فى ذلك.

 

نضج الطالب الجامعى

توضح صفاء المعداوى، الخبيرة التربوية أن التعليم أون لاين فى الجامعة أمر طبيعى وإيجابى فى نفس الوقت لأن الطالب فى هذه المرحلة العمرية يمكنه الاعتماد على نفسه فى الحصول على المعلومة ومذاكرتها ومراجعتها بالطريقة التى تلائمه، وبالتالى لن يكون الطالب بحاجة إلى الدروس الخصوصية التى تمثل شبحا وتثقل كاهل أولياء الأمور.

وتقول: أحيى وزارة التعليم العالى والبحث العلمى لإطلاق تلك المنصات التعليمية لإفادة الطالب فى المقام الأول بعيدا عن أسلوب الحفظ والتلقين وعليه أن يبحث عن الفكرة ويطلع على كل ما هو جديد وأستطيع أن أقول إن التعليم عن بعد هو جزء من نضج الطالب الجامعى الذى يبنى فكره وعقله ويهيئه لمستقبله.

 

عبء مالى

ترى د. سهير صفوت، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية بجامعة عين شمس أن الدروس الخصوصية فى الجامعات تمثل عبء ضخم على الأسرة المصرية لأنها تحتاج إلى ميزانية خاصة بها، وتقول: نحن بحاجة إلى تغليظ عقوبة من يقوم بإعطاء الدروس الخصوصية وبحاجة ملحة إلى منعها تماما، وفى نفس الوقت هناك ثورة معلوماتية وتكنولوجية يمر بها العالم وعلينا الاستفادة منها فى تحسين مهارات الطالب فى الحصول على المعلومة وهو ما يوفره التعليم الإلكترونى ومنصات التعليم، وأتمنى الاستمرار فى تطوير التعليم الجامعى واستخدام أساليب حديثة تتناسب مع فكر ووعى الطالب الجامعى.

 

المناهج الإلكترونية مرجع مهم

تقول د. محبات أبوعميرة، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس: إن جائحة كورونا أسهمت فى البحث عن بدائل للتعليم بدلا من الذهاب إلى الجامعة وتعرض الطلاب لخطر الإصابة بالفيروس فكان اختيار التعليم عن بعد الحل الأمثل للطالب خاصة وأن طالب الجامعة يميل للبحث والابتكار واختيار وسيلة تعليمية سهلة ومتاحة أمامه وهو ما وفرته الجامعة من خلال منصات التعليم الإلكترونى والتى تسهم بشكل كبير فى ابتعاد الطلبة عن الدروس الخصوصية التى تلتهم ميزانية الأسرة ووقت الطالب، لذا أؤيد وبشدة التعليم الإلكترونى مثل طباعة المنهج على اسطوانات مدمجة وكذلك طباعة كل مادة "بصوت وأسلوب مدرس المادة " بحيث تكون مرجعا للطالب فى أى وقت دون الحاجة للجوء للدروس الخصوصية.

 

تستلزم مهارات إلكترونية

تصف د. لميس النجار، مدرس مساعد بكلية الإعلام بجامعة القاهرة تجربة التعليم الإلكترونى بالناجحة لدعمها أساليب التعليم الحديثة التى يحتاجها الطالب الجامعى وتحقيق معايير جودة التعليم، وتقول: بدأت جامعة القاهرة بالإعلان عن إطلاق المنصة التعليمة الذكية للجامعة بأنظمة عالمية متكاملة حيث تضم المنصة نظاما للامتحانات والمراجع العلمية والمواد التعليمية والاجتماعات والمؤتمرات.

وتتابع: يعتمد نجاح التعليم أون لاين على مدى إلمام الطالب بالمهارات الإلكترونية وتوافر سرعة مناسبة للانترنت وذلك لضمان أكبر نجاح للمنصات الإلكترونية .

المصدر: كتبت: أميرة إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 928 مشاهدة
نشرت فى 23 أكتوبر 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,290,702

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز