كتبت : أماني ربيع

للناس فيما يعشقون مذاهب، وللرجال أيضا فلكل منهم ذوقهالخاص واحتياج ينعكس على اختياره لشريكة حياته، لكن أحيانا يكون هناك اتفاقا عاما على تفضيل طبيعة معينة للمرأة التي يميل الرجال لقضاء حياتهما معهاكجمال الشكل وهدوء الطباع، وهناك رجاليفضلونها أم أخرى تعوضهم عن الحنان الذي افتقدوه بمغادرة أمهاتهم، وآخرون يفضلونها "سوبرومان" جميلة ورشيقة وست بيت شاطرة وتتحمل المسئولية, في هذا التحقيق نحاول التعرف أكثر على من المرأة التي يعشقها الرجل، وتلك التي لا يفضلها....

"والله احنا غلابة" بهذه الكلمة بادرنا سمير مختار مهندس مدني، ويقول: يشبه الرجال الأطفال فعلا هذه ليست أكذوبة، لذا نحن بحاجة لامرأة "تاخدنا على قد عقلنا"، ولا أحد يفعل ذلك مثل الأم، وعندما أقول أريد امرأة تشبه أمي لا أعني ذلك حرفيابل درجة الحنان والقدرة على التسامح مع أخطائي، لا أريد أن تكون شريكة حياتي أشبه بشرطييقف عند كل غلطة ويحولها لمشكلة، أن تكون امرأة سهلة ولينة الطباع، تكفي ابتسامة لإذابة الجفاء والغضب، والرجال عموما لا يحبون العتاب المستمرفإذا انتهى الموقف وتصالحنا لا نعود إليه مجددا.

أما مصطفى صلاح، مبرمج كمبيوتر فيقول: تختلف الإجابة على هذا السؤال بين المتزوجين وغيرهم، فالعازب سقف طموحه عالي، لكن المتزوج يرفع شعار "كل اللي يجيبه ربنا كويس"، لكن الحقيقة التي سيجتمع عليها جميع الرجال سهولة الطباع التي تبدو كلمة فضفاضة، فالبيت بالنسبة للرجل واحة هدوءيستريح فيه بعد يوم عمل شاق، عند تحقيق ذلك يمكن التعامل مع الرجل كإنسان طبيعي يستطيع التفاعل مع ما حوله لذا فهو يميل للمرأة الهادئة المتفهمة ويكره العصبية ذات الصوت العالي.

ويفضل معاذ علي، محاسبالمرأة الرومانسية رغم إدراكه أن الحياة مليئة بالمشكلات، ويقول: نحن الرجال نكره النكد ونحب الابتسامة لما لها من مفعول السحر، ومنالطبيعي أن يكون لنا تطلعات تشبه الأفلام كالفتيات تماما مثل عشاء رومانسي على ضوء الشموع، معظم الفتيات تتعامل وكأن الرجل يجب أن يفعل كل شيء الرومانسية والاهتمام، لكن الرجل كذلك يريد الاهتمام أيضا والدلع والشعور أنه أكثر الرجال جاذبية في عين زوجته.

ويتفق عبد الله منتصر، محامي مع الرأى السابق ويرى أن الرجل يرغب بالمرأة التي تعرف ما يحب فتفعله وما يكرهه فتتجنبه، ويقول: الجواز مش خناقة مين أحسن ومين اللي يمشي التاني، ولا مركب لابد أن تدار برئيس واحد، فالمشاركة سبيل الحفاظ على أى علاقة.

ويقول حسين علاء، مدرب لياقة بدنية: لا يطيق الرجل المرأة التي تعامله بندية وكأنها رجل آخر، فيكره الصوت العالي والخناق لأن فكرة الراجل عن المرأة الصوت المنخفض والكلمة الحلوة والدلع.

تصورات خاطئة

ترى د. ولاء عبد الله، استشاري العلاقات الأسرية أن مشكلة النساء والرجال على السواء توقعاتهم المرتفعة عند الزواج في الشريك الآخر والمبنية على الأفلام والأغاني، وتقول: تعتقد الفتيات الرجل مصباح علاء الدين، والرجال يعتقدون أن النساء مجرد صورة جميلة مبتسمة طول الوقت ولا تتكلم، وأنا أرفض إطلاق مصطلح شركة على الزواج، فالشركة تقوم على حسابات وهذا لا يكون في علاقة إنسانية كالزواج,كما أن الأمور هنا لا تسير وفقا للحسابات، وبالنسبة للرجل فيجب عليه معرفة أنه كما له حقوق فإن عليه واجبات يجب الالتزام بها قبل المطالبة بحقوقه، كما يجب أن يشاركها ويهتم لأمورها حتى لو لم تكن تعمل فهي تتعب أيضا كربة منزل بين الطهي والتنظيف والأولاد، لو شعرت أنه يشاركها ولو بشكل بسيط ستغمرها السعادة.

تأثير النشأة

أما د. عبد المقصود سعيد، أستاذ علم الاجتماع فيؤكد أن تطلعات الرجل والمرأة على السواء في الزواج عموما تفرضها طبيعة البيئة التي نشأ فيها، ويقول: إذا تربى الرجل على المسئولية في بيت أهله، ستختلف نظرته للمرأة وما يحبه ويرده منها، يعني مثلا لو أفرطت والدته في تدليله أكل وتنظيف ولبس وخروج بلا رقابة، سيكون كل ما يريده عند الزواج مجرد استمرار هذا الوضع لكن مع امرأة أخرى يريدها أن تطبخ وتنظف وتجعله يتحرك داخل وخارج المنزل بلا أسئلة أو رقابة، على العكس ممن يتحملون المسئولية ويشاركون في أعمال المنزل، لن تكون هذه مشكلة بالنسبة إليهم عندها سيبحث عن امرأة متفهمة تشاركه طموحه وأفكاره، توفر له أجواء مريحة، وهو كذلك سيريحها بمشاركتها في الأعمال المنزلية، والإنسان عموما ابن بيئته وتربيته، وما نربي عليه صغارناهو ما سيصبحون عليه عندما يكبرون.

تباين الشخصيات

ترى د. مي محمد، استشاري الصحة النفسية أن طبيعة كل شخصية تختلف عن الآخرى، وتوضح قائلة: هناك رجال تقليديون يبحثون عن المرأة الجميلة التي تجيد الطهيورغم أن هذا ليس عيبا في شخصيتهم لكن هذه فكرتهم عن الزواج ويكونون رجالا طيبين تحبهم نساؤهم لأنهم اختاروهم بناء على ذلك، لكن المشكلة الحقيقية عندما يختار الرجل شريكة حياته كنموذج مثالي بينما هو لا يملك ما يقدمه في المقابل، فما يريده الرجل من المرأة أمر مقبول طالما هو مجرد فكرة في خياله، لكن عند الاختيار هنا تحدث الأزمة لأن هناك خللا في مفهوم الزواج لدى الرجل والمرأة على السواء يتوقف على المظاهر والشكل دون إدراك لطبيعة الحياة الحقيقيةوالمشكلات التي ستتطلب تفاهما وتعاونا، عندها سيدرك أن عقل المرأة ليس عبئا عليه أو خطرا كما يعتقدبل سيجد أن زواجه من امرأة عاملة مثلا سيجعلها تشعر بتعبه فتحاول قدر إمكانها إراحته، وعليه هنا أن يفعل بالمثل سيدرك أن المتعلمة ستشاركه طموحه وتساعده في تحقيقه حتى لو لم تكن تعمل.

المصدر: كتبت : أماني ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 368 مشاهدة
نشرت فى 13 نوفمبر 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,766,375

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز