بقلم : د. صبورة السيد
من المكتسبات التي تحققت في مصر الحديثة تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي أن المرأة المصرية أثبتت حضورها وجدارتها في كل المواقف والاستحقاقات الوطنية، ففي ثورة ٣٠ يونيو المجيدة كانت المرأة المصرية حاضرة في المشهد الذي سجله التاريخ حين استعادت مصر هويتها وريادتها ومكانتها.
كما أثبتت المرأة المصرية جدارتها في تولي الحقائب الوزارية واستطاعت أن تلعب دورا فاعلا في مواجهة الدولة المصرية للتحديات الراهنة وآخرها أزمة كورونا العالمية، وكسبت القيادة المصرية الرهان حين راهنت على منح المرأة فرصتها في المشاركة السياسية والاجتماعية والقيادية.
وبهذه الثقة استطاعت حواء أن تخوض غمار انتخابات مجلس الشيوخ والبرلمان لتثبت جدارتها بثقة القيادة وثقة الناخبين في عرس ديمقراطي مشهود.
خاضت حواء الانتخابات وهي على يقين أن مقعد البرلمان لم يعد وجاهة لصاحبه، أو حصانة يحتمي بها، أو مكسبا شخصيا يحققه، أو نفوذا يسعى إليه وإنما أصبح المقعد تحت قبة البرلمان ترسا في آلة كبيرة تواصل الليل بالنهار، آلة تسابق الزمن في البناء والتعمير والإصلاح في جميع ملفات الدولة المصرية، حتى صارت التجربة المصرية نموذجا تنظر إليه القوى العالمية بإعجاب، وبعضها ينظر إلينا بحسد.
وتتواصل المسيرة، ويبقى ملف بناء الإنسان ضمن أولويات الإدارة المصرية، وهنا يبرز دور حواء الأم التي تربي، والمعلمة التي تؤسس، والطبيبة التي تعالج، والإعلامية التي تثقف، والعاملة التي تنتج، والبرلمانية التي تشارك بخبراتها وإمكاناتها في التوعية والتكافل وتمثيل الشعب في التشريعات وسن القوانين التي تستعيد القيم والآداب المجتمعية في احترام الآخر وتجريم التنمر ومكافحة كل أشكال الإنهيار الأخلاقى والخروج عن منظومة القيم والأخلاق التي طالما ميزت المجتمع المصري.
لقد خاضت المرأة المصرية معركة الانتخابات بروح الملكة الفرعونية إيزيس في عودة الحياة، خاضت المعركة وهي تعلم أنها معركة تكسير العظام وعض الأصابع، فواجهت بصمود كل الأقلام والأبواق التي ليس لها بضاعة إلا التشهير والتشكيك في المرأة المصرية، ونسيت أن المرأة المصرية قوية بإيمانها وبثقة الناخبين الذين صوتوا لها وهم على يقين أنها الأفضل والأكفأ والأخلص لهم ولوطن يعمل ولا يتكلم، يشق طريقه ولا يلتفت وراءه للمغرضين.
لقد نجحت حواء حين لم ينجح هؤلاء لتشرف بمكانها تحت قبة البرلمان، ويظل أمامها طريق طويل لتثبت أنها جديرة بهذا التشريف وتحمل هذه المسئولية، شريكة في نهضة هذا الوطن الذي لا يميز بين رجل وامرأة إلا بالكفاءة والجدارة والعطاء.
ساحة النقاش