حوار: إيمان عبد الرحمن
يزخر مجال الطب بالعديد من الأطباء المهرة والذين تصعب معهم المنافسة، إلا أن إصرار المرأة جعلتها تثبت جدارتها وقدرتها على منافسة الكبار فى هذا المجال لتؤكد أنها على درجة عالية من الثقافة والعلم لتتقلد المراكز القيادية المختلفة وهو ما ترجمته د. جميلة نصر رئيس قسم القلب والأوعية الدموية بجامعة قناة السويس وعضو لجنة الصحة بالمجلس القومى للمرأة إلى واقع ملموس حيث تعد أول سيدة تتولى منصب في المكتب التنفيذي لجمعية القلب المصرية، هذا بجانب العديد من المناصب التى تولتها خلال مسيرتها العملية والتى نتعرف عليها بل وعلى قصة نجاحها فى الوصول إليها فى السطور التالية..
تاريخ مشرف من النجاحات ومناصب عديدة تقلدتها كيف اخترت مجال الطب رغم أنه ليس بالسهل؟
اخترت مجال الطب لأنني كنت من أوائل الثانوية العامة وشعرت وقتها أنها مهنة سامية، ولو عاد بي الزمن مرة أخرى سأختارها وغير نادمة على الإطلاق رغم أنها رحلة شاقة جدا، فالتوفيق بين العمل والبيت خاصة في وجود أطفال ليس بالمهمة السهلة، أما عن بدايتي فقط تخرجت فى كلية طب أسيوط وكنت من أوائل دفعتي، ورغم وجود زوجي وعائلتي بالقاهرة إلا أننى عينت بأسيوط كطبيب مقيم لذا استعنت بمن يرعى أولادي في ذلك الوقت، بالفعل كان طريقا طويلا من الكفاح واجهتنى فيه الكثير من الصعوبات أبرزها السفر والتنقل وغيابى عن الأسرة.
وكيف تغلبت على هذه الصعوبات؟
لعائلتى الفضل فى تميزى بهذا المجال حيث قدمت لى المساندة فلولاها لم أكن استطعت أن أمر بهذه الفترة الصعبة خاصة مع أولاد صغار، فالحمد لله أسرتي أكبر داعم لي، والدي ووالدتي رحمهما الله، وزوجي كان سندا وقوة شديدة لي وبدونه لم أكن استطعت التغلب على هذه العراقيل، وفي آخر المطاف سعيدة بدوري الذي قمت به وبالتكريمات التي حصدتها.
تم تكريمك من جهات متعددة آخرها جامعة قناة السويس والمجلس القومي للمرأة فما هو أكثر التكريمات التى تعتزين بها؟
التكريم والتهنئة التي قدمها المجلس القومي للمرأة لي بمناسبة ترقيتي لرئيس قسم القلب والأوعية الدموية, فهذا التكريم له رونق مختلف لشعوري بأنني كرمت كسيدة وأنني أقوم بدور مهم من أجل المرأة والمجتمع وهذا ما عظم إحساسي بالسعادة.
مكتسبات عديدة حصلت عليها المرأة خلال السنوات السابقة وتمكين على كافة المستويات فهل ترين أنها حصدت ما يكفي من مكتسبات أم أنها ما زالت تتطلع إلى المزيد؟
بالفعل لا ننكر أن المرأة حصدت الكثير من المكتسبات على كافة الأصعدة وتقلدت العديد من المناصب لكننا نأمل المزيد، فبعض المناصب أتمنى أن تترأسها المرأة، لكن لا شك أنها تحيا حياة مختلفة عن الماضي وتحظى بدعم كبير من القيادة السياسية.
بالحديث عن الصحة نجد أن الأرقام والإحصاءات مرعبة فيما يخص أمراض القلب في مصر فكيف يمكن مواجهة ذلك وتقليل هذه الأعداد؟
الفعل مصر بها أعلى نسب إصابة بأمراض القلب في العالم حيث تحتل المرتبة 23 على مستوى العالم في أمراض القلب، ومن أكبر دول أفريقيا من حيث المدخنين وأيضا دول العالم، كما تحتل مرتبة متقدمة من العشر الأوائل بالنسبة للدول ذات العدد الأكبر من مرض السكر وهي أمراض مزمنة غير معدية لذلك تأتي أهمية الوقاية من هذه الأمراض ومواجهة مسبباتها، وهو ما أدركته الدولة حيث حققت نجاحات في مجال الطب الوقائي وهو اتجاه جديد لم يكن موجودا من قبل ونراه جليا في كم المبادرات الرئاسية الصحية التي تهدف إلى الكشف المبكر عن الأمراض وهي طريقة ممتازة للحد منها.
هذا على مستوى القيادة السياسية ولكن كيف نحقق هذه المعادلة الصعبة بين انتشار المرض وغياب الوعى لدى المواطنين؟
الرياضة تقي من 20 مرضا مزمنا لذلك يجب الحرص على ممارستها والإقلاع عن التدخين مع المشي ثلاثة كيلو متر يوميا أو ثلاثين دقيقة مشي أربع أيام في الأسبوع على الأقل، وتناول أكل صحي سمك مرتين في الأسبوع، وخمس قطع سلاطة أو فاكهة يوميا، مع الحفاظ على ضغط الدم بحيث لا يقل من 140، ومع أهمية الحفاظ على الصحة النفسية وتجنب كل ما يعكر صفوها أو يتسبب فى الإحباط والاكتئاب.
كلمة أخيرة.. ما الروشتة التى تقدمينها للمرأة لتحقق النجاح كل فى مكانها؟
المثابرة أهم شيء والثقة في قدراتها، وحسن اختيار شريك الحياة، مع محاولة الموازنة بين رعاية أسرتها ومسيرة نجاحها المهني دن أن تخل بأي من مهامها تجاه كل منهما، وأنصح المرأة بأن يكن لديها ثقافة صحية حتى تحافظ على صحتها أولا لتستطيع أن تعتني بأسرتها وتقوم بأدوارها على أكمل وجه.
ساحة النقاش