بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا دينا كانت تشاهد مع جدتها أحد الأعمال الدرامية المأخوذة عن مسرحية "زيارة السيدة العجوز" لفريدريش دورينمات,والتي تدور حول عودة سيدة عجوز لقريتها بعد نصف قرن وقد أصبحت شديدة الثراء وتغدق الأموال على أهل القرية من أجل أن تعيد الحق وتحقق العدل من خلال الانتقام من الرجل الذي غرر بها ودمر حياتها وهي فتاة صغيرة وتسبب في طردها من القرية..
علقت الجدة بأن هذه المسرحية تم تقديمها في العديد من الدول وفي مصر كانت مادة للكثير من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات وإن اختلفت بعض الأحداث لكنها كلها تدور حول من غدر بها حبيبها وظلت فكرة الانتقام تسكنها حتى عادت مرة أخرى إلى المكان الذي جمعها بذلك العاشق النذل لتنتقم منه وتدمره..
ردت عليها دينا بأن الأعمال التي تدور حول فكرة الانتقام وتحول الضعيف إلى وحش ضار يسعى لتدمير كل من ظلمه غالبا ما تلاقي نجاحا كبيرا كما في رائعة أليكسندر دوماس "الكونت دي مونت كريستو" الذي قدمته السينما المصرية في فيلم "أمير الانتقام" بطولة أنور وجدي وتوالت الأعمال التي استوحت نفس الفكرة..
توقفت دينا قليلا ثم سألت جدتها عن سر حب الناس لمثل هذه الأعمال؟
فردت عليها أن بداخل كل واحد منا قصة ما يرى أنه تعرض فيها لظلم وهذا يؤرقه ويتمني لو يأتي اليوم الذي ينتقم فيه وتلك الأعمال تحدث لديه ما يسمى بالتطهير, لكن في الواقع لو نظرنا لهؤلاء الأبطال نجد أنهم ضيعوا عمرهم في التفكير في الانتقام..وبدلا من أن يستمتعوا بما حققوه من مال وسلطة عادوا ليستمروا في لعبة الانتقام التي تبدد العمر في الغل والكراهية.
ساحة النقاش