كتب : محمد عبدالعال
تطور ملحوظ شهده وضع المرأة على كافة الأصعدة خاصة فيما يتعلق بالحياة السياسية والمشاركة فى وضع السياسات العامة من خلال تولى مناصب رفعت دوما شعار "للرجال فقط" أو المشاركة فى رسم مستقبل وطنها، بدأت ملامح تحسن وضع المرأة بتولى سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد البلاد والذى عول عليها في النهوض بهذا الوطن وبنائه، كما لقبها بـ "أيقونة العمل الوطني".
"حواء" ترصد فى السطور التالية مكانة المرأة على الخارطة السياسية الحالية، وتحاور المهتمين عن آليات تمكينها سياسيا.
جاء تمثيل المرأة فى برلمان 2014 الأعلى فى تاريخ مصر النيابى حيث بلغ عدد النائبات 89 نائبة، ونصت التعديلات الدستورية الأخيرة فى المادة "102" على أحقيتها فى 25% من عدد المقاعد ما يعد خطوة مهمة فى مسيرة تمكين المرأة وهو ما تم تنفيذه بالفعل خلال انتخاب برلمان 2021 الذى حصدت فيه المرأة نسبة كبيرة من مقاعد المجلس، فبحسب النتيجة النهائية التي أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات فازت ١٤٨ سيدة من بينهن ١٤٢ ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر و٦ بالترشح الفردي لتتخطى النسبة 26%.
المحافظين
فى عام 2017 - عام المرأة - تم تعين أول امرأة فى منصب محافظ وهى المهندسة نادية عبده، وكان دليلا على سعي القيادة السياسية لتمكين المرأة، وفي العام التالى تولت د. منال عوض ميخائيل منصب محافظ دمياط، وفي حركة محافظين 2019 احتوت قائمة نواب المحافظين على 7 عناصر نسائية وهن: جاكلين عازر، نائب محافظ الإسكندرية، وغادة أبو زيد، نائب محافظ أسوان، وإيناس سمير، نائب محافظ جنوب سيناء، ولبنى عبدالعزيز حبيب، نائب محافظ الشرقية، جيهان محمد عبدالمنعم، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، هند محمد أحمد، نائب محافظ الجيزة، وأخيرا دينا محمد الدسوقي، نائب محافظ مطروح.
الحكومة والقضاء
كانت المفاجأة فى تشكيل حكومة المهندس مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والتى ضمت 8 وزيرات ليمثلن ربع عدد المقاعد الوزارية وليكون ذلك بمثابة دليل قوي على استعادة المرأة لمكانتها، وهن ياسمين فؤاد وزارة البيئة، وهالة السعيد وزيرة التخطيط، ونفين القباج كوزيرة التضامن، ورانيا المشاط كوزيرة السياحة، وهالة زايد وزيرة الصحة، نيفين جامع وزيرة للتجارة، وقد أثبتت المرأة جدارتها وحققت العديد من النجاحات كان من بينها وصول عدد القاضيات إلى 66 قاضية.
أول مستشارة أمن قومي
اقتحمت المرأة مجال الأمن القومي لتصبح السفيرة فايزة أبو النجا أول امرأة تتولى منصب مستشارة الأمن القومي، فقد ظهر حرص الدولة في توفير الفرص للسيدات المصريات لتولي هذه المناصب القيادية لتغيير ثقافة التمييز بين الجنسين.
استراتيجية 2030محور التمكين
تأتى استراتيجية تمكين المرأة 2030 لتكون بمثابة خريطة تضع عليها الدولة المصرية أهم النقاط التى من خلالها تتمكن المرأة المصرية من احتلالها مكانتها الطبيعية فى كافة المجالات سياسية اقتصادية اجتماعية، ونستعرض هنا التمكين السياسي وتعزيز الدور القيادى للمرأة بالاستراتيجية والذى يتم من خلال تحفيز مشاركتها بمختلف الأشكال على المستوى المحلى والإقليمى وتقلدها للمناصب القيادية دون تميز فى المؤسسات القضائية والتنفيذية كتولى منصب المحافظ ونائب المحافظ، وحدد القائمين على الاستراتيجية لهذا المحور أهداف يتحقق من خلالها تمكين المرأة على المستوى السياسي عام 2030 .
البرلمان والمجالس المحلية
وتهدف الاستراتيجية إلى أن ترتفع نسبة مشاركة المرأة فى الانتخابات من 45% إلى 50% وزيادة مقاعد المرأة فى البرلمان من 15% إلى 35% مع ارتفاع نسبة تمثيل الإناث بالمجالس المحلية من 25 % إلى 35% .
الهيئات القضائية 0.5% هي نسبة تمثيل المرأة بتلك الهيئات والمناصب القيادية وتهدف الاستراتيجية للوصول بها إلى25%.
المناصب العامة ونسبة الإناث بها لا تتعدى 5% وتستهدف الاستراتيجية وصول النسبة 15% مع ارتفاع معدل تولى المرأة للمناصب الإدارية العليا على مستوى الوزارات والقطاعات.
عادة شعبية
تعلق د. هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسي على ما وصلت إليه المرأة المصرية من تمكين سياسي قائلة: أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي على ضرورة بناء الإنسان المصرى ونرى المرأة المصرية تحتل مكانة كبيرة فى كافة المجالات وهو ما تسعى الدولة لتثبيته حتى يصبح جزءا من عادات شعبها، فضلا عن محاربة الأفكار الدينية المتطرفة خاصة المناهضة لتعليم المرأة وعملها، ورغم أن الدولة والقيادة السياسية يعملان على تمكين المرأة على كافة المستويات إلا أن نسبة الأمية والخطاب الدينى المتشدد بجانب كثرة الإنجاب يعملوا فى اتجاه معاكس، لذا وجب العمل بالتوازي على بناء الإنسان وفى القلب منه المرأة ومناهضة الأفكار الهدامة والوصول بالتمكين السياسي إلى جماهير النساء فى القرى والنجوع.
بداية فعلية
ترى المحامية فاتن عريفى أن التمكين السياسي بدأ من خلال استراتيجية 2030 ووضع مواد فى الدستور تمكن المرأة كما حدث فى تعديلات 2019، وتقول: بدأ التمكين الفعلى بتولى المرأة منصب المحافظ وثمانى حقائب وزارية بخلاف مستشارة الرئيس للأمن القومى، كما أن نسبة 10٪ التى حصلت عليها المرأة بمجلس الشيوخ جيدة خاصة أنه بيت خبرة ووجود وكيلة لمجلس الشيوخ امرأة تعد سابقة مميزة للغاية .
وتقول النائبة ابتسام أبو رحاب، عضو مجلس النواب: أعطت القيادة السياسية اهتماما كبيرا للمرأة المصرية فى الحياة السياسية وهو ما لم يكن متواجدا من قبل بدليل حصولها على 8 حقائب وزارية بخلاف المناصب القيادية بالمحافظات والعديد من المكتسبات فى كافة المجالات، حيث ضمن نظام الكوتة لها تمثيلا مشرفا وإعطاها فرصة تواجد فعلية على الساحة السياسية.
ساحة النقاش