حوار: إيمان عبد الرحمن

دائما ما شغلها وضع المرأة عامة والريفية والبدوية على وجه الخصوص ليس فقط لكونها أستاذ علم اجتماع بمركز بحوث الصحراء لكن لكونها إحدى القيادات الفاعلة بالمجلس القومي للمرأة، إنها د. هالة يسري، مقرر مناوب لجنة المرأة الريفية بالمجلس القومي للمرأة التى التقيناها لنتحدث معها عن أوضاع المرأة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وما حصدته من مكتسبات.

 

بداية تطور وضع المرأة خاصة بعد إستراتيجية 2030 فما رؤيتك عن وضعها الحالي مقارنة بالعهود السابقة؟

بالفعل وجد اهتمام بالمرأة في العهود الماضية لكن الفارق الكبير بينها وما بعد 30 يونيو والذى يتجلى فى الإرادة السياسية المساندة لها التى تحترمها وتقدر مجهودها لإيمانها الكبير بدورها الفعال فى الحفاظ على الجبهة الداخلية، بالإضافة إلى دورها المتميز للعطاء الاقتصادي والمساندة الاجتماعية ومشاركتها السياسية، بجانب المساندة القانونية والتشريعية للمرأة التي تمثلت في إصدار قوانين تمكنها من القيام بأدوارها على أكمل وجه، فضلا عن الاستعانة بالعنصر النساء فى مختلف المناصب لإعداد كوادر نسائية قادرة على تولي مناصب قيادية في شتى المجالات.

 

وما تقييمك لوضع المرأة خلال فترة حكم الإخوان؟

كان يوجد ردة وتراجع ثقافي وفكري وإداري وفساد متأصل في كافة مؤسسات ومنظمات المجتمع تمهيدا لتحلل جسد الدولة المصرية.

 

وهل ترين أننا أحرزنا تقدما ملحوظا في التمكين السياسي للمرأة؟

يعد زيادة عدد الوزيرات والنائبات داخل مجلسى النواب والشيوخ أحد ملامح تمكين المرأة الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لكنني أطمع في وصول نسبة تمثيل المرأة فى مختلف المجالات إلى النصف حتى تكون معبرة عن حقيقة تواجدها فى المجتمع.

 

هناك العديد من التشريعات الداعمة للمرأة اجتماعيا فما أكثر القوانين التي تدعمينها أو تنتظرين إصدارها خلال الفترة المقبلة؟

أنتظر إقرار قانون العنف الموحد ضد المرأة بشدة وأدعم كل القوانين المساندة للمرأة سواء التي صدرت والتي ننتظر إصدارها لكننا في حاجة إلى نشر الثقافات المصاحبة لاستصدار القوانين، مع التركيز على فلسفة استصداره حتى يعلم الشعب أن هناك مشكلات تحل ومعوقات تزال من أجل حياة إنسانية كريمة للمرأة والأسرة المصرية، وعلى وسائل الإعلام من صحف وتلفزيون مناقشة وطرح فلسفة استصدار هذه القوانين والأسانيد القانوينة والمشكلات التي تحلها هذه القوانين.

 

أطلقت القيادة السياسية عددا من المبادرات الصحية التي خدمت قطاعا كبيرا من الجمهور فما رؤيتك لصدى تلك المبادرات؟

فى الحقيقة إن هذه المبادرات سابقة لم تحدث من قبل في أي عهد ومنها مبادرة "صحة المرأة، والأمراض المزمنة لكل المصريين، وفيروس سي" وكلها كانت تهتم بسكان الحضر والريف على حد سواء، وغيرها من المبادرات الصحية التي تستهدف الشعب كله خاصة المرأة، بجانب مبادرات الأطفال والتقزم والكشف على سوء التغذية وغيرها من مبادرات الأطفال في المدارس.

 

تختلف الآراء حول التعليم ما بين مؤيد ومعارض فماذا عن رأيك فيما يخص التعليم وهل أحرزنا تقدما فى هذا الملف؟

هناك طفرة تعليمية غير مسبوقة وتستهدف بشكل مباشر تنافسية الطالب المصري مع الطالب في دول العالم أجمع، وتطلعه على أهم المعلومات وتفتح له الباب للاستفادة بما هو موجود في العالم من خلال الرقمنة، وتحول التعليم إلى أون لاين، مما يسمح لكل طالب علم أن يستقي وينهل من العلم والمعلومات ما قد يفيده ويجعل منه مخترعا صغيرا، وهذا كان له أبعد الأثر في وقت جائحة كورونا.

 

المسنين من الملفات المهمة هل ترين أنه تم تناوله على الوجه الأكمل أم ما زال هناك مشكلات تعانيها تلك الفئة؟

أعتقد أننا ما زلنا في حاجة أكبر لتطوير ملف المسنين وبشكل أكثر إفادة لهم واستفادة منهم في مواقع كثيرة، وهم يسعون لذلك حتى بدن مقابل، فلا يزال ملف المسنين لا يستفاد به خاصة الاستفادة من طاقة حديثي الإحالة للمعاش.

 

وماذا عن التمكين الاقتصادي والمشروعات التي تم منحها للمرأة وتسهيل القروض؟

بالفعل أرى ما قدم جيد جدا لكن بالنسبة للمرأة الريفية وفي مناطق الاستصلاح الجديدة والبدوية فما زالت في احتياج إلى نماذج مشروعات مدروسة اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا وتسويقيا حتى يمكنها من الاستثمار في هذا الاتجاه بحيث تتفق هذه المشروعات مع طبيعة المرأة و تعليمها وموقعها الجغرافي وإمكانيات التسويق، ثم تحتاج إلى تنمية مهارات وقدرات مرتبطة بالمشروع بدءا من التدريب على المشروع والأعمال الإدارية المرتبطة به وحتى مرحلة التسويق، ثم تعليمهم كيفية العمل والتفكير والتنفيذ معا، حتى نخلق مجتمعات إنتاجية متكاملة، ويا حبذا لو كانت مجتمعات إنتاجية زراعية صناعية تجارية سياحية، لتكون شكلا كاملا للمجتمعات التي نحلم بها.

 

ونحن نودع 2020 ما أمنياتك وأحلامك لتحسين أوضاع المرأة؟

أتمنى أن تمارس كل البرامج والمبادرات والمشروعات الناجحة  بشكل مستدام فمثل برنامج تكافل وكرامة قدم خدمات ملموسة  لفئات مختلفة من المجتمع لكن مثل هذه البرامج والمبادرات تحتاج إلى استمراريتها .

المصدر: حوار: إيمان عبد الرحمن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 323 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,699,333

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز