كتبت : سكينة السادات

 يا بنت بلدى بعد أن حصلت قارئتى السيدة أشجان على رقم هاتفى من زميلتى الصحفية بالأهرام بعد موافقتى بالطبع حدثتنى محادثة طويلة من إحدى محافظات الوجه البحرى واتفقنا على أن تعاود الحديث معى بعد أن تنفذ ما نصحتها به لنعرف النتيجة!

ولأن الحكاية طويلة سوف أدخل فى الموضوع مباشرة بعد التهنئة بالسنة الجديدة!

***

قبل الحديث عن حكاية اليوم فإننى أتمنى من كل قلبى ألا نرى عاماً تعيساً حزيناً مثل عام 2020 الذى اجتاحت فيه الكورونا بلاد العالم كله غنيها وفقيرها دون تمييز, بل أكاد أجزم أن الكورونا قد اختصت بلاد العالم الثرية المتمكنة بالمزيد من الضحايا وأمريكا وأوروبا خير مثال على ذلك ونحمد الله سبحانه وتعالى ونشكر فضله أن ترفق بمصر وأهلها فجعل إصاباتنا فى حدود المعقول, وربنا شملنا بستره وعطفه فلم يتضرر اقتصادنا جراء كورونا كما تضرر الآخرون والحمد لله ترفق بنا المولى الكريم, لكننا عانينا طوال العام المنصرم ونرجو ألا يعيده الله مرة أخرى وأن يكون العام الجديد بشير خير واستقرار وسعادة لمصر ورئيسها عبدالفتاح السيسى وأهلها جميعاً آمين يا رب العالمين.

***

أعود إلى حكاية قارئتى السيدة أشجان) 53سنة) التى كانت منهارة تماماً وهى تحادثنى من محافظتها وكنت أفهم عباراتها بصعوبة لنوبات البكاء التى كانت تعتريها وهى تحدثنى!

قالت السيدة أشجان: لعلك لا تذكرينى جيداً فقد قابلتك مرة واحدة خلال إحدى الندوات وقدمت نفسى إليك بصفتى قارئة مواظبة على قراءة مجلة حواء وصفحتك أنت بالذات ويومها شكرتينى وكان ذلك منذ عدة سنوات تزيد على العشر!

أنا يا سيدتى خريجة المعهد العالى للخدمة الاجتماعية وأعمل مدرسة بإحدى المدارس الخاصة, وزوجى فى رتبة أعلى من رتبتى فهو موجه أول رياضة أى هو أنه تقريباً فى الدرجة الثانية الحكومية وعلى وشك أن يرقى للأولى ويصير وكيل وزارة بالتربية والتعليم, وأسرتنا مترابطة وهادئة وهى مكونة من ابنتين فقط الكبيرة طيبة وحنونة جداً, وهكذا يقولون عن الابنة (البكرية) وهى جميلة يا سيدتى وعاقلة ومؤدبة, وكانت متفوقة فى دراستها حتى أنها تخرجت فى سن صغيرة جداً وعملت بالتدريس أيضاً مثل والدها ووالدتها, والثانية يغلب على طبعها التمرد فهى ليست كالكبيرة تسمع الكلام وتستوعبه ولا ترد إلا للاستفسار بل هى من النوع (المقاوح) التى تعشق المعارضة والنقاش فى الفاضية والمليانة, وقد تتعجبين من أن شكواى اليوم ليست من الابنة المتمردة (المقاوحة) التى لا يعجبها العجب ولا الصيام فى رجب بل شكواى وحزنى وألمى من ابنتى الكبيرة الطيبة الحنونة التى تساعدنى فى البيت والعمل وتعطف علي أنا وأبوها وتعاملنا كأنها هى أمنا وليست ابنتنا, وقد تتعجبين من كلامى هنا فكيف يتفق ذلك الكلام مع ما أقوله لك من صفاتها الحسنة وعطفها علينا ولذلك حكاية أخرى سوف أحكيها لك!

***

واستطردت السيدة أشجان.. الحكاية أن أمانى ابنتى الكبيرة منذ أن ولدت ونشأت بذلك الهدوء وتلك الطيبة الشديدة والجمال والذكاء كنا أنا وأختى التى تكبرنى بعدة أعوام قليلة نتمنى فيما بيننا أن تكون ابنتى أمانى من نصيب ابنها وكيل النيابة النابه الوسيم الذى يكبر أمانى بسبع سنوات فقط, وكانت أمانى الحية الخجولة الطيبة لا تعلق على هذا الموضوع بل كانت تبتسم وتقول: آسر إنسان ممتاز ربنا يكرمه ويعطيه على قد نيته, فأقول لها: ويرزقه ببنت حلال مثلك يا أمانى يا بنتى, فتقول وهى خجولة بطبعها: لسة بدرى يا ماما, أنا لا أفكر فى الزواج الآن! كان ذلك منذ عامين تقريباً وكنت أسكت ولا أريد أن أضغط عليها فى الكلام أو أفرض عليها أى شيء علماً بأن آسر ابن شقيقتى عريس لا يعيبه شيء, وتتمناه أى فتاة فى مصر فعلاً حتى كان الكلام بينى وبين شقيقتى منذ حوالى شهر إذ قالت إنه لا مبرر فى تأجيل خطوبة آسر وأمانى وكل شيء جاهز ومتاح فلماذا التأجيل, وفاتحت ابنتى أمانى الطيبة الحنون وقلت لها أنه لا مبرر ولا سبب للتأجيل, فردت علي رداً صادماً أذهلنى وكدت أقع مغشية علي من هول الصدمة والمفاجأة, والأسبوع القادم أكمل لك الحكاية!

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 376 مشاهدة
نشرت فى 8 يناير 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,807,157

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز