سماح موسى 

لعبت المرأة على مر العصور دورا بارزا ومؤثرا فى مختلف الأحداث السياسية التى شهدتها مصر، تجلى هذا الدور عقب أحداث يناير 2011 وما تلاه من استحقاقات وتعديلات دستورية، ومع قرب الانتخابات البرلمانية يتوقع الجميع من المرأة استكمال دورها فى دعم وطنها والمشاركة بصورة إيجابية فى هذا الماراثون الانتخابى، بل والحشد له.

"حواء" التقت مجموعة السيدات وعضوات المجلس القومى للمرأة للتعرف على استعدادهن للانتخابات البرلمانية. 

في البداية تقول مريم محمد، ربة منزل من إحدى قرى محافظة الدقهلية: الانتخابات ليست مجرد حدث لكن عرس نستعد له قبلها بأيام أتفق مع صديقاتي وجيراني للنزول وأداء واجبنا تجاه البلد.

وتقول عبير السعيد، طبيبة من إحدى قرى محافظة الغربية: أشارك وأولادي وزوجي ووالدتي في الانتخابات وأشجعهم على النزول والإدلاء بأصواتهم، وأعلم أبنائي قيمة إعطاء صوتهم لمن يستحق.

حشد نسائى 

تقول د. جيهان رجب عضوة المجلس القومي للمرأة فرع القاهرة: يؤدي المجلس القومي دورا وطنيا رائدا في تعزيز مشاركة المرأة في الحياة العامة وإذكاء روح المسئولية الوطنية لدى السيدات والشباب على حد سواء، وفي ظل ما تشهده مصر من نهضة شاملة في مختلف المجالات أصبح حشد الطاقات المجتمعية للمشاركة الإيجابية في القضايا الوطنية ضرورة وليست خيارا، هنا يبرز الدور المحوري لفرع القاهرة بالمجلس القومي للمرأة باعتباره نموذجا حيا في التفاعل الميداني والوعي المؤسسي المنظم.

وتؤكد د. جيهان على أن عمل فرع القاهرة يعتمد على التواصل المباشر مع المرأة في كل حي وشارع وقرية حضرية في محافظة القاهرة من خلال غرف العمل التطوعية وعضوات المجلس اللاتي يقدمن نماذج مضيئة في العمل المجتمعي، وتتمثل أبرز أدوار الفرع تنفيذ مبادرات توعوية موسعة لشرح أهمية المشاركة في الاستحقاقات الوطنية ودور المرأة في تشكيل مستقبل بلادها، تنظيم ندوات ولقاءات حوارية مع السيدات والشباب لتصحيح المفاهيم المغلوطة وبناء الوعي بالقيمة الحقيقية للمشاركة الإيجابية، حملات (طرق الأبواب) التي تستهدف الأسر داخل المناطق السكنية والشعبية بهدف التواصل المباشر والحث على النزول والمشاركة مع التركيز على تشجيع المرأة لتكون المحرك الأول داخل بيتها، تمكين المرأة من قيادة الرأي داخل محيطها الاجتماعي عبر بناء قدرتها على النقاش والإقناع ونقل الوعي إلى الأبناء والأزواج.

وتضيف: المرأة ليست متلقية للرسائل الوطنية فحسب بل هي صانعة للوعي الجمعي ومؤثرة في دوائر اتخاذ القرار داخل الأسرة والمجتمع، ومن هنا يقوم المجلس بدور مزدوج نشر الوعي، وتعزيز الانتماء، وفي الوقت نفسه بناء نموذج مستدام للتمكين المجتمعي عبر المرأة، حشد السيدات والشباب للنزول والمشارك لا يعد فقط نشاطا انتخابيا بل هو رسالة وعي وانتماء تؤكد أن المرأة المصرية تدرك قيمة صوتها وتعي مسئوليتها  تجاه وطنها ومستقبل أبنائها، فما يقوم به المجلس القومي للمرأة فرع القاهرة اليوم يجسد مفهوم التمكين بالوعي ويبرهن أن مشاركة المرأة ليست شعارا بل قوة دافعة نحو التنمية والوعي الوطني.

دليل على الوعى

تقول عبير الغازي، مقررة سكرتارية السلامة والصحة المهنية بالاتحاد العام لنقابات عمال مصر وعضو المجلس القومي للمرأة: إن الدور الذي قامت به المرأة المصرية خلال الاستحقاقات الانتخابية السابقة أكثر من رائع، حيث تواجدت أمام اللجان وعملت على حشد الأصوات، فمشاركة المرأة فى الانتخابات دليل على وعيها ووسيلة للحفاظ على حقها الذي كفله الدستور في التعبير عن رأيها.

وتشير الغازي إلى دور الاتحاد العام لنقابات عمال مصر كداعم للمرأة المصرية في حصولها على الإدلاء بصوتها بحرية ويسر، وداعم أيضا لحياتها الأسرية، فإن الاتحاد العام من خلال نقاباته العامة والتي تشمل 6 مليون عامل وعاملة على مستوى الدولة يوجه النقابات العامة المتمثلة في رؤساء النقابات كل في جهته بأن يتيح للمرأة العاملة التيسير في الخروج من العمل للإدلاء بصوتها بصورة ودية لا تسبب مشكلة لسير العمل، كذلك يقوم بعمل غرفة عمليات لمتابعة سير الانتخابات، ويقوم مجمع انتخابي بكل من ساحات سكك حديد مصر يستطيع المغترب الإدلاء بصوته فيها.

وتؤكد د. جينا أنور عراقي، عضو المجلس القومي للمرأة أن مشاركة المرأة في انتخابات مجلس النواب واجب وطني لا يجب التفريط فيه لكونه يدل على قوة المجتمع وتماسكه، لافتة إلى أنها رسالة واضحة للعالم بأن المرأة المصرية شريك فعال لا غنى عنه في بناء مستقبل المجتمع المصري لأن مجلس النواب له دور فعال في إقرار القوانين ومراقبة أعمال السلطة التنفيذية في الدولة.

أما عن دور المجلس القومي للمرأة فتقول: ينظم المجلس حملات توعية وندوات تثقيفية للمرأة مثل صوتك أمانة لتشجيعها على المشاركة الإيجابية في الانتخابات، وذلك لتعزيز المسيرة الديمقراطية في المجتمع المصري.

جهود مستمرة

تقول دينا الجندي، مقرر مناوب لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومي للمرأة: يؤدى المجلس دوره الوطنى فى رفع وعى المرأة بأهمية مشاركتها السياسية من خلال الحملات التي ينظمها بشكل مستمر برئاسة د. رشا مهدي، حيث نظمنا مع جميع الفروع ندوة ولقاءات عبر زووم منذ عشرة أيام لجميع عضوات ومقررات المجلس بجميع أنحاء الجمهورية وذلك بالاستعانة باللواء رفعت قمصان، والمستشار شادي رياض، نائب مدير الجهاز التنفيذي للتوعية بكل ما يتعلق بالتصويت وبحضور الرائدات والواعظات والراهبات، كما تم تخصيص غرفة عمليات تتلقى أي شكوى تواجههم يتم تبليغ المجلس، ليتواصل المجلس بدوره مع الهيئة الوطنية للانتخابات لحلها، بجانب عمل جلسات "دوار" من خلال فروع المجلس بالاستعانة بالرائدات الريفيات لتوعية السيدات والأسر المشاركة في الانتخابات.

من جانبها تقول زهرة شوشة، عضو المجلس القومي للمرأة: هدف المجلس رفع وعي المرأة بدورها الحقيقي في بناء الوطن، فصوتها يصنع تغييرا حقيقيا، وعن دوري الشخصي فأنا حريصة جدا على تشجيع النساء في أسرتي ومنطقتي السكنية على المشاركة إيمانا منى بأن صوت المرأة هو صوت للوعي والمسئولية وواجبنا تجاه الوطن.

أما منى الوكيل، عضو لجنة الإعلام بالمجلس ورئيس وحدة تكافؤ الفرص بديوان عام محافظة القاهرة فتقول: بصفتي رئيس وحدة تكافؤ الفرص بديوان عام محافظة القاهرة يظهر مسئوليتي المؤسسية ودوري الميداني في دعم المرأة المصرية بالعاصمة خصوصا في ملف المشاركة السياسية، حيث أعمل على رؤية الدولة في تمكين المرأة، وتعزيز مشاركتها في الحياة العامة والسياسية انطلاقا من الإيمان الراسخ بأن المرأة شريك أساسي في مسيرة التنمية وصناعة القرار، وتركز جهودي في نشر الوعي بين السيدات في مختلف أنحاء ومناطق محافظة القاهرة، وأحرص أن تكون رسائل التوعية مبسطة وقريبة من المواطنات في مختلف المستويات الاجتماعية مع التركيز على أهمية أن يكون لكل امرأة صوت مسئول يعبر عن إرادتها الحرة في اختيار من يمثلها ويمثل الوطن.

وتضيف: يولي المجلس اهتماما خاصا بفئة الشباب والفتيات من خلال التعاون مع الجامعات ومراكز الشباب والمؤسسات التعليمية لتشجيعهم على ممارسة حقهم الانتخابي بوعي وغرس قيم الانتماء والمواطنة الفاعلة لديهم.

أما عن التأثير النفسى لاصطحاب الأطفال إلى لجان الاقتراع فتقول د. آية صلاح، دكتوراه في علم الاجتماع: اصطحاب المرأة لأبنائها أثناء المشاركة في الانتخابات يعلمهم قيمة إدلاء الصوت ويعزز انتمائهم لوطنهم، ولأن المرأة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر فإن لها تأثير كبير جدا في الانتخابات، كما أن مشاركتها في العمل السياسي سواء مرشحة أو مشاركة واحد من المكتسبات التي سعت المرأة للحصول عليها، لذا يجب الحفاظ على هذا المكتسب.