كتبت : إيمان عبدالرحمن
“منذ بدء جائحة كورونا، والعالم أجمع في انتظار ظهور لقاح يقي الإصابة منه خاصة بعد حصده أرواح عديدة على مستوى العالم، ومع ظهور العديد من الأمصال ظهرت أسئلة كثيرة حول مدى فعاليتها، وهل يوجد أي خطورة أو محاذير من تلقيها؟ وما الجرعات المناسبة للوقاية من الفيروس، وما الفرق بين كل نوع؟
أسئلة عديدة تدور بأذهان الأسر حاولنا تقديم إجابة لها خلال هذا التحقيق..
تبدد د. سماح علي لطفي، أستاذ الفيروسات والمناعة بمعهد الأورام القومي بجامعة القاهرة ومركز النانو تكنولوجي بإحدى الجامعات الخاصة تخوف عدم فعالية اللقاح خاصة وأنه لم يأخذ وقتا كافيا لتجربته قائلة: الوقت الذي ظهر فيه اللقاح كاف لأن تقنية إنتاج اللقاحات ليست جديدة بل هى خلاصة أبحاث وخبرات منذ سنوات، وقد ساعد العلماء والأجهزة الحديثة في فك الشفرة الجينية للفيروس بسهولة جدا ما سمح لهم إنتاج لقاح بشكل سريع كما حدث مع لقاح موديرنا وفايزر، وهناك أكثر من 30 جائزة نوبل على أبحاث الحمض الريبوزي، لذلك لا يعتبر إيجاد اللقاح سريعا مع وجود الخبرات والأجهزة المتطورة.
أما عن حذر استخدامه لمن دون 16 عاما فتقول: المشكلة أن التجربة السريرية تمت على مجموعات مختلفة لم يكن من بينها الأطفال أقل من 16 سنة ولا الحوامل والمرضعات، ومع ضيق الوقت من التجارب وعمل التوافيق والتباديل بين عدد الجرعات والوقت الفاصل بينها كان التركيز أكثر على المرضى أكثر عرضة للإصابة بالفيروس وهم من في عمر أكثر من 16 سنة، ولكن متوقعين مع مرور الوقت وتطبيق التجارب السريرية أن تدخل هذه المجموعة العمرية ومتوقع تجارب ظهور ولقاحات ثانية، لذا لا ينصح باستخدام اللقاح لمن هم أقل من 16 سنة والحوامل والمرضعات ومن أصيب إصابة شديدة بالفيروس في مدة أقل من ثلاثة شهور لأن لديه أجسام مناعية كافية، أما بالنسبة لمرضى السرطان فيحذر من تلقي لقاح استرا زينكا لأن تقنيته تقوم على حقن الفيروس وهو غير مناسب لهم ولا يمكن أن يأخذوا هذه التقنية ويمكنهم استخدام فايزر وموديرنا، أما مرضى الأمراض المزمنة كالقلب والسكر فلا ضرر من تناول اللقاح.
وتفاضل د. سماح بين أنواع اللقاحات المتاحة قائلة: أفضل نوع لقاح تبعا للتقنية وأكثر أمانا ويعطي نتائج جيدة فايزر وموديرنا، وأتوقع أن يتم الحصول على جائزة نوبل نظرا كونه تقنية جديدة فضلا عن سعره المنخض وسهولة إنتاجه والعمل بهذه التقنية أقل ما يقال عنها ثورة، أما عن المصل الصيني ففعاليته تحل أزمة وهو طوق النجاة حتى نخرج من الجائحة تدريجيا.
أنواع اللقاحات المختلفة
عن الفروقات المختلفة بين كل أنواع الأمصال المختلفة المتواجدة فتقول د. نهلة عبدالوهاب إدريس، استشاري البكتيريا والمناعة والتغذية ورئيس قسم البكتيريا بمستشفي جامعة القاهرة: تم إنتاج لقاح فايزر بتقنية حديثة جدا تصنع بروتين معين بتقنية ماسنجر آر إن إيه ، ومغلف بألومينوم ينبه جهاز المناعة للفيروس بنسبة 95 في المائة، ويحفظ في درجة حرارة -70 مئوية، ويتم أخذه على جرعتين ويبلغ سعر الجرعة عشرين دولار على أن تتخل الجرعتين فترة زمنية لا تقل عن 28 يوما، أما لقاح موديرنا فهو أمريكي الصنع ويحفظ في درجة حرارة - 20 مئوية، ويعتمد على نفس تقنية الحمض السابق ويستلزم ثلاجات وإمكانيات لتوصيل اللقاح في درجة الحرارة المناسبة وهذه هي الصعوبة الوحيدة لهذين اللقاحين، ويبلغ سعر الجرعة الواحدة 25 دولارا، والفاصل بين الجرعتين من 4 إلى 12 أسبوعا، أما لقاح استرازينيكا الإنجليزي فيصنع بروتين معين ينبه الجسم للفيروس، ويتفوق على اللقاحين السابقين في انخفاض سعره بحوالي 4 دولارات، كما أن درجة حرارة حفظه -2 : – 8 مئوية، بينما يقدم اللقاح الصيني ساينوفارم فعالية بنسبة 79% أمان، ومصنع بالتقنية العادية ويحفظ في درجة الحرارة العادية والفاصل بين الجرعتين 14 يوما، فيما يعتمد اللقاح الروسي على جزء بسيط من الفيروس الخامل لينبه الجسم، ويبلغ سعره 10 دولارات .
وتتابع: يعد اللقاح الصيني المصنع بالطريقة التقليدية أفضل خيار للمصريين خاصة وأن أجسامنا حصلت على أمصال مصنعة بنفس التقنية، ويمكن لأصحاب الأمراض المزمنة الحصول على اللقاح بعد مراجعة الطبيب المعالج، ولا خوف من اللقاح لأن الفيروس يكون خاملا لتحفيز جهاز المناعة لا أكثر، ولكن يجب استشارة الطبيب المتابع للحالة، ولابد من إجراء التحاليل الدورية.
الفيلر والحساسية
يقول د. محمد حسن أبو حديد، مدرس واستشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وتجميل الجلد بالمركز القومي للبحوث: يقوى اللقاح المناعة ويحفزها لإصدار رد فعل قوي أمام أي جسم غريب، وفي أمريكا عندما تم إعطاء اللقاح إلى 15 ألف حالة أجروا فيلر في أماكن مختلفة، عانى 3 حالات فقط الورم أماكن الحقن وقد فسر البعض ذلك أنه رد فعل طبيعي من تقوية جهاز المناعة، وتبعا لآخر التوصيات من أمريكا فلا يستوجب منع أخذ اللقاح بالنسبة لمن حقن بالفيلر، لأن بهذه الأرقام لا يوجد تعارض بين الاثنين، فإذا حدث أي تهيج أو التهاب سيزول بعد تناول أقراص مضادة للحساسية.
الحمل والرضاعة
يوضح د. محمود زعتر، استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم والباحث بالمركز القومي للبحوث المحاذير الخاصة باللقاح بالنسبة للحامل والمرضع فيقول: للأسف لم تشمل التجارب السريرية الحوامل والمرضعات، لذا كانت التوصيات الخاصة بالكلية الملكية البريطانية أن الحالات القصوى مثل الحوامل مرضي الربو الشعبي أو من لديهن مشكلة تنفسية يتم اعتبارهن من الحالات الخطرة وينصح بأخذ اللقاح لأن الإصابة بالفيروس تمثل خطورة على حياتهن، أما إذا كانت الحامل تتمتع بصحة جيدة وليس لديها أي مرض يؤثر على المناعة أو ربو شعبي أو حساسية أو أجرت عملية نقل عضو فلا ينصح باستخدام اللقاح.
اللقاح وحساسية الأنف
ينفى د. علاء توفيق، استشاري الأذن والأنف والحنجرة وجود أى معلومات طبية عن آثار جانبية للقاح كما يتداول البعض تسببه فى حساسية الأنف والحنجرة أو تأثيره على السمع، وينصح باستخدامه خاصة للحالات الخطرة، مؤكدا أنه لا يوجد أي محاذير للمرضى أو أعراض جانبية تجعل الناس يحجمون عن استخدامه.
ساحة النقاش