بقلم : إقبال بركة
قالت صديقتى وهى تكاد تطير من الفرح: باركى لى لقد اشتريت غسالة كهربائية لغسيل الصحون واستكملت الطاقم المساعد لى فى البيت، أصبح لدى الآن خدم آليون يخلصوننى من متاعب كنت أضيق بها ذرعا وأشعر أنها تضيع عمرى، الآن سيصبح فى مقدورى أن أمضى الساعات فى مشاهدة برامج وأفلام ومتابعة أخبار الدنيا وأحدث الموضات وأخبار النجوم، ولكن.
سألتها: هل فكرت فى عاقبة عدم الحركة لساعات طويلة؟
أنت امرأة عاملة تجلسين لساعات طويلة أمام الكمبيوتر أو على المكتب، يعنى عرضة أكثر من غيرك لأوجاع المفاصل والظهر..
سألتنى يائسة: فما الحل؟
قلت لصديقتى: النصيحة الأولى التى لا يمل الخبراء من ترديدها هى المشى يوميا ما لا يقل عن ساعة، والثانية ألا ترتدين الكعب العالى إلا عند الضرورة القصوى، وفى عملك احرصى على الجلسة الصحية أى شد الظهر، والتنفس من الأنف لا من الفم، وشفط البطن أثناء الجلوس إلى مكتبك، لأن ذلك يقوى عضلات البطن. إن الجلسة الصحية تماما لا تؤثر على الظهر حيث لا يكون الجسم كله محملا على عظمة العصعص التى يشتكى منها معظم الناس، وهذه مسألة بسيطة لا تتطلب أكثر من مجرد تعديل بعض السلوكيات فى الجلوس وتنظيم النفس.
وتجنبى قدر الإمكان استخدام مصعد البيت فى صعود السلم ونزوله يوميا، واستخدمى السلالم فالصعود والهبوط سوف يحرق كميات كبيرة من الدهون فى جسمك وينشط عضلة قلبك التى تدفع بدورها الدم إلى المخ، أى مجهود تبذلينه سوف يؤدى إلى استخدامك كميات كبيرة من الأكسجين، ومرحبا بالعرق،
فهو يساهم فى تنشيط الغدد والتخلص من الأملاح الزائدة والدهون فى الجسم.
قالت صديقتى ولكنى أعانى من ألم فى الركبة أثناء صعود السلم، قلت إذن عليك باستشارة طبيب فورا لأن ذلك يكون نذير بخشونة فى الركبة، وكى تتقى الإصابة بخشونة الركبة فلا مناص من تقليل وزنك، فالوزن الثقيل يزيد العبء على ركبتيك، وبالتالى يزيد من الضغط على المفاصل. لم أستطع أن أنصحها باتباع ريجيم قاس فأنا أعلم ولعها بالطعام وأنها لن تستطيع الاستمرار فى أى نظام غذائى يحرمها من صنع يديها، وأعلم أنها حاولت أن تنقص وزنها بشتى الطرق ولكنها لم تفلح، وكثيرا ما يعود وزنها إلى سابق عهده بعد هبوط طفيف، وللأمانة فصديقتى هذه بارعة فى الطبخ وكثيرا ما أسعدتنا دعواتها لتذوق ما تصنعه من أطعمة لذيذة، واحترت كيف أصارحها بما لاحظته عليها من سلوكيات تؤدى قطعا إلى زيادة الوزن، لقد رأيتها فى أكثر من مناسبة تتناول الحلويات والمحاشى بشراهة، وكلها أشياء تزيد من نسبة الكوليسترول بالدم وتزيد الدهون، فلن تفيدها الرياضة لأن ما تخسره من سعرات حرارية أثناء المشى أو التمرينات تكسب أضعافه أثناء تناولها طبق واحد من المحشى أو عدة قطع من الجاتوه.
أخيرا وجدت الحل واقترحت على صديقتى أن تتبع نظاما غذائيا مفيدا وشاملا يمكنها أن تتبعه مدى الحياة، ويشمل ألا تتناول أكثر من ثلاث ملاعق سكر يوميا، وثلاث حبات فاكهة، وثلاثة أكواب من الحليب خالى الدسم، وثلاث قطع لحم صغيرة، وثلاث ملاعق زيت، ورغيف خبز عادي، وطبق سلاطة كبير، وهذا النظام وضعه الخبراء ومن السهل على أية امرأة أن تتبعه مدى الحياة أو لفترة طويلة._
ساحة النقاش