كتبت : نجلاء أبوزيد
لإيمانى أنهم المستقبل وأن صلاح المجتمع يبدأ بتنشئتهم على القيم والمبادئ والتحاور معهم فى شئونهم لنساعدهم على بناء شخصياتهم ورسم أهدافهم كان هذا الباب لنساعدهم وأمهاتهم على السير على الطريق الصحيح لننشئ جيلا محبا لأسرته منتميا لوطنه.
للتواصل والتساؤلات
دنيا الحواديت .. معجزة الناقة
في قديم الزمان كانت هناك قبيلة أسمها ثمود أرسل لهم الله نبيا منهم اسمه صالح، لكن قومه رفضوا الاستماع له وطلبوا منه أن يقدم لهم معجزة ليصدقوا أنه نبي من الله، وطلبوا منه أن يخرج من صخرة ضخمة ناقة عشراء (حامل)، واتفق معهم إن حقق لهم الله المعجزة أن يؤمنوا به، واستجاب الله لدعائه وتحققت المعجزة، وأقامت الناقة بينهم تشرب من بئرهم يوما وتتركه لهم يوما، وكان القوم يشربون لبنها وكانت تسير بينهم ولا يضايقها أحد، لكن بعض الناس الذين لم يؤمنوا بصالح ضايقوها واتفقوا على قتلها، وعلم سيدنا صالح بهذه النية فنهاهم عن قتلها وحذرهم أن الله سينزل عليهم أشد العذاب إن قتلوها، لكنهم ذبحوها وذبحوا رضيعها وأخبرهم سيدنا صالح أن العذاب سيأتيهم بعد ثلاثة أيام، وبعد مرور الأيام الثلاثة جاءتهم صيحة من السماء زلزلت الأرض وماتوا خلال ساعة ولم ينجو منهم إلا سيدنا صالح ومن آمن معه ولم يؤذى الناقة.
***
كلمة فى ودنك
التربية هي تعليم أولادنا السلوكيات الطيبة وغرس القيم في نفوسهم ومتابعتهم وليس فقط إطعامهم وإلباسهم وإدخالهم أفضل المدارس ليحصلوا على أعلى المجاميع.
على الوالدين تذكر عبارة سيدنا عمر خلال تربيتهم لأولادهم عندما قال ربوا أولادكم لزمان غير زمانكم فمن تربى على الضرب لا يجب أن يمارسه على أولاده بعد أن أثبتت الدراسات خطورته على الصحة النفسية للأطفال.
من الخطأ اللجوء للضرب كأولى درجات العقاب فالأفضل الحرمان مما يحب ثم الخصام والإهمال.
***
الصوم ورخص الإفطار
الصوم فريضة عظيمة نحاول جاهدين تدريب أولادنا عليها وفى محاولتنا لجعلهم يحبون الصوم نكرههم فى المفطر لكننا ننسى أن نشرح لهم أن بعض المفطرين معهم رخصة منحها الله لهم مما يجعلهم يجرحون مشاعر من يرونه يفطر لذا فكرنا فى سؤال المتخصصين كيف نحبب أولادنا فى الصوم ونشرح لهم رخص الإفطار؟
عن ذلك تحدثت مع د. سامية عبد الله، أستاذ علم نفس الطفل فقالت: من الأسس التربوية التى على كل أم الاهتمام بها أن تشرح لابنها فى كل مناسبة القيم والفضائل المرتبطة بها وبشكل مبسط يتناسب مع مرحلته العمرية ليكون استيعابه للأمر سهلا عليه، وفى رمضان عندما نشرح له فضل الصوم وأنه من الفرائض الأساسية نشرح له من هم الذين سيعاقبون إذا أفطروا ومن منحهم الله رخص للإفطار بشكل بسيط دون الدخول فى تفاصيل قد لا يدركها ولا يستوعبها وتقلل حماسه للصوم، وهنا علينا الانتباه لأمر مهم جدا وهو ألا نربى أولادنا على الأحكام المسبقة على الآخرين فنحن جميعا لا نمتلك مفاتيح الجنة والنار لنحدد من سيدخل الجنة أو النار، وأن نربيه على التماس الأعذار للآخرين فربما يكون هذا المفطر مريضا أو كبيرا فى السن أو لديه عذر منحه الله عليه رخصة، فرمضان شهر القيم والمبادئ وفرصة لغرس الرحمة والعطف والإحساس بالآخرين وعدم جرح مشاعرهم، لذا ونحن ندربهم على الصوم علينا تدريبهم على الرحمة حتى لا نجرح مشاعر الآخرين، فالصوم يهذب النفس ويعلمها الصبر وعلينا أن نربيهم على تهذيب أنفسهم وترويضها وألا يقف اهتمامنا على تعويدهم على الصوم عن الطعام والشراب لكن الصوم عن كل ما هو سيئ فهذه أحد أهداف الصوم الأساسية، وبالشرح والتعليم لن يجرحوا مشاعر أحد وسيصومون الصوم بمفهومه الأوسع والأشمل.
ساحة النقاش