كتب : طاهر البهى

          "فانوس.. لمة العيلة.. مدفع رمضان.. سجادة الصلاة.. مسبحة.. النقشبندي.. الشيخ محمد رفعت".. طقوس وذكريات لا يمكن أن ننساها في شهر رمضان المبارك.. الجميع فيه قائمين صائمين ومنهم الفنانين، اليوم نضيف إلى ذكرياتنا "بلاتوه رمضان"، نتذكر فيه  طرائف ونوادر نجوم الزمن الجميل، الذي يزداد بريقهم لمعانا يوما بعد يوم، رغم مرور كل هذا العمر.. نحكي عنهم نوادر وذكريات..

رمضان في بلاد الأمريكان:حدث هذا الموقف أثناء زواج سامية جمال من زوجها الأمريكي عبدالله كنج، حيث قضت فراشة السينما في الولايات المتحدة نحو عامين ونصف هناك، بعد نحو 8 أشهر قضتها في ولاية نيويورك تعمل في أكبر المسارح، أبلغها زوجها أنهما سيسافران لقضاء العطلة الشهرية في مدينة السينما العالمية هوليوود، وهناك تصادف أن أرسل لها أحد المعجبين برقية معايدة بمناسبة حلول شهر رمضان ورؤية هلاله في مصر، فخطر لها بمناسبة الشهر الكريم إقامة حفل إفطار لأصدقائها الجدد من فناني هوليوود، الذين تعرفت بهم في استوديوهاتها، وقررت أن تعد بنفسها أطباق الإفطار من الأكلات الشرقية المفضلة في مصر، فأرسلت لشراء لوازم رمضان لكنها لم تعثر في الغربة على مشروب "قمر الدين"؛ لأنه غير معروف هناك، وطبع زوجها بطاقات الدعوة التي قال فيها إن الحفل سيقام بمناسبة قدوم رمضان الشهر المقدس لدى المسلمين، وأحدثت تلك الكلمة ضجة كبرى في أنحاء هوليوود، حاول كل فرد ممن وصلتهم الدعوة تفسير تلك الكلمة دون جدوى، وأصبح الحديث المتداول عن الحفلة التي ستقيمها الراقصة المصرية بمناسبة "رمضان"، التي حرصت أن يكون موعدها يوم العطلة الأسبوعية وفي الموعد الذي تغرب فيه الشمس، بعد أن اكتمل وجود المدعوين، سألها أحدهم عن معنى تلك الكلمة التي أرهقتهم كثيرا ولم يجدوا لها معنى عندهم، فأجابتهم ضاحكة بشرح موجز عن شهر رمضان وكيفية الصيام فيه، وتفاجئوا كثيرا عندما علموا أن صيام الشهر الفضيل يكون طوال النهار حتى مغيب الشمس، ثم الإفطار حتى الخيط الأبيض من اليوم التالي، وأقبل نجوم هوليوود على تناول الطعام الشرقي الشهي الذي أعددته سامية، واتفقوا على تسميته "العشاء المبكر"، وأعجبوا كثيرا بقيم الشهر الفضيل..

ـ فانوس أهل الفن: هناك مظاهر كثيرة للاحتفال بالشهر الكريم، من أهم هذه المظاهر وأكثرها انتشارا فانوس رمضان عبر العصور، حيث يحرص أغلب المصريين وفي المقدمة الفنانين على اقتناء الفانوس بأنواعه خلال الشهر الكريم وإهدائه لبعضهم البعض، وأن الأمر لا يقتصر على الأطفال فقط ولا البسطاء، بل الكبار والمشاهير أيضا؛ فيوجد منهم من يحرصوا على تخصيص مكانا له في البلكونات والصالونات والشوارع احتفالا بالشهر الكريم، وأن بعض الفنانين والفنانات من زمن الأبيض والأسود حرصوا أيضا على اقتناء الفانوس، من هؤلاء الفنانين: أحمد مظهر، سعاد حسني، شريفة ماهر، إسماعيل ياسين، بوسي، تحية كاريوكا، زهرة العلا، زبيدة ثروت، لبلبة، شمس البارودي، نعيمة عاكف، وأطل معظمهم على أغلفة المجلات الفنية بالفانوس!

ـ نوادر النجوم: هذا الموقف حدث فى بيت الفنان محمد فوزى الذى أقام سحورا رمضانيا فى منزله عام 1961 دعا فيها زملائه من الفنانين وأعضاء فرقته الموسيقية وشعراء الأغنية الذين تعاون معهم للسحور، كان من بين هؤلاء الشاعر الضاحك سيد مرسى مؤلف عدد من أشهر الأغانى لمطربي ومطربات الزمن الجميل، وحين جاء موعد الإقبال على مأدبة السحور دعا محمد فوزى الجميع لمائدة الطعام، وفوجئوا بأن الشاعر سيد مرسي يرفض الطعام مشيرا إلى أنه تناول طعاماً دسما للغاية فى وجبة الإفطار وأنه مصاب بالتخمة، فسعى فوزى للإلحاح عليه حتى جلس يشارك الجميع الطعام، وفى أثناء السحور لاحظ الشاعر مأمون الشناوى أن سيد مرسى كان يتناول الطعام بشراهة ونهم شديد، حتى أنه أكل ضعف زملائه، فبادره الشناوي بالدعابة قائلا :"إيه ده يا مولانا هو إنت فطرت كازوزة النهاردة ولا إيه"، فضحك الفنانون على الشاعر الأكول الذى كان قبل قليل يحاول الاعتذار لأنه شبعان ونفسه مسدودة!