كتبت : نجلاء أبوزيد
لإيمانى أنهم المستقبل وأن صلاح المجتمع يبدأ بتنشئتهم على القيم والمبادئ والتحاور معهم فى شئونهم لنساعدهم على بناء شخصياتهم ورسم أهدافهم كان هذا الباب لننشئ جيلا محبا لأسرته منتميا لوطنه.
دنيا الحواديت .. قوم شعيب والميزان
كان هناك قرية اسمها مدين وأهلها يعبدون شجرة الآيكة وكانوا يبخسون فى الميزان ولا يعطون الناس حقوقهم فبعث الله فيهم سيدنا شعيب ليدعوهم إلى عبادة الله والعدل فى الميزان لأن الله حرم الغش ودعاهم للتوبة إلى الله لكنهم رفضوا ترك ما يعبدون أو تغيير معاملاتهم واستمروا فى الغش فى الميزان، وهددهم أن الله سيعاقبهم عقابا شديدا على الكفر والغش فى الميزان، لكنهم رفضوا الاستماع له وهددوه بالطرد من المدينة هو ومن آمن معه، وهنا دعى شعيب ربه فجاءهم العذاب من عند الله حيث زلزلت أرضهم زلزالا شديدا وأصبحت جثثهم جاثية لا روح فيها جزاء لتحديهم الله، فجمع عليهم أنواعا من العذاب حيث أرسل عليهم سحابة عظيمة مليئة بالشرر فأصبحوا كأن لم يعيشوا فى هذه القرية يوما ونجى شعيب ومن آمن معه من العذاب العظيم.
***
كلمة فى ودنك
• إياكم وعدم الوفاء بالوعد فهذا يفقد الابن الثقة في أسرته، فالوفاء بالوعد يعلمه الأمانة وشرف الكلمة.
• يخطئ الكثير من الأهل عندما يتعاملون مع ابنهم منذ دخوله المدرسة على أنه تلميذ فقط وأن حياته كلها مذاكرة وينسوا أنه إنسان ومن حقه أن يلعب ويفرح.
• لكل جيل لغته التي يفهمها فعلينا كأهل فهم لغة التكنولوجيا لنخاطب أولادنا ونقترب من عقولهم.
***
حصة تربية أخلاقية .. التواضع والرحمة مسئولية أم
تواضع الصغار من الأمور المهمة التي يجب تدريبهم عليها خاصة وأن الكثير منهم عندما ينشأ في عائلة قادرة على تلبية احتياجاته يتعامل بكبر مع الآخرين لذا علينا الانتباه وتنشئة أطفالنا أخلاقيا على التواضع وليكن شهر رمضان نقطة البداية فى تدريبهم على التواضع.
وعن كيفية تدريب الأطفال على التواضع خلال أيام شهر رمضان يحدثنا د. أحمد شفيق، استشارى علم نفس الطفل قائلا: تنشئة أطفالنا على الصفات الطيبة تجعلهم قادرين على التأقلم مع كافة الظروف التي قد يتعرضون لها في المستقبل، وافتقاد نسبة كبيرة من
أطفالنا الآن لصفة التواضع هو بالدرجة الأولى مسئولية الأهل الذين لم يهتموا بغرسها فيهم وهنا علينا تذكير الأهل أن التواضع سمة من سمات الإنسان القوى الذي يعرف قيمة نفسه ولا يعانى نقصا، وإن رسولنا الكريم قال: ما تواضع أحد لله إلا رفعه، وأضاف أن هناك أمورا أساسية تساعد في غرس هذه الصفة على رأسها أن يكون الأهل متواضعين مع من حولهم، هنا سيقلد الطفل أبويه وأن يعلما ابنهما احترام كبير السن حتى لو كان عاملا لديهم، والمناسبات الدينية المختلفة خاصة شهر رمضان من الفترات الطيبة التى يمكن أن نبدأ خلاله بشرح قيمة التواضع وما كان يفعله الرسول وكبار الصحابة مع الآخرين، فهذا النوع من الحكايات يقدم لهم نموذجا يسعون للاقتداء به، ولتدرك كل أم أن تنشئة ابن سوي يبدأ بتعليمه التواضع مهما كانت الإمكانات الاقتصادية المتوافرة لدى الأسرة، وأن تهتم بالتعامل المبكر مع أى بوادر للكبر في سلوك ابنها الصغير، وأن تعلمه أن الدنيا بها فئات كثيرة يعانون ويحتاجون منا أن نمد لهم يد العون وأن التعالى عليهم لا يجعلنا أقوياء لكن سيئين أمام أنفسنا وأمام الله، فمن لا يرحم لا يرحم وغير قادر على التكيف مع الآخرين وغير محبوب حتى وإن امتلك مال قارون وقصة قارون في حد ذاتها أحد أساليب تعليم الصغار التواضع مع البسطاء والمحتاجين وخاتمته أكبر نموذج لشرح نهاية المتكبر الذى لا يرحم الضعفاء.
ساحة النقاش