حوار : منار السيد
جمعت بين الرياضة والسياسة والتدريس الجامعي والعمل العام، درست في أربع مجالات مختلفة ما أهلها لأن تلقب بـ "صائدة الشهادات الجامعية"، لم يشغلها عملها ودراستها وهوايتها عن تحقيق الموازنة الصعبة لتكون زوجة قديرة لرجل ناجح وأم عظيمة لثلاثة أبناء بأعمار متفاوتة حيث أدركت أن فن إدارة الوقت هو السبيل لتحقيق أهدافها، تحملت على عاتقها مسئولية المواطن وخاضت من أجله المعركة الانتخابية للالتحاق بمجلس النواب لتنقل نبضه ومشاكله تحت قبة البرلمان، النائبة د. أميرة أبو شقة، أستاذ علم الاقتصاد والإدارة وعضو مجلس النواب وبطلة مصر وأفريقيا في رياضة الرماية، والتي تعرفنا عن مقومات نجاحها وعن دورها تحت قبة البرلمان وفي العمل العام وكبطلة رياضية ترفع اسم مصر بشموخ فى هذا الحوار.
تتحدث د. أميرة عن مؤهلاتها العلمية ومسيرتها العملية قائلة: المعرفة هي الدراسة والعلم وهذا ما أيقنته خلال دراستي بأربعة مجالات هم علم الاقتصاد والإحصاء وعلم إدارة الأعمال ومجال المحاسبة وأخيرا دراستي بمجال الحقوق، كما أنني تخصصت في علم "إدارة المؤسسات والـ branding""، وحاليا أدرس في عامي الرابع بكلية الحقوق، وبدأت عملي في الجامعة كأستاذ بمجال الاقتصاد والإحصاء في إحدى الجامعات الخاصة، وتصعدت في الجامعة حتى توليت مكتب إدارة العمل الجامعي للطلبة والخاص بالأنشطة الطلابية وإعداد كوادر العمل العام ونشر الوعي بينهم، وهذه كانت بداية عملي العام.
وهل العمل العام هو بداية التأهيل للدخول إلى عالم السياسة؟
بالطبع فالعمل السياسي جماعي داخل المجتمع والذي يدور في فلكه السياسة، لذلك فعملي العام هو الذي أهلني لدخول الحزب وذلك يرجع إلى اهتمامي بالعمل داخل الأنشطة العامة مع الطلاب بالجامعة بتنظيم المؤتمرات والفعاليات والتواصل الدائم مع الشباب والتعامل في الأزمات والتفكير مع الطلبة والشباب خارج الصندوق، لذلك كانت انطلاقة عملي السياسي التحاقي بحزب الوفد والذى تعلمت من خلاله معنى الالتزام السياسي والكثير من المبادئ التي تقوم على أساس الأفكار البناءة واحترام الرأي والرأي الآخر، كما تعلمت ضرورة العمل بالمادة الخامسة بالدستور والتي تنص على أن يقوم النظام السياسى على أساس التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة والفصل بين السلطات والتوازن بينها وتلازم المسئولية مع السلطة، واحترام حقوق الإٍنسان وحرياته، على الوجه المبين فى الدستور.
قبل التعمق في عالم السياسة، كانت الرياضة أحد عوامل تكوين شخصية النائبة واللاعبة الدولية أميرة أبو شقة؟
تعنى الرياضة الالتزام والأخلاق والانضباط وتساعد على الثبات الانفعالي والثقة بالنفس والتفكير خارج الصندوق، لذلك فمنذ الصغر ترعرت على أهمية الرياضة في حياتنا وكان لأسرتي الفضل الأكبر في الاهتمام بممارستى الرياضة لأنها تعد جزءا من بناء الشخصية، فلعبت الاسكواش والفروسية منذ صغرى، لكن حدث لي نقطة تحول فى شخصيتي فى نهاية عام 1999حيث قررت ممارسة لعبة الرماية، وبدأ شغفى بها يزداد بالرغم من أنها رياضة يغلب عليها الطابع الذكوري مثلما يقولون لكنني أميل إلى التحدي دائما، لذلك ففي عام 2000 قررت احتراف رياضة الرماية وخاصة "رمي الخرطوش"، وحصلت على العديد من الميداليات الذهبية فى بطولات عربية وأفريقية وأوروبية، بالإضافة إلى وسام رئيس الجمهورية من الدرجة الثانية في الرياضة، كما شرفت بالمشاركة في بطولة العالم الأخيرة للرماية في مصر.
وماذا عن دور أسرتك الصغيرة في دعم مسيرتك الناجحة؟
أنا متزوجة من ضابط طبيب وهو رئيس قسم الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى الشرطة، وهو من شجعني ودعمني لممارسة العمل العام في إطار تشريعي ورقابي، فحفزني على دخول مجلس النواب بالإضافة الاستمرار فى ممارسة الرياضة، وأنا أم لثلاثة أطفال أكبرهم عبدالله ويبلغ من العمر 11 عاما، ويهوى رياضة الرماية، ولدي ابنتين تبلغا من العمر 8 و3 سنوات.
خلال رحلتك العلمية مرورا بالبطولات الرياضية ووصولا إلى محراب البرلمان.. ماذا عن اختيارك للجنة الطاقة والبيئة للالتحاق بها؟
اعتقد الكثيرون بما أنني بطلة مصر وأفريقيا في رياضة الخرطوش أنني سوف التحق بلجنة الشباب والرياضة لكنني اخترت لجنة الطاقة والبيئة لأنها تجمع بين ثلاث وزارات وهى "البترول - الكهرباء –البيئة"، وكان هذا بالنسبة لي تحديا كبيرا أردت أن أخوضه، كما أن الطاقة والبيئة أيقونتا العصر وللجنتين بالبرلمان دور كبير في تغيير الصورة التقليدية للعمل البيئي.
ما أولويات أجندتك البرلمانية، وأهم التشريعات التي ستعملين عليها الفترة المقبلة؟
البرلمان له أكثر من دور وأريد أن أحقق موازنة بين الثلاثة أدوار البرلمانية التشريعية والرقابية والخدمات العامة.
كيف تستطيعين التوفيق بين عملك بمجال الاقتصاد وأدائك البرلماني؟
يرجع هذا إلى علم وفن وإدارة الوقت فهو المحرك الأساسي لنجاحى وتعلمت جيدا كيفية إدارته بحرفية، ما جعلني أستطيع تحقيق الموازنة الصعبة بين العمل وأدائي البرلماني وممارستي للرياضة مع عملي بالحزب واهتمامي بالأسرة، لأن الأولوية الأولى بالطبع تكون لأسرتي.
"مصر تعيش عصرها الذهبي" تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ما تعليقك على هذه المقولة؟
منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكمه آمن بقدرات المرأة وإمكانياتها ومهاراتها ودورها في المجتمع ودورها في مسيرة العمل الوطني والإنساني، وأثبتت المرأة جدارتها ووطنيتها في مختلف المواقف حين لبت نداء الوطن كما تزايد دعم المرأة من قبل القيادة السياسية في بناء مجتمعها ومن أجلها تبنت الدولة العديد من المبادرات والسياسات المهمة ونالت المرأة حقوقها السياسية وشاركت في الحياة السياسية والنيابية ما بين مرشحات لعضوية البرلمانات وناخبات في الاستفتاء والانتخابات الرئاسية والبرلمانية وعضوات بأحزاب ورؤساء لها ومسئولات لجان بها حيث لم تعد مشاركة المرأة في الحياة السياسية ترفا أو تزيدا بل هي في المقام الأول حق للمرأة وواجب عليها، وشهدت المرأة المصرية خلال الفترة الماضية مكتسبات ونجاحات تطلعت إليها منذ سنوات عديدة وذلك إيمانا بقدرات المرأة المصرية وظهر ذلك من خلال تقلدها العديد من المناصب فى الأجهزة التنفيذية بالدولة، ووصولها إلى مراكز صنع القرار فى الحكومة، ومشاركتها بقوة فى الحياة النيابية والبرلمانية كما أن المرأة المصرية قامت بأدوار متعددة فى جميع المجالات، ونجحت فى استغلال جميع الفرص والدعم التى وفرت لها من القيادة السياسية، ولا يمكننا أن نغفل تعيين مستشارة كأول نائب رئيس لمجلس الدولة، و6 مستشارات للنيابات الإدارية، فهو مؤشر يعكس كيف يتم التمكين السليم للمرأة، وأن المرأة المصرية متواجدة بعملها الدءوب والمثابر والفطن فى كل المجالات.
ما هي طقوسك الرمضانية التي تحرصين على ممارستها فى الشهر الكريم؟
شهر رمضان بالنسبة لي فرصة للراحة النفسية والبدنية والروحانية، وأقضيه دائما مع أسرتي والوالد والأخوات ولا نذهب لعزومات أو نستقبل أيا منها لأننا نعتبره مناسبة للصفاء النفسي وفرصة لإعادة الأجندة السنوية لتصحيح النفس وتجديد المسار، ولن يعترض رمضان هذا العام مع الأداء البرلماني لأن الناجح يستطيع إنجاز المطلوب منه في كل العوامل والأوقات.
ساحة النقاش