كتبت : سكينة السادات

يا بنت بلدى قالت قارئتى إيمان (33 سنة): إنها تنتمى إلى أسرة متوسطة الحال مثل معظم المصريين وأن كانت لها أخت واحدة تصغرها بثلاثة أعوام وأنها كانت تحبها وترعاها منذ مولوها وكأنها أمها وقالت إنها كانت جميلة وطيبة وكانت تترك لها (منابها) فى اللحوم والحلويات كثيرا وكانت أمها تعترض وتطلب منها ألا تدلل أختها أكثر من اللازم، ومر السنون وتخرجت إيمان في المعهد العالى للفنون التطبيقية وعينت فى أقسام الديكور بالتلفزيون المصرى ولم تكن قد ارتبطت عاطفيا بأى شاب خلال فترة دراستها، وقالت إن نانا أختها الصغيرة جاءتها ذات يوم وأسرت لها بأنها تحب مهندسا شابا شقيقا لإحدى صديقاتها ولأنها لا تستطيع أن تخفي عنها شيئا يخصها فإنها رفضت أن يتقدم للزواج منها رغم أنه عريس (جاهز من كله) وذو أخلاق ودين وأنها تحبه ورفضها لتقدمه لخطبتها لأن إيمان أختها الكبيرة لم تتزوج بعد ولم تخطب بعد ولابد أن تتزوج الكبيرة قبل الصغيرة! وقالت إيمان: إنها رفضت ذلك الأمر بشدة وتحدثت إلى الباشمهندس إيهاب عريس أختها وطلبت منه التقدم لوالديها على أنها هى التى سوف تيسر الأمور، وطبعا كانت هناك معارضة من الوالدين لكن إيمان استطاعت أن تقنعهما بقبول خطبة الباشمهندس إيهاب أولا لأن أختها تحبه وثانيا لأنه ذو خلق ودين وعريس جاهز وفعلا تحت ضغط الابنة الكبيرة إيمان تمت خطبة نانا وإيهاب وكانت إيمان هى التى قامت بترتيب وتجهيز كل شىء وكأنها هى العروس، وتزوجت أختها من الرجل الذى تحبه رغم أنها كانت لا تزال تدرس بالجامعة ومرت ثلاثة سنوات سعيد من زواجها رزقت خلالها بطفل جميل كان قرة عين الأسرة كلها ثم كانت الفاجعة بعد مرور ثلاثة سنوات على زواجها!

 •

واستطردت قارئتى إيمان.. وفى تلك السنوات الثلاثة يا سيدتى تقدم لى الكثير من العرسان اخترت منهم زميلا لى يعمل مهندس ديكور معى فى هيئة الإذاعة والتلفزيون ولا أقول أننى ارتبطت معه عاطفيا لكنه تقدم لى وسأل عنه والدى وعرف أنه إنسان طيب لكن ظروفه المالية ليست جيدة، وطلبت من والدى ووالدتى أن نؤجل إعلان الخطبة حتى أتأكد من مشاعرى نحوه، وطبعا كانت والدتى قلقة جداً وحزينة لتأخر زواجى خاصة أن أختى التى تصغرنى بثلاثة سنوات تزوجت وأنجبت طفلا جميلا كنت أحبه من كل قلبى!

واستطردت إيمان وقالت لى أختى نانا: إنها حامل فى طفلها الثانى وكنت أحفزها على أن تكمل دروسها فى الجامعة بينما كنت أنا التى أراعى ابنها فى غيابها وكانت المفاجأة الأليمة يا سيدتى إذ ماتت أختى الحبيبة وهى تضع مولودها الثانى فى المستشفى لأسباب قالوا عنها أنها تسمم فى الدم أو سكتة قلبية لا أدرى حتى ولا أعرف فقد كانت المصيبة كبيرة جدا خاصة أن نانا كانت أحب مخلوقة إلي فى هذه الدنيا! كنت فى حالة يرثى لها من الحزن والبكاء الهستيرى وخوفى على مولودها الجديد الذى ماتت أمه بعد مولده بسبعة أيام فقط، وبالطبع ضممت الولدين إلى صدرى وأخذت إجازة بدون مرتب من عملى لرعايتهما ونسيت كل شىء عن عريس فقد كنت حزينة كئيبة بدون أختى الصغيرة وكان كل همى أن أرعى ولديها لأنهما طفلان بريئان لا ذنب لهما ولأنهما (من رائحة أختى) التى عشت أحبها منذ مولدها وأفضلها على نفسى!

بعد ستة شهور من وفاة نانا تقدم إيهاب زوج أختى المتوفاة للزواج منى وبينى وبينك يا سيدتى لم أتصور الباشمهندس إيهاب زوج أختى أبدا أبدا زوجا لى بل أعتبره خاصا بنانا أختى ولكنى فى نفس الوقت لا أعرف هل يقبل العريس الذى تلقى شبه موافقة منى عليه قبل وفاة أختى بأسابيع هل يقبل أن أربى أولاد أختى فى كنفى أم لا؟ أنا لا أحب المهندس إيهاب ولا أحب عريسى أيمن ولا أعرف ماذا أفعل؟

الواضح جداً تعلقك بولدي أختك وتمسكك بأن تقومى برعايتهما بنفسك ونصيحتى لك أن تحاولى أن تأقلمى نفسك على قبول الباشمهندس إيهاب زوجا لك من أجل أختك حتى تهنئاها فى مثواها الأخير وخذى وقتك تماما ولا داعى للعجلة، واعتذرى واشرحى للمهندس أيمن ظروفك بالتفصيل، أما المشكلة المشابهة فقد كانت تختلف من حيث إن الأخت الكبيرة كانت هى التى ماتت وتقدم زوجها لأختها الصغيرة التى كانت فى حالة حب مع زميل لها ويفحتها  بالعافية ومع مرورا الوقت تعودت على زوج شقيقتها واحتضنت أولاد أختها وعاشا فى سعادة وتوفيق.

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 627 مشاهدة
نشرت فى 17 يونيو 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,864,350

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز