كتبت : نجلاء أبوزيد
دنيا الحواديت .. عقلة الإصبع
كان يا ما كان هناك امرأة عجوز تدعو الله أن يرزقها بطفلة, وفى يوم جاءتها جنية وأعطتها حبة نبات غريبة وطلبت منها أن تزرعها, ونمت النبتة وتفتحت أوراقها ووجدت بداخلها فتاة صغيرة أطلقت عليها عقلة الإصبع, وفى أحد الأيام مرت ضفدعة ووجدتها في سريرها الصغير ورقة الشجر فحملتها لتزوجها لابنها الضفدع, خافت عقلة الإصبع فغافلتها وهربت, وقابلتها فأرة الحقل وعاشت معها, وكانت الفأرة تعتني بها حتى حضر ابن الفأرة وأراد زواجها فهربت, ووجدت طائرا مريضا اعتنت به وبعد شفائه حملها ليبحث عن بيت العجوز وهناك تركها, وفرحت العجوز بعودتها وكانت تخرج كل صباح لتلعب مع الفراشات وهى سعيدة ببيتها.
***
كلمة فى ودنك
خطأ يقع فيه معظم الأهالى عندما يعلمون أبنائهم أن البكاء ليس من الرجولة فالبكاء يعلمه الإحساس فاحرصوا على دعم إنسانيته.
يتمنى الكثير من الأهل أن يكبر الأبناء لتقل مسئوليتهم وفى سبيل ذلك يتعجلون إنهاء طفولة أبنائهم ويحرمونهم الاستمتاع بها.
إذا أردت طفلا رائعا ومثاليا فاحرص على أن تكون أنت هذا الأب فالانشغال عن الأبناء ورغبتنا أن يكونوا رائعين لا ينسجمان.
***
حصة تربية .. الحرية مسئولية
أنا حر أعمل اللي أنا عاوزه أنا حرة أكل اللي عاوزاه وألبس اللي عاوزاه أنا حرة فى اختيار أصدقائى عبارة تتكرر كثيرا على ألسنة أولادنا قبل أمور كثيرة يريدون فعلها تسبب أزمة في علاقتنا معهم وقد تتحول لمشكلة تعانى منها الأم
وقبل أن تتطور الأمور بحثنا عند المتخصصين لنعرف كيف نربيهم على الحرية وحدودها ؟
عن ذلك تحدثت د.سعاد محمود، استشاري طب نفس الأطفال قائلة: المراحل الأولى فى تنشئة الطفل تحدد مفهومه عن الكثير من الأمور لذا يجب أن تتم بشكل واع من جانب الأهل وتربية الطفل على فكرة حرية اختيار ما يخصه من أمور تلعب دورا كبيرا فى تكوين شخصيته، بحيث يفهم أن الحرية لا تعنى الفوضى لكنها مسئولية ويجب قبل الإقدام على أى فعل أن نفكر فى أثره علينا وعلى المحيطين بنا، وعلى الأهل إدراك أن تكرار عبارة أنا حر من جانب الطفل تعنى رغبته في الاستقلال وأن هناك أمورا كثيرة تريده أسرته فعلها وهو لا يريد، فكثرة الضغوط على الطفل تجعله يعاند ويرفض تنفيذ ما يطلب منه وهنا على الأهل عدم مواجهته بالصراخ لأن هذا يرسخ عناده ومفهومه الخاطئ عن الحرية فى كونها يجب أن تكون بلا تفكير فى الآخرين، فالحوار الهادئ ومنحه الفرصة ليجرب بعض الأشياء بما لا يضره ستساعد في تقليل استخدام الكلمة فمثلا عندما يخبر والدته بعدم رغبته في تناول طعام وهو حر فيما يأكل عليها ألا تجبره أو تهدده بالعقاب إذا لم يأكل بل تتركه بعض الوقت وعندما يجوع تخبره أن هذا الطعام هو الموجود في البيت وعليه وبكامل حريته أن يأكله أو يظل جائعا لكن دون تهكم أو سخرية وبعد ذلك تتحدث معه أن الحرية ليست في صحته وعلى الأهل منح أنفسهم وأولادهم الفرصة دائما للحوار والاستماع لآرائهم فيما يحبونه ويكرهونه، فالطفل ليس تابعا لكنه كيان مستقل يحتاج تكوين خبراته وتجاربه الخاصة، وكلما شعر بحرية داخل أسرته امتنع عن ترديد عبارة أنا حر في أمور تضره.
وختمت حديثها مؤكدة أن الطفل ذكى وإذا تعاملنا معه على أن الحرية تعنى المسئولية فسيتعلم قبل اتخاذ أى قرار أن يفكر فى آثاره على الآخرين.
ساحة النقاش