حوار : أميرة إسماعيل

بكلمات مؤثرة ومشاعر يملؤها الفخر والاعتزاز كونها "أم الشهيد" تحدثت منال رضوان والدة الشهيد نقيب قوات مسلحة عماد الدين عبد الغنى عن ذكرياتها مع ابنها الذى استقبلت خبر استشهاده بين فرحة لنيله إحدى الحسنيين وبين حرقة قلبها لفراق أغلى أحبابها الذى لم تنس ذكراه واستعداده لإتمام زواجه لكن الشهادة أبت أن يستكمل فرحة مؤقتة ليكون عريسا فى الجنة تزفه الملائكة فتكون الفرحة الدائمة.

 

فى البداية تتحدث عن لمحة من حياة البطل الشهيد عماد الدين عبد الغنى فتقول: أنا لا أجد الكثير من الكلام لإعطاء ابنى حقه فقد كان بارا جدا بى ومليء بالحنية لكل من حوله، فالجميع يشهد له بالخلق الطيب وحب الخير للآخرين ولا أبالغ عندما أقول إنه كان "مثل الملاك فى الأرض" وذلك بسبب أفعالة الخيرية وإيمانه بواجبه تجاه بلده ولا أتذكر منه أى سوء، ومن أجمل ما أتذكره له حرصه على أداء فريضة الحج ليكمل ذكراه الطيبة بنيل الشهادة.

 

لحظة لا تنسى

بكلمات يغمرها الألم والحزن على فراق ابنها الحبيب تؤكد منال أن خبر استشهاد عماد نزل عليها كالصاعقة ولم تكن تستوعبه وقتها من شدة الحزن على فراقه وتقول: قبل استشهاد ابنى كان بيننا مكالمة تليفونية - كان يشعر وقتها أنه سينال الشهادة وأن الموت قد اقترب- وكان من المفترض أن يفطر معى فى أول يوم فى شهر رمضان لكنه لبى نداء وطنه وسافر إلى الواحات وهو نفس اليوم الذى نال فيه الشهادة ولا أستطيع أن أصف حالتى وقتها خاصة وأننى قد علمت الخبر من صفحات التواصل الاجتماعى لأن الجميع كانوا يخشون علي من إخبارى باستشهاد ابنى لأنها كانت صدمة قوية وشعور صعب وكأن قلبى تمزق وقتها ولم أعرف ماذا أفعل، لكنى بعدما تماسكت أصبحت أردد "إذا لم يكن عماد ابنى يبقى شهيدا وتبقى مكانته عظيمة عند ربنا وعند الناس يبقى مين يستحق هذا التكريم.. فهو ابنى الطيب الخلوق والذى أدى واجبه على أكمل وجه، لأنه خدم بلده بحق ويقين المدافع عن قوى الشر وأنا على يقين أنه فى مكان أفضل وأنه يستحق تلك المكانة وتلك الشهادة".

 

كيف تحيين ذكرى الشهيد الطيبة؟

أنا لا أنساه أبدا فروحه الطاهرة لا تفارقنى، ودائما أتذكره بالدعاء وزيارة قبره، وللعلم ابنى الشهيد كان خاطبا وكان ينوى الزواج بعد اتمام مهام عمله - وقد قمت بالفعل بتجهيز شقته كما لو كان موجودا تماما لأننى دائما ما ىشعر به وأراه أمامى - لكن الله اختاره ليكون من الشهداء الأبرار ويكون عريسا فى الجنة إن شاء الله لأنه يستحق كل خير وأنا فخورة به وأتمنى أن يكون قدوة لغيره من شباب الوطن لأن مصر غالية وكلنا فداء لها.

 

فى ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو ما الكلمة التى توجهينها لشباب مصر؟

أقول لهم لولا الشباب الذين كانوا أصحاب "وقفة رجالة" لم يكن هناك أمان وأن كل شهيد ضحى بحياته من أجل أن نكون آمنين فى بيوتنا وأن نكون مطمئنين على أهالينا وأولادنا وأن هؤلاء الشهداء هم حماة الأرض والعرض، ويجب ألا ننساهم وأن نظل نتذكرهم ليكونوا قدوة ودافعا لأن نقدم كل غال من أجل بلدنا.

وأقول أيضا أن يوم 30 يونيو هو يوم مشهود.. يوم رجوع مصر لأهلها.. وعودة الحق لأصحابه.

المصدر: حوار : أميرة إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 509 مشاهدة
نشرت فى 1 يوليو 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,922,089

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز