بقلم : د. عبير عصام
تابعت عن كثب الجدل حول فكرة زواج البارت تايم ومن قبله الزواج المؤقت اللذين لا يختلفان كثيرا سوى فى مسمياتهما، وهو ما دفعنى للتساؤل هل تزايد معدلات العنوسة - وإن كنت أعترض على المصطلح - وارتفاع معدلات الطلاق أباحت التعدى على الأسرة والتقليل من شأن الزواج الذى أسماه الله فى كتابه الميثاق الغليظ؟
المثير للدهشة تأييد عدد ليس بقليل من النساء فكرة زواج البارت تايم وتعجبت كثيرا عندما سمعت مداخلة لإحدى السيدات بأحد البرامج التلفزيونية تروى نجاح تجربتها مع هذا النوع من الزواج الذى تقضى فيه بعض الوقت الذى لا يتجاوز ال 48 ساعة مع زوجها بينما يمكث أبناؤها لدى والدهم أو والدتها، وجلست أتساءل إذا كان الله جعل المودة والألفة أساس الزواج وجعل الرجل فيه لباسا للمرأة والأخرى للرجل كذلك فلم تقلل مثل هذه المرأة من شأنها وتتحول لنزوة، صحيح أن البعض يلجأ لهذا النوع من الزواج للتغلب على بعض الظروف الصعبة التي قد تواجه أيا من الرجل أو المرأة بعد الانفصال مع وجود أبناء مما يجعل كلا منهما فى أزمة حين يفكر فى الزواج مرة أخرى حيث لا تساعده ظروفه فى الارتباط مع وجود هؤلاء الأبناء، ولكن هذا لا يبرر للبعض الآخر اللجوء لمثل هذا النوع من الزواج تحت أي ظرف آخر كالتقدم فى العمر دون زواج بالنسبة للمرأة وغيرها من الأسباب، وأعتقد أننا إذا رجعنا لعاداتنا وتقاليدنا سنجد الكثير من الاعتراضات التى يواجه بها المجتمع مثل هذه الأنواع من الزيجات التي لم تكن معروفة فى مجتمعاتنا العربية من قبل والتي تعد فى رأيي بدعة ربما استوردها البعض من مجتمعات بعيدة بطبيعتها عنا، لذا أعتقد أن مثل هذه الزيجات الغريبة لن تلبث أن تختفى وسريعا.
ساحة النقاش