حوار: أماني ربيع
يوما تلو الآخر تثبت القيادة السياسية إيمانها القوي بدور المرأة في بناء الوطنمن خلال تقديم المزيد من الدعم للنساء في كافة المجالات، ومؤخرا تم تعيين مستشارات جدد بالنيابة الإدارية، كما أعلنت النيابة العامة قبول تعيين المرأة لأول مرة في تاريخها إعمالا لقرار المجلس الأعلى للهيئات القضائية،وترسيخا لمبدأ المساواة في الدستور، وبعيدا عن مجال القضاء، جاء القرار التاريخي بإنشاء وحدة مجمعة لحماية المرأة من العنف، تابعة لمجلس الوزراء، خطوة جديدة في تمكين المرأة والانتصار لها والحد من العنف الموجه ضدها، وضمان حقها في حياة تكفل لها كرامتها، وتقضي على أي انتهاكات قد تمس حقوقها.
وعن هذه الإنجازات والمكتسبات العديدة الأخرى التي قدمتها الدولة للمرأة خلال الفترة الماضية كان هذا الحوار مع مها مروان، مقرر المجلس القومي للمرأة فرع القاهرة.
فى البداية كيف استقبلت قرار تعيين نائبات جدد بالنيابة الإدارية وانتداب مستشارات بالنيابة العامة؟
أعتقد أن قرارات القيادة السياسية المصرية في تعيين المرأة بالنيابة الإدارية والعامة تاريخية، وتُحقق المساواة الكاملة للمرأة وتكفل لها حقها الدستوري في تبوأ المناصب القيادية، وهو أيضا تتويج لجهود ومثابرة الكثير من الكفاءات النسائية بالقضاء الإداري والنيابة العامة.
وكيف يؤثر ذلك على مكتسبات المرأة المصرية في مجال القضاء خاصة، والمرأة عموما من وجهة نظرك؟
يؤكد ذلك على ثقة القيادة السياسية بتميز هؤلاء المستشارات وتفانيهن في القيام بكل أعباء ومسئوليات هذه المناصب الحساسة، وهو أمر يعد مصدر فخر للمرأة المصرية عموما وليس في مجال القضاء فحسب، فهو دليل على إثباتها لجدارتها وكفاءتها في كل المهام التي توكل إليها في الدولة لتكون مساهما حقيقيا وفعالا في عملية التنمية.
هل ترين أن المرأة حصلت على المساواة الكاملة في كافة قطاعات الدولة، أم أن هناك قطاعاتما زالت بحاجة إلى المزيد من الوجوه النسائية؟
لا يمكن لأحد إنكار المكتسبات غير المسبوقة التي تحققت للنساء في ظل القيادة السياسية الحالية، فبعد عقود من التهميش نعيش عصرا ذهبيا ونسير بخطوات واسعة نحو الأفضل ولدينا تفاؤل كبير، وبالطبع نحن كنساء طموحات ونطمع في المزيد من التواجد النسائي في كل المناصب القيادية الممكنة.
وكيف تقرأين قرار رئاسة الوزراء بإنشاء وحدة مجمعة لحماية المرأة من العنف؟
حلم أصبح حقيقة، ودعم حقيقي للمرأة يحترم كرامتها وحقوقها، فهي جهة تتلقى الشكاوى والبلاغات المتعلقة بقضايا العنف ضد المرأة، وتوفر لها الدعم عبر تقديم كافة الخدمات القانونية والنفسية والاجتماعية والنفسية اللازمة لحل مشكلتها، في الماضي كانت المرأة مضطرة للسير في إجراءات كثيرة بين أكثر من جهة منها وزارة العدل والداخلية والمستشفيات، وغيرها من الإجراءات التي تدخلها في دوامة بلا جدوى، الآن أصبح كل ذلك في مكان واحد لضمان السرعة والإنجاز في جلب حقوق المعنفات، وتذليل كل العقبات أمامهن.
وما رأيك في جهود الدولة لحماية المرأة من العنف؟
نالت المرأة المصرية في ظل القيادة السياسية الحالية الكثير من حقوقها السياسية والتشريعية، ولا تزال الجهود في هذا السياق مستمرة، وترجمت الحكومة توجيهات الرئيس من أجل الحد من العنف ضدها، وفي مقدمتها الوحدة المجمعة لحماية المرأة من العنف، والتي توفر إقامة مؤقتة للضحايا خلال التحقيقات، وتفعيل الإستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة، والإستراتيجية الوطنية لمكافحة الزواج المبكر، وتأسيس اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث،هذا بخلاف التوعية المكثفة حول العنف ومكافحة ختان الإناث بكل المحافظات المصرية، وإنشاء وحدات مكافحة التحرش بالجامعات، ووحدات "المرأة الآمنة" بالمستشفيات الجامعية، بجانب تغليظِ عقوبتي ختان الإناث والتحرش الجنسي، والحبس والغرامات، والنص على عدم الكشف عن بيانات المجنى عليها في جرائم التحرش والعنف، وبفضل هذا أصبحت الفتيات أكثر وعيا بحقوقهن، وجرأة للمطالبة بها، في ظل دولة تحميهم وتحمي بياناتهم.
وما رأيك في دور الإعلام فيما يتعلق بالتوعية بقضايا العنف ضد المرأة؟
دور الإعلام مهم وحيوي للغاية، وهو أكثر الجهات المنوط بها عملية التوعية، لأنه يدخل كل بيت، ويخاطب كافة المستويات، وهو سلاح قوي لابد من تفعليه لمؤازرة جهود الدولة، وذلك عبر الوسائط المختلفة، من إذاعة وتلفزيونوحتى الدراما.
وما جهود المجلس القومي للمرأة لتوعية النساء بحقوقهن فيما يتعلق بالعنف وكيفية التعامل مع هذا النوع من الأزمات؟
هناك جهود كبيرة يقوم بها المجلس ولديناوحدة مناهضة العنف ضد المرأة بالمجلس ومكتب شكاوى المرأة، كما ننظم دورات تدريبية للأطباء ليتعلموا كيفية التعامل مع النساء المعنفات اللاتي يكن في حال نفسية صعبة، بخلاف الدور التوعوي لأن المجلس يقوم بالتدريب على كيفية التعامل مع الناس بمختلف مستوياتها مع متخصصين، وعندما نذهب في حملات طرق الأبواب يكون معنا الأطباء ومتخصصات من الأزهر والكنيسة ونتناقش مع الناس لإقناعهم بالمنطق والأدلة الدينية والطبية والعلمية، فيما يتعلق بقضايا مثل ختان الإناث.
وهل يوفر مكتب شكاوى المرأة بالمجلس ملجأ حقيقيا للنساء المعنفات أو اللاتي تواجهن مشكلات؟
مكتب الشكاوى متوفر لتلقي شكاوى النساء واستفساراتهن المختلفة طوال 24 ساعة، ويوفر محامين لمساعدة النساء بلا مقابل.
وما أنشطة فرع مجلس المرأة بالقاهرة مؤخرا، وماذا عن القضايا التي سيهتم بها خلال المرحلة القادمة؟
يتعامل المجلس مع القضايا المطروقة على الساحة، فنحن جزء مما يحدث بالبلد، وحاليا مستمرين في استخراج الأوراق الثبوتية وبطاقات الرقم القومي للنساء، والكثير من النساء لا يدركن أهمية هذه البطاقات، فهي ليست لإثبات الهوية فحسب، ونقول للنساء خلال هذه الحملات، البطاقة تساعدك في الحصول على حقك في التموين ومعاش تكافل وكرامة، ونذهب إليهن في منازلهن، حتى نوفر عليهن المجهود والإجراءات.
ومستمرين في حملات التوعية بأهمية تلقي تطعيمات كورونا، والاستمرار في اتباع الإجراءات الوقائية اللازمة، كذلك التوعية بخطورة المشكلة السكانية، وهي من أهم القضايا التي نعمل عليها حاليا، في ظل الزيادة الهائلة والمستمرةالتي تؤثر على موارد الدولة، كما نظم المجلس القومي للمرأةدورة تدريبية للمقررات والمقررات المناوبات، بعنوان "المرأة المصرية..صانعة السلام"للتوعية والتدريب على التعامل مع العديد من القضايا، مثل المشكلة السكانية، والعنف والإرهاب، وكيفية التعامل مع أبنائنا وحمايتهم من الانجذاب للفكر الإرهابي، وإنقاذهم من الوقوع فريسةللأفكار المتطرفة، ومعرفة المؤشرات التي تظهر أن الأبناء يسيرون في اتجاه اتباع الأفكار الإرهابية وكيف تنقذيهم، وكذلكمعرفة الفرق بين العنف والتطرف والإرهاب.
وكيف ترين مستقبل المرأة المصرية؟
في ظل القيادة السياسية الحالية المرأة تعيش أزهى عصورها، وحققت إنجازات غير مسبوقة في كافة المجالات، وحتى في مؤتمر الرئيس حول حقوق الإنسان مؤخراكانت حقوق المرأة في مقدمة حديثه، نحن تحت قيادةسياسيةتقدر المرأةوتهتم بكرامتها وتثق في إمكانياتها وأهمية دورها في بناء الوطن.
ساحة النقاش