كتبت : هايدى زكى
أحيانا يكون علينا الاختيار هل نتمسك بما نريده أم علينا التضحية من أجل الأسرة، ورغم صعوبة الموقف لكن علينا اتخاذ القرار وهنا يبقى السؤال متى ولمن تكون التضحية؟
البداية مع هبة محمد، حاصلة على بكالوريوس تجارةوالتي تحكي لنا ما قامت به من تضحية من أجلوالدهالأنه رفض زميلها الذي تقدم لخطبتها بسبب إمكانياته ومستواه الاجتماعى، وانتهت العلاقةوضحت باختيارها الذي يمثلأغلى حب فى حياتها من أجلإسعادعائلتهابالارتباطبشخص آخر.
أما أحمد الزينى،حاصل على بكالوريوس إعلام فيقول: لقد أجلت دراستى الجامعية عامين بسبب سفر العائلة للخارج ورفض أبى رجوع فرد بدون باقى العائلة، وكان أخى لايزال يدرس فانتظرت حتى انتهى من دراسته والتحقنا بالجامعة فى نفس العام رغم فارق السن بيننا مضحيا بسنتين من عمري من أجل أسرتي.
وترى ابتهال الحسينى، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية التربية أن التضحية ليست فقد فقدان الأشخاص والأشياء لكنها أيضا في المشاعر كأن يضحى الفرد براحة البال ويتحمل صديقه رغم العيوب بسبب العشرة والمحبة لكن للأسف قد يؤدي هذا السلوك إلى الشعور بالضغط المتزايد والإرهاق من علاقة متعبة.
ولعبد الرحمن محمد، 26 عاما، موظف رأي مخالف ويذكرأن التضحية كلمة فى غاية الصعوبة وتحتاج إلى تفكير عميق وقوة من صاحبها، لكن هناك الكثير يطلق على أبسط الأشياء تضحية ولا يفرق بينها وبين الأمور التى تعتبر واجبا عليه.
صاحب القرار
تؤكد وفاء الشاطر،خبيرة التنمية البشرية على ضرورةالتفرقة بين التضحيات والواجبات فهناك خيط رفيع يفصل بينهما ولا يتم الفصل إلابإدراك كل شخص ما عليه تجاه نفسه وعائلته وأصدقائهوغيرهم، فكثيرا ما تتردد مقولة"أنا ضحيت عشانك، أنا فعلت لك كذا وكذا"،واتهام الطرف الآخر بنكران الجميل الدائم وعدم إدراك الشخص بأن ما يفعله هو واجب عليه تجاه الطرف الآخر وليس فضلا منه،ولا يوجد قواعد أساسية وعنوان واضح للتضحية، فباختلاف شخصياتنا والطباع تختلف المسميات والدرجات لذلك علينا التفكير بماذا سنضحى؟ومن أجل ماذا ولماذا؟ وهل أنت شخص قادر على ذلك وتتمتع بالقوة النفسية والجسدية لمواجهة الأمر؟ وهل يتطلب الأمرذلك أم يمكن الاستعانة بوسائل أخرى للمرور بالأزمة بسلام دون وقوع خسائر؟
وتضيف:إن التضحية تقع على الأشياء الثمينة فى حياتنا لكن هى فى آخرالأمر اختيار مناقد يكون خارجا عن إرادتنا بسبب ظروف ومواقف نمر بها فيطلق عليها اختيار إجبارى، وأحيانا تكون بوعى وإرادةرغم وجود البديل لكن هناك إصرارعليها،فمثلا التضحية من أجل الوطن هناك شخصيات تدفع حياتها باختيارها لوطنها،وعلى ذلك فالشخص المضحى قد يكون إنسانا قويا يفعل ما لا يستطيع غيره فعله،وأحيانا أخرى يكون ضعيفا قليل الحيلة يشعر دائما بأنه مجنى عليه، لذلك لابد من الآخرين المساعدة ومواجهة الأمر،فالمضحى شخصية متعبة ومرهقة نفسيا لصاحبها ولمن حولها،وإذا كانت بغير حساب انقلبت على صاحبها وحولته لشخص محبط يشعر باليأس، وفي النهاية على كل شخص أن يعلم أن الحياة مليئة بالتضحيات وأن ما نريده ونتمناه لن يأتى بدون ذلك وأنت من تختار بما ستضحى ولماذا وكيف ومتى ولا تترك لأحد غيرك أن يتسبب فى إحباطك والاختيار لك فأنت صاحب القرار.
ساحة النقاش