إشراف: إيمان عبدالرحمن - سمر عيد - أميرة إسماعيل - نهى عبدالعزيز - جلال الغندور- أمانى ربيع - هدى إسماعيل
دائما ما نبحث عن الشخص المناسب الذى نجد معه الحب والاحتواء وذلك لأننا تعودنا وتشبعنا من الحب مع أسرتنا أو لأنناللأسف نبحث عما افتقدناه مع أبائنا وأمهاتنا،فكيف نربى أبناءنا بطريقة صحية وسليمة مليئة بالحب والحنان حتى يصبحوا أشخاصا أسوياء ولا يقعوا ضحية لاختيار شريك الحياة الخاطئ؟
البداية مع سناء عادل، موظفة وتقول: تربيت بطريقة قاسية، كان والداي يرى أن هذه التربية السبيل لتربيتناعلى الأخلاق، ولذلك فقد ارتبطت بزميلي لأنني وجدت منه الاهتمام والحب المفقودين، ورغم أنه "ابن امه" ولا يتصرف فىشيءإلا بمساعدتها، فقد عانيت كثيرا معه لأنني في حاجة إليه لكنني لم أحتمل هذا لأننيأريد رجلا يتحمل المسئولية ففضلت الابتعاد لكن بعد أن ندمتعلى الوقت الذي قضيته معه.
"الشخص غير المتزن نفسيا لا يصلح زوجا سويا" هذا هو رأى مها عبدالله،طبيبة، وتقول: على الوالدين الاهتمام بتربية أبنائهما بطريقة صحية ليكونوا شركاء فى الحياة بطريقة سوية وسليمة دون تعقيدات أو عدم اتزان، فقد ارتبطت أختىبشخص متحكم عزلها عن العالم من حولها ورغم حبها له انفصلت عنه لأننا تربينا على الحب ولم تجد صعوبة في الابتعاد عنه.
وتقول سمر محمود،ربة منزل:إعطاء الأبناء الحب والاهتمام ومتابعتهم بشكل منتظم بعيدا عنالمراقبة سيجعل منهم جيلاناجحا وقادرا على الاختيار السليم ولن يقع ضحية لاختيار فاشل.
التربية السليمة
يقول د. حسن الخولى،أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس:إنالتنشئة الاجتماعية السليمة هى الأساس فى تكوين جهاز القيم والسلوكيات الصحيحة وإدراك المقبول والمرفوض اجتماعيا،بالإضافةإلى تشكيل ضميره الشخصى والأخلاقي ورؤيته للحياة وكل هذا يتوقف على الأسلوب والتربية التى تلقاها الابن منذ الصغر وحتى المراهقة وصولا إلىمرحلة النضج واختيار شريك حياتهم المناسب، وهنا نجد أنه إذا كان الابن قد تلقى من الحب والاهتمام وغرس المفاهيم التى على أساسها يتم اختيار شريك الحياة المناسب، سنجد أن اختياراته تظهر نتيجة لكل القيم المخزونة لديه، أما إذا كان أسلوب التربية خاطئا فسنجد من يعلى قيمة المال مثلا على باقى مواصفات شريك الحياة ولا يهتم بالجانب الأخلاقيأو التوافق فى المستوى الاجتماعى وهو ما يجعل هذا الاختيار خاطئا ولا يستمر لأنه مبنى على قيمة "المال والثروة" أو التركيز على قيمة معينة تضغى على باقى القيم وهذا خاطئ.
التربية النفسية للطفل
"لا يوجد أب وأم بيقصروافى تلبية احتياجات أبنائهم ولكن المشكلة تكمن فى الاهتمام باحتياجاتهم الجسدية والنفسية" هذا ما بدأ به د. على القط،استشارى الطب النفسى وطب نفس الأطفال والمراهقين حديثه، ويوضح أنهذا القصور نتيجة عدم ثقافتنا أو إدراكنا الكافي بأهمية الجانب النفسى والاهتمام بنفسية الطفل وهى من الموضوعات المهمة التى تؤثر على الطفل مستقبلا.
ويقول: يجب أن نحب أبناءنا حبا غير مشروط وأن نحرص على أنيفهم الطفل أننا نحبه دائما وأن النقد أو الرفض يكون لسلوكياته الخاطئة فقط، وهناك أيضا بعض الآباء الذين يتبعون أسلوب القسوة الزائدة أوالتهديد ليتربى الطفل على مبدأ الخوفما يكون لديه إحساس بالذنب من أيعمل يقوم به لتكون النتيجة شخصية انطوائية أو عدوانية وفى حالة الارتباط ستكون العلاقة غير سوية وغير ناجحة لأنه سيكون "الجانى" على شريك حياته ولن تكتمل هذه العلاقة، لذا أنصح الآباء بالتعامل بنضج وحب مع أبنائهم وأن يتواصلا معهم بطريقة المشاعر أولا قبل استعمال العقل والمنطق لأن هذا سيجعله إيجابي مع شريك حياته ويتفاهم معه بشكل أفضل، وأن يكون هناك وسطية فى التعامل.
أهمية الحب
تقول هاجر مرعى، خبيرة العلاقات الأسرية واستشارى الصحة النفسية:يعتقد بعض الآباء أن العاطفة من الممكن أن تفسد أخلاق أبنائهم، وأحيانا أيضا يزيدوا من العاطفة حتى تصبح دلعازائداوالحقيقةأن التربية ميزان الذهب الدقيق، ويجب أن يكون كل شىء دقيق وموجود فى الوقت المناسب، ويعد الإشباع العاطفى بمدح إيجابيات الطفل ورفع تقديره لذاته ورفع النقد واللوم عن كل تصرفاته علاجاقويا وسريعا، فالأسرة غالبا لا تدرك أن ذكاء الأطفال يتأثر بمعدل الاحتواء، والأمر لا يتوقف عند هذا الحد فالمستقبل يتأثر بتواصل هذا الطفل مع أبنائه فيشعر عندما يصير زوجا أنه لا يملك ما يقدمه من حب أو احتواء، كما أن إظهارالمودة بين الوالدين أمام الأبناء يجعلهم يختاروا شريك حياة دون الحاجة إلى إشباع ما هو مفقود فىالأسرة، لذا على الأبوين أن يدركا أن كل تصرفاتهما حتى على علاقاتهما مع الأسرةالكبيرة هى دروس وقيم وأفكار تغرس فى جيل سيقوم فى يوم من الأيام ببناء جيل آخر.
الاستثمار الحقيقى فى الأبناء
تقول راندا الطحان،أخصائى علم الاجتماع والصحة النفسية: إن الاستثمار الحقيقي يكون في الأبناء والذى ينعكس نجاحهم في الحياة العمليةوالعلمية، ولكي نساعد على تقوية وبناء شخصية أولادنا علينا أننهتم بهم وذلك بالاستماع لمشاكلهم ومشاعرهم والحديث عن كيفية حلوله، وعلى الآباء أن يكون لهم دور في التربية ويكونوا مقربين من أولادهم مع مراعاة التطورات والتغيرات المجتمعية في أصول التربية حتى يتماشوا مع طبيعة فكر أولادهم، فكل جيل مختلف في آليات التربية، ومن السلوكيات التي تنعكس بالسلب على الأبناءنعت الابن بصفة سيئة لأنها ستظل في عقله طوال عمره وتنعكس على شخصيته وتكون حاجزا في نجاح علاقاته الاجتماعيةأو الشخصية.
ساحة النقاش