كتبت : سكينة السادات

يا بنت بلدى ما زلت أنصح أولادنا وبناتنا بالاستماع والأخذ بآراء الآباء والأمهات وما زلت وسأظل أقول إن الشخصين الوحيدين فى هذه الدنيا اللذين يفضلان مصلحتك ويقبلان أن تكون أفضل منهما فى كل شىء بسماحة وصدق هما الأب والأم، لكن هذا لا يمنع من أن هناك مواقفا فردية قد يدخل فيها عنصر المال أو الجاه أو الخلاف المتأصل بينهما وبين طرف آخر تفضله أنت فيكون الإصرار على الرفض مهما تدخلت أيه عناصر مؤثرة فى الموضوع، على سبيل المثال قد لا تعرف البنت شيئا عن خلاف قديم بين أسرة والدها وبين أسرة الشاب الذى أحبته وتمنته زوجا! ويكون الرفض من والدها بالطبع ولا شىء يقنع الأسرتين أن (ما فات قد مات) وأننا أولاد النهاردة! أو يكون والدها مرتبطا بشراكة مع أحد الأصدقاء ويفضل زواج ابنته من ابن شريكه تدعيما للشراكة بين الأسرتين مثلا أو يكون الرفض -مثلا مثلا- لعيب فى شخصية الأب نفسه وفى تفكيره وحكمه على الأمور فيرفض زواج ابنته  ممن تريده رفضا تاماً!

لكنه حكاية اليوم تدعونا إلى سماع كلام الأبوين فهما فى الأعم والأكثر على حق يتمنيان مصلحة الابنة والابن وقليلا ما نجد حالات رفض بدون مبرر معقول ولكن هل عين المحب ترى فى الحبيب أى عيب؟ لا والله، وكما يقولون فإن الحب أعمى رغم أن هذه المقولة لا تكون صحيحة أحيانا!

قارئى الشابة الجميلة وفاء (32سنة) قالت لى وهى تمسح الدموع المسابة من عينيها بصفة مستمرة!

أحكى لك يا سيدتى حكايتى من الألف إلى الياء حتى ................. لماذا أنا (صعبانة على نفسى) لدرجة أن الدموع أصبحت لا تفارقنى كلما اختليت بنفسى أو خطرت حكاية عمرى على ذهنى، وكنت قبل ذلك لا أعرف البكاء إلا فيما ندر.

نشأت فى أسرة محترمة الوالد المحب لأسرته لكنه لا يبدي لهم إلا الحزم والصرامة وشدة التمسك بالتقاليد والأصول، وكان بيتنا دائما وأبداً هادئاً نظيفاً كل شىء فى مكانه بدقة وكل شىء يجرى وفى زمانه المحدد عقبى أن الطعام له مواعيد وبالطبع الصلوات مقدسة فى مواعيدها إلا للضرورة القصوى، والنوم له مواعيد رغم أننا كنا ستة إخوة وأخوات بين كل واحد والثانى عامين أو ثلاثة على الأكثر ولكن لأن أوامر أبى كانت صارمة وعقابه رادعا كأن يخاصم البيت كله من أخطأ عن عمد أما من يخطئ بالصنعة أو لعدم معرفة فقد كان يعطيه الدرس وينذره بأن تكرار الخطأ ينذر بعواقب وخيمة!

لكن كل هذا كان فى إطار من الحب والحرص والكرم الشديد من والدى الذى كان يتفاخر بأن أولاده يرتدون أشيك الملابس ويأكلون أفخر الأطعمة، فقد كان والدى ميسور الحال يمتلك عدة شركات تجارية ناجحة فى محافظتنا الساحلية الجميلة أصلا! أما والدتى فقد كانت مثال الزوجة المحبة الطيبة التى تتفانى فى حب وخدمة زوجها وأولادها، وبعد سنوات الدراسة كان أبى يتفاخر أيضاً بأننا جميعاً حصلنا على تعليم جامعى فى أحسن جامعات الدولة وصار من بيتنا خريج التجارة وحصلت على ليسانس الآداب ثم عينت مدرسة فى إحدى المدارس الخاصة!

واستطردت قارئتى وفاء.. حتى الآن لم أدخل فى موضوعى وهو أننى أثناء دراستى الجامعية ارتبطت بقصة حب جميلة مع زميل بالجامعة يسبقنى بثلاث سنوات دراسية وأكبر منى سنا بحوالى خمس سنوات! وطبعاً لم يعرف أحد بالحكاية  لشدة خوفى من أبى وحرصه البالغ علينا جميعا ولم أصارح أمى لأنها لا تخفى شيئا عن أبى خاصة فيما يخص أولاده، ولم أر فى سامح إلا كل جميل ورائع فيما عدا أنه كان يحب صنف النساء وله الكثيرات من الصديقات، وكان يقسم لى أنها مجرد صداقات لا علاقة لها بالحب الذى يكنه لى أنا وحدى! وعشت قصة حب رائعة وشريفة وطاهرة كان يعرفها كل الزملاء والزميلات، باختصار تقدم إلى أبى طالبا الزواج منى ولم يجد أى ترحيب من والدى، وسألت أبى عن سبب عدم ترحيبه به ففوجئت به يقول لى أنه سأل عنه وعرف أنه (بصباص) وكل يوم مع واحدة شكل (فضلا عن أن خاله شقيق أمه نصاب كبير نصب على ناس كثيرين وله قضايا كثيرة، وقال إنه لن يوافق على سامح لأن كله عيوب! حاولت أن أدافع عنه بلا فائدة الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية!

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 627 مشاهدة
نشرت فى 10 مارس 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,858,263

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز