بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا شروق كانت تتحدث مع جدتها عن رواية قرأتها للكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستي عن طبيب دارت حوله الشائعات بشدة في قريته بعد وفاة زوجته متهمين إياه بأنه وضع لها السم لينهي حياتها ويتزوج من مساعدته.
وقد قامت التحريات على تتبع مصدر الشائعة ليتضح في النهاية أن أول من أطلقها كانت الخادمة، والمفاجأة أنها هي القاتلة.
ابتسمت لها الجدة مشيدة بالكاتبة التي تناولت نقطة مهمة وهي ترويج الشائعات، ففي الغالب من يقوم بهذا العمل الدنيء هو مجرم أو شخص غير سوي ويحاول بكل الطرق أن يسقط ما به من مركبات نقص على من حوله، فهو ينتقم منهم ويلوث سمعتهم بأسلوب خبيث يعتمد على إطلاق حكاية وهمية قد يكون بها بعض الجوانب القابلة للتصديق وفقا للحبكة التي تحكى بها الشائعة والتي سرعان ما تنتشر كالنار في الهشيم معتمدة على الجماعة التي تم إطلاق الاتهامات وسطها.
وللأسف هناك كثيرون يرددون مثل هذه الحكايات دون تفكير والنتيجة دائما سيئة.
مع أن لو كل شخص استخدم عقله وفكر فيما يقال له وما هو مصدره ولا يردد أي كلام دون أن يكون واثقا منه وقتها ستختفي مثل هذه السخافات من حياتنا التي من الممكن أن تكون ضحيتها في أي وقت، فمن يستخدمك لترويج حكايات لإيذاء آخرين من السهل جدا أن يستخد الآخرين للنيل منك.
أكملت شروق كلامها مشيرة إلى أن أسوأ أنواع الشائعات هي التي يطلقها البعض على أشخاص قد رحلوا عن عالمنا، وبدلا من الدعاء لهم بالرحمة أو التحدث عن محاسنهم يطلقون حكايات حقيرة عنهم مستغلين أنهم لن يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم.
ساحة النقاش