أعد الملف : أميرة اسماعيل - سمر عيد – هايدى زكى- أسماء صقر – محمد عبد العال – نهى عبد العزيز
تصوير : ابراهيم بشير
إذا كانت الإجازة الصيفية تمثل للأبناء فرصة للانطلاق والترفيه وقضاء أوقات سعيدة خاصة خلال فترة التصييف، فكيف يمكن الاستفادة منها لكل من الأم وأبنائها؟ وهل السهر طوال الليل والنوم خلال النهار عادة صحية خلالها؟ وكيف يمكن الاستفادة من استخدام الأبناء –شبه المستمر- لشبكة الانترنت خلال تلك الأشهر؟ وهل يمكن استغلالها فى الاستعداد للعام الدراسى الجديد؟ والأهم كيف تتخلص المرأة من أعبائها الأسرية خلال أشهر الصيف؟
تساؤلات عديدة طرحتها "حواء" على د. وليد هندي استشاري الصحة النفسية، لتقدم لقارئاتها إجابات على العديد من التساؤلات التى تدور بأذهانهن حول الإجازة الصيفية، والنصائح الذهبية لقضاء إجازة مثالية
- فى الوقت الذى يعتبر الكثير الإجازة الصيفية متنفسا وفرصة للتخلص من الضغوط النفسة والالتزامات الأسرية تجدها بعض الأمهات عبئا إضافيا عليهن، فكيف تفسر ذلك؟
مما لا شك فيه أن تلك المشكلة تواجه الكثير من الأمهات حيث تنتظر الأم الإجازة الصيفية من العام إلى العام لتنفض عنها عناء المذاكرة للأبناء ومتابعة دروسهم لكنها تفاجأ بأنها لم تحظ فى تلك الفترة بالراحة المنشودة بل تضاعفت عليها المسئوليات نتيجة التغيرات التى طرأت على الأبناء فى ساعات النوم حيث يقضونأوقاتهم أمام شاشة التلفاز أو الكمبيوتر ما يتطلب منها متابعة ومراقبة أبوية لأنشطتهم عبر شبكة الانترنت خاصة وأن ساعات استيقاظهم قد تكون طوال الليل فى الوقت الذى تضطر فيه للنوم لمباشرة عملها فى الصباح أو القيام بمهامها المنزلية التى تتضاعف نتيجة تواجدهم المستمر فى المنزل، وعند التوجه إلى إحدى المدن الساحلية لقضاء عدة أيام تجد الأم جميع أفراد الأسرة يستمتعون بأوقاتهم بينما تنشغل بتجهيز الطعام والاعتناء بالأبناء فكل هذه الأعباء تجعل الكثيراتيكرهن الإجازة الصيفية ويشعرن أنها عبئ مادي ونفسي عليهن.
- وكيف يمكن لهؤلاء الأمهات الاستفادة من الإجازة الصيفية فى الترفيه عن النفس والتخلص من هذه الأعباء والمسئوليات؟
تقسيم وقت الإجازة والتنظيم يمكن أن يرضي الأمهات والأطفال معا،بمعنى أن نخصص وقتا في الإجازة للراحة والنوم،واللعب،وممارسة الهوايات،وتنمية المهارات، كما يجباستغلال الإجازة في تقوية الروابط الأسرية بين أفراد الأسرة والتحدث في مشاكلنا معا والتقرب من أطفالنا،ويمكننا استغلالها في تنمية ذكاء الأطفال والأداء الحركي لهم من خلال ممارسة رياضة محببة إليهمفي أحد النوادي، بجانب تنمية الحس الجمالي لديهم وذلك باصطحابهم إلى الحدائق والشواطئ والمتاحف.
- تجبر بعض الأمهات أبنائهن على البدء فى مذاكرة المقررات الدراسية للسنة الدراسية التى سينتقلون إليها، فكيف يؤثر ذلك على الطفل نفسيا؟
من غير المنطقي أن أكبل الطفل في الإجازة أيضا وأجبره على مذاكرة مواد السنة المقبلة لأن فترة الإجازة خصصت لتخليص الطفل من الضغط النفسي والعصبي الذي يقع على عاتقه نتيجة الدراسة،ولو لم يحصل الطفل على وقت للعب والانطلاقيجهد نفسيا وعصبيا،وقد أثبتت تجربة علمية أجرين بلندن على 12 ألف شخص أن من يحصلون على إجازة سنوية ويستمتعون بها تقل إصابتهم بالسرطان بنسبة 20% عمن لا يحصلون على إجازة سنوية،ولا مانع مطلقا من تنمية مهارات الطفل من خلال تعلم لغة جديدة لمدة شهر واحد في الإجازة مثلا،أو تشجعيه على الاستذكار قبل الدراسة بشهر فقط،لكن لا ينبغي أن أثقل ذهن ونفسية الطفل في الإجازة بالمواد الدراسية.
- السهر طوال الليل والنوم طوال النهار عادة أبنائنا خلال الإجازة، فهل لذلك أضرار صحية ونفسية عليهم؟
بعد انتهاء العام الدراسي وفترة الامتحانات من المهم جدا ترك الطفل لمدة أسبوع أو أسبوعين كي ينام وقتما يشاء،لأنه منهك ومتعب بعد سنة دراسية طويلة،لكن بعد حصوله على قسط كاف من الاسترخاء والنوم لابد أن أشجعه على الاستيقاظ مبكرا وممارسة رياضة الركض أو المشي أو السباحة أو الذهاب للنادي الصحي لأن العقل السليم في الجسم السليم،ولا ينبغي أن أسمح له أن يقلب الليل نهار والنهار ليل لأن هذا من شأنه أن يؤثر على صحته ويجعله يسهر لساعات طويلة الأمر الذي يؤثر على جهازه العصبي ويزعج باقي أفراد الأسرة خاصة الأم والأب ويؤثر على تركيزهما في عملهما وانفعالاتهما ويسبب مشكلات كثيرة بالمنزل.
- بعض الأمهات يتركن الأطفال يلعبون على الانترنت لفترات طويلة في فترة الإجازة الصيفية كي لا يسببواإزعاجا لهن فمامدى خطورة ترك الطفل يلعب على الانترنت لفترات طويلة؟
هذه كارثة بكل المقاييس لأن إدمان ألعاب الانترنت كالمخدرات وله آثار بيولوجية ونفسية كثيرة،ومن أهم مساوئه أنه يصيب الجسم بالخمول والكسل والأرق وآلام العضلات والعظام والظهر وتشوه القوام ويفصل الإنسان عن الواقع ويفقده الشعور بإنسانيتهويؤدي إلى انفصام الشخصية والعصبية المفرطة كما يؤدي إلى الانشغال العقلي وتشتت الذهن والتأخر الدراسي،والرهاب الاجتماعي وعدم التفاعل الإنساني وزيادة الخوف الاجتماعي والعزلة وقلة الأداء الحركي وهو أحد المسببات المهمة لاضطراب النفس الحركي، بجانب أنه ينمي الصراع والعنف لدى الطفل لأن أغلبية ألعاب الانترنت مبنية على الصراع والمنافسة وليست على التفاعل والتعاون والاندماج،لذا لا ينبغي مطلقا ترك الطفل على شبكة الانترنت أكثر من ساعتين يوميا.
- أخيرا مانصائحك للاستفادة من وقت الإجازة وقضائها بسعادة؟
لابد أن نتحدث مع أطفالنا كثيرا ونكتشف هواياتهم وشخصياتهم ونعالج مشاكلهم، وينبغي أن نعيد تجمع الأسرة على الغذاء والعشاء أو نجلس معا كي نشاهد فيلما سينمائيا أو مسرحية ونتبادل أطراف الحديث،كما يمكن تشجيعالطفل على تربية حيوان أليف في المنزل أو إحدى النباتات لأن ذلك من شأنه أن ينمي في نفسه الإنسانية والشفقة والرحمة ويربطه بالواقع، وزيارة أصدقائه وأقاربه لتقوية صلة الرحم وجعله شخصامؤثرا اجتماعيا، وتشجعيه على ممارسة هوايته ورياضته المفضلة، ولتعميق الشعور بالانتماء فى نفس الطفل يمكن اصطحابه إلى متحف أثري أو مكان تاريخى يوفر له الترفيه والتثقيف.
ساحة النقاش