بقلم : إبراهيم شارود

لعيد الأضحى المبارك مكانة كبيرة عند الأمة الإسلامية نظرا لأنه يأتى بعد أداء فريضة الحج، ومن الشخصيات النسائية التى يذكرها التاريخ ويسجل القرآن دورها فى هذه الأيام؛ هاجر أم العرب, فهى أم النبي إسماعيل أكبر أولاد النبي إبراهيم الذي من نسله سيدنامُحَمَد بن عَبْد الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين.

كانت هاجر إحدى الأميرات المصريات، ولكن حدث أن أغار عليهم أحد الغُزاة فأصبحت أسيرة عندهم، ولما ذهب إبراهيم إلى الأراضي المِصرية كان هُناك أحد الملوك الطُغاة, فلما رأى أحد أعوانه السيدة سارة ذهب إليه وقال له: هناك رجل معه امرأة من أحسن النساء، فأرسل الملك هذا إلى النبي إبراهيم وسأله عن السيدة سارة فقال: أختي، وبعدها ذهب إلى السيدة سارة فقال: يا سارة ليس على وجه الأرض من مؤمن غيري وغيرك، وإنَّ هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني، فأرسل الملك إلى السيدة سارة, فلما أخذ يتناولها بيده شلت يده، فقال: ادعي الله لي ولا أضرك، فدعت له فعاد سليمًا،فحاول أن يتناولها مرة أخرى، فحدث أنه أُخِذَ مرة أُخرى وطلب منها أن تدعو له، ففعلت، فتركها وشأنها وأعطاها السيدة هاجر.

ذهبت السيدة سارة إلى النبي إبراهيم ومعها هاجر ثم رحلوا إلى بيت المقدس، فأخبرت السيدة سارة النبي إبراهيم أن يتزوج هاجر حتى يرزقه الله بولد, فتزوجها وأنجبت له نبي الله إسماعيل عليه السلام، بعدها أوحى الله إلى النبي إبراهيم عليه السلام أن ينتقل بزوجته وابنه إلى مكة المكرمة حيث يوجد بيت الله المُحرم, فتركها في مكان فوق زمزم في أعلى المسجد وترك لهما بعض الزاد من التمر والماء, ثم عاد النبي إبراهيم وتركهما, فتتبعته السيدة هاجر وسألته لما تركها وابنها هُنا, فسألته هل أمرك ربك بهذا؟ فقال لها: نعم، فقالت:إذًا لن يضيعنا الله، وبعد أن سار النبي إبراهيم قليلًا دعا لهما قائلًا: "رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ".

وبعد أن نفذ الماء أخذت تبحث عنه في المكان، فذهبت إلى جبل الصفا فلم تجد أحدًا, وبعدها ذهبت إلى جبل المروة, ففعلت هكذا سبع مرات, ولذلك كان السعي بين الصفا والمروة أحد أركان الحج والعمرة في الإسلام, وبعد ذلك أرسل الله مَلَكًا ففجر لهما عين زمزم, فأخذت تغرف من الماء حتى شربت, وبعدها استقرت مع ولدها نبى الله إسماعيل عليه السلام في مكة مع قبيلة تُسمى جُرْهُم جاءت إلى مكة بعد أن رأوا الطير يدور على الماء فأدركوا وجود ماء في هذا المكان واستقروا فيه, وعاشت محنة أخرى فى حياتها عندما رأى نبى الله إبراهيم عليه السلام أنه يذبح ولدها إسماعيل عليه السلام فلم تعترض, فكانت وستظل أحسن مثلا للمرأة المصرية التى تصبر وتؤمن بالله وقدره وتجتاز المحن بكل صبر ويقين بالله, فعاشت كلمتها"إذا لن يضيعنا الله", دليل على قوة إيمانها بالله عز وجل ويقينها أن الفرج من عند الله, فبمناسبة هذه الأيام المباركة يجب علينا أن نتعلم من حياة أم العرب أن تربي كل أم مصرية أولادها على طاعة الله والإيمان بالله عز وجل واليقين بأن الفرج والنصر من عند الله حتى ينشأ أولادنا على التربية السليمة لتعاليم ديننا وينشأ جيل صالح لنفسه وأسرته والمجتمع.

المصدر: بقلم : إبراهيم شارود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 790 مشاهدة
نشرت فى 7 يوليو 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,455,787

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز