اشراف : أميرة إسماعيل - سماح موسى – شيماء أبو النصر – ابتسام اشرف – أمانى ربيع
الأخلاق عنوان الشعوب، وبها تقاس الحضارة والتقدم،وقول الشاعر"إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا" كفيل أن يشرح أهمية الأخلاق لدى الأفراد لبناء مجتمع سوى يقوم على مكارم الأخلاق ويقدس السلوكيات الطيبة.
"حواء" تحاور مدربة التنمية البشرية والخبير التربوىد. نفرتيتىأحمد للوقوف على أهمية الرجوع للقيم والمبادئ التى تربينا عليها فى الماضى، والأسباب وراء معاناة البعض من سلوكيات غير محبوبة والتى لا تشبه أخلاق المصريين.
فى البداية هل نعانى اختفاء القيموالمبادئ التى تربينا عليها؟ وإن كان فكيف نعود إليها من جديد؟
فى الحقيقة لا نستطيع أن نقول إن أخلاقنا وقيمنا قد اختفت تماما ولكنها أصبحت فى تدهور ونسبتها باتت قليلة، وهذا يعنى أن هناك أناس محترمة ولديها أخلاق وتعد قدوة حسنة للآخرينلكننا نعانى أيضا انتشار مفاهيم خاطئة وألفاظ غير لائقة ويساعدها فى ذلك سيطرة السوشيال ميديا والإعلام الذى يلعب دوراكبيرا فى التأثير على أخلاقياتنا عموما سواء الكبار أوالصغار، وحتى نعود مرة أخرى لأخلاقنا الحميدةواحترامنا لأنفسناوللآخرين لابد أن تكون البداية من الأسرة، وأن يبدأ الوالدان فى تربيةأبنائهمابطريقة صحيحة، فلا نهتم فقط بالمأكل والمشرب وارتداء الملابس الغالية لكن بتربية الأبناء بطريقة مهذبة وتعليمهماحترام الرأي الآخر والنقاش البناء بعيدا عن التعصب أو الصوت العالى، وأرى أن الكثير من الآباء بحاجة لدورات توعية حول كيفية التعامل بشكل جيد مع الأبناء لأن الجيل القادم يرتوى ويستسقى بنفس المفاهيم والسلوكيات التى يشاهدها فى الأسرة وبالتالى يجب أن نكون حريصين فى إعداد أب وأم محافظين على الأخلاق الحميدة ولديهم السلوكيات الإيجابية التى نتمنىأن نراها فى أبنائنا.
هل يعنى اختلاف الأجيالتباين طريقة التربية والمحافظة على القيم؟
بالطبع الأجيال تختلف، وترتب على ذلك أن هناك اختلافا فى التحكم فى أخلاقياتالجيلالحالىوسلوكياته، لقد تربينا قديما على الثواب والعقاب،وللأسف فى الوقت الحالىلا تستطيع أن تعاقب النشأ كما فى الماضى وذلك بحكم التطورالتكنولوجى الرهيب والذى جعل من العالم قرية صغيرة، وأحب أنأنوهإلى أن التربويات ودراسات علم النفس التى تجرى فى الخارج لا تصلح لتطبيقها على أبنائنا فى الداخل لأن هناك اختلافا فى الثقافات والموروثات،وإذا حدث ذلك فلا شك أننا سنعانى خللافي القيم والأخلاق.
كيف نغرس القيم والأخلاق فى نفوس أبنائنا من جديد؟
إذا أردنا أننزرع القيم والأخلاق الحميدة فى نفوس أبنائنا علينا أن ندرك أن لكل منا له دور،فالمدرسة لها دور كبير بالإضافةإلى الجامعة وذلك من خلال القيام بالكثير من الندوات والأنشطة التثقيفية على مدار العام يقدم من خلالها للطلاب نماذجإيجابية وقدوة حسنة من شباب الجامعةأوالنماذج الناجحة ليحتذوا بها، كما أنللأسرة دورا،فلا ينبغى على الوالدين الكذب أمام أبنائهمبل يعلموهم الصدق والأمانة ويكونا لهم القدوة الحسنة فى أفعالهم وكلماتهم، وألا يشاهدوامنهما ما لا يحباأن يفعلوه،كما أندور الوالدين مع أبنائهماتراكميا وليس وليد اللحظة أو الموقف،وأتمنى أن يتثقف الآباء والأمهات حولكيفية تعليم الأبناءالاحترام والأخلاق وأهميتها فى حياتهم وبناء شخصيتهم، أما الإعلام فيجب علىالقائمين عليه التوعية المستمرة بأهمية البقاء على خصالنا ومبادئنا الطيبة، وأن يكون هناك مبادرات وأعمال فنية تحثهم على التمسك بالأخلاقوالمبادئ وتركز على النماذج الناجحة.
فى رأيك ما أكثر السلوكيات السلبية التى يجب التخلص منها؟
"الأنانية والتنمر" هما أكثر السلوكيات الخاطئة التى للأسف انتشرت مؤخرا ويجب التخلص منها،وأن نعلم أبناءنا أن أي سلوك خاطئ ليس له مبرر، وألا نتأخر عن نصح بعضنا البعض.
وكيف نعود أبناءنا على السلوكيات الحميدة؟
يأتى التعود بالاستمرار فى تعديل السلوك للأفضل ومتابعته، وكيفية التعامل بشكل محترم وتشجيعه على استخدام المفردات الجميلة مثل "شكرا .. وحضرتك"، وتقويمه من وقت لآخر فى حالةانجرافه ناحية السلوكيات السلبية أو استخدامه للألفاظالمرفوضة، وأن يكون هناك مساحة من الأب والأم لمتابعةأبنائهما والتحدث معهم بشكل دورى فى جو من الحب والود وليس بطريقة الأمر أو التعنيف الزائد.
ما دور المؤسسات المختلفة فى التوعية بأهمية العودة لمبادئنا؟
كل المؤسسات لابد أن تقوم بدورها فى التوعية مثل التربية والتعليم ووزارات الصحة والتضامن الاجتماعى والقوى العاملة والشباب والرياضة وكافة الوزارات، وهو ما طالب به سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المرحلة القادمة وهو أن تكون بداخل كل وزارة إدارة تنمية بشريةتعنىبسلوك الأفراد وضبطه وتقويمه.
هل أصبحت الأخلاق السلبية والسلوكيات المرفوضة عدوى تنتقل سريعا بيننا؟
بالفعل يتأثر الجميع بالآخرين من حوله وبالتالى فإن الأخلاق السيئة أصبحت عدوى بالفعل، وبعد مخالطة شخص غير سوى أو لديه سلوكيات خاطئة ستصبح مثله مع مرور الوقت، وهو ما ينبهنا لضرورة الاهتمام والتركيز على أصدقائنا وزملاء الدراسة والعمل حتى لا نكتسب منهم الصفات السيئة، وأن نتابع ألفاظ وتصرفات أبنائنا لأنها قد تشير إلى عدوى غير محمودة.
ساحة النقاش