إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا جودي كانت تتحدث مع جدتها عن خالتها وعلاقتها بزميلتها أمنية التي تكبرها وتسبقها في العمل، فرغم أن خالتها كانت قريبة جدا منها في الفترة الماضية حيث كانت أمنية تمر بأزمة كبرى وقفت خالتها بجوارها وكانت نعم السند لها حتى مرت المشكلة بسلام لكنها بعد ذلك بدأت تبتعد وتتعامل معها بأسلوب به بعض التحفظ.
أظهرت جودي الحيرة من ذلك الأمر وسألت جدتها عن السبب وراء ما حدث.
ابتسمت لها الجدة وتحدثت بهدوء شارحة لها الموقف بأن ابنتها عندما تقربت من زميلتها ووقفت بجوارها كانت الأخيرة تمر بأزمة وبالفعل نشأت بينهما صداقة من نوع خاص، لكن بعد انتهاء المشكلة كان عليها أن تبتعد حتى تعطي لزميلتها فرصة لتعيد النظر في كل ما مر بها وكل من عرفتهم في الفترة السابقة.
فمن يمر بأزمة يكون أشبه بالغريق فمن الطبيعي أن يشعر بالامتنان لمن مد له يد العون وأنقذه لكن هذا لا يعني مطلقا أن يصبحا صديقين فيما بعد.
لذلك كان على الخالة أن تترك الفرصة لأمنية حتى يتثنى لها أن تحدد هل شعرت بما لدى زميلتها من صفات طيبة وتستحق أن تستمر صداقتهما القوية إلى الأبد أم هي ترى أنها ترتبط لديها بأيام مشكلتها والتي تريد أن تنساها هي وكل من عرفتهم خلالها؟!
أنكرت جودي من كلام جدتها مؤكدة أن الصديق الحقيقي يظهر وقت الأزمات وهو جوهرة نادرة يجب الاحتفاظ بها.
ابتسمت لها الجدة معلقة بأن هذا تفكير الناس الطيبين لكن ليس الجميع يتمتعون بنفس الدرجة من الأخلاق النبيلة لذلك يجب ألا نعرض أنفسنا لموقف محرج ونترك حرية الاختيار للشخص الآخر
ساحة النقاش