كتبت : هايدى زكى

يعرف أرسطو الصديق بأنه "من يعيش معك، والذي تسره مسراتك وتحزنه أحزانك" فهل زميل العمل يمكن أن ينطبق عليه هذه الصفات أملا؟ وماذا عن حدود الصداقة بين الزملاء؟

البداية مع نسمة الصعيدى،إعلامية وتقول: تعتبرالصداقة نوع من الترابط والأخوة داخل العمل، ومن أهم النقاط التي تسهم في وجود بيئة وظيفية ناجحة هي الترابط والشراكة والصداقة، فكيف لشخص يعمل فى مكان لا يربطه بصديق أو صديقة هذا أمر فى غاية الصعوبة، فنحن نقضى أوقاتا عديدة فى العمل أكثر من المنزل بين الأهل والأقارب والأصدقاء، فالعلاقات بين الزملاء تعتبر أعمقوأقوىوأكثر ترابطاولذلك فأقرب صديقة لى هى من العمل ولا أستطيع الاستغناء عنها سواء على أرض الواقع الحقيقي أو الافتراضي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

وتختلف معها في الرأي سلسبيل إبراهيم، موظفة في أحد البنوك وتقول: التنافس فى العمل أدىإلى انهيار ودمار أى علاقة صداقة بين الزملاء نظرالتحول مفهوم التعاون بين الأصدقاءإلى التنافس، ومدير العمل هو المسئول الأول عن هذا وهو الذى عليه الدور الأكبر لزرع روح الحب والصداقة داخل الفريق والبعد عن المنافسة غير المهنية والتى تتحول إلى مشاحنات وخلافات.

أما مى محمود، موظفة شئون العاملين بإحدى الشركات الخاصة فتقول: لكل علاقة حدود خاصة الصداقة، لكن بالنسبةلصديق العمل يزداد الأمر تعقيدا سواءعلى المستوى الشخصى أو المهنى وخاصة عندالمنافسة قد تجعل طموحاته وأحلامه تتعارض مع ما أتمناه،لذلك فصداقة العمل هى أمر صعب ولا تنجح وغالبا تنتهى بالمشاحنات والاشتباكات.

الاختيار السليم

تعلق د. سوسن فايد،أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى على حدود العلاقة بين زملاء العمل قائلة:لابد فى البدايةأن نعرف مفهوم الصداقة وأن ندرك المعنى الحقيقى لها، فهناك الكثير يطلق عليهم أصدقاء ولكنهم لا ينتمون لها ولا يعرفون حدودها ولا قواعدها ولا أساسها، فالصداقة هى فطرة فى الإنسان، فالمجتمع لا يستطيع العيش والاستمرار إلا بوجود علاقات المحبة والتفاهم بين أفراده،ولكن ليس كل صديق وفى وعلى قدر من الثقة والاحترام وهو موجود فى كل مكان وزمان وليس في العمل فقط.

وتضيف: الصديق الصحيح يظهر وقت الشدةوالأزمات قبل الأفراح، يشارك خليله كل الأوقات،ولا فرقبين الصاحب سواء فى العمل أو غيره إلا بالصفات والمواقف التى تمر عليه وتظهر إذا كان يستحق اللقب أم لا.

وترصد د. سوسنالصفات التى لابد أن تتواجد فى صديق العمل قائلة: إنه يدفع صاحبه إلىالأمام والتفوق فى عمله وحياته، ويسمع ويناقش ويبحث عن الأفضل له فهو من يستحق أن يطلق عليه مسمى الصداقة سواء فى العمل أو خارجه،فعلاقة الصداقة ينتهى معها مفهوم الحقد والكراهية خاصه فى العمل، فهو مجال بطبعه يميل إلىالمنافسة وحب الظهور وإثبات الذات،وهناك علاقات كثيرة تحولت من زمالة فى العمل إلى علاقات صداقة قوية ومتينة ولم تستطع صراعات العمل القضاء عليها، وعلى العكس هناك من تعرض للخداع تحت مسمى الصداقة بسبب الوثوق فى شخص سيئ استغل هذه العلاقة،لذلك لابد من وضع حدود وإجراءاختبارات للأشخاص وعدم إفشاء الأسرار، والأهم علينا الاختيار السليم حتى لا نقع فى فخ الصداقة الوهمية.

المصدر: كتبت : هايدى زكى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1252 مشاهدة
نشرت فى 14 فبراير 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,906,981

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز