كتب: جلال الغندور
تمر فصول السنة الثلاثة؛ الخريف والشتاء والربيع على الأسرة المصرية وسط زحام من المسئوليات والمهام، من تقديم للمدراس وأعباء دراسية وضغوط امتحانات، كل هذه الأعباء والمسئوليات تخلق جوا مشحونا داخل الأسرة يجعلها تنتظر قدوم الصيف على أحر من الجمر ليعلن هدنة من تلك المسئوليات.
وحتى لا تمر فترة الصيف دون الاستفادة منها بشكل أمثل سألت "حواء" الخبراء عن كيفية استغلال الإجازة الصيفية في لم شمل الأسرة، وتخفيف الضغوط النفسية الواقعة على كل أفرادها.
في البداية يقول محمد عثمان، استشاري العلاقات الأسرة: الصيف فرصة ذهبية لخلق ذكريات سعيدة داخل الأسرة من خلال استغلال لم شمل الأسرة خلال معظم الوقت، وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي تحضير جدول مهام تجتمع فيه أفراد الأسرة يجب أن تتم خلال الصيف، منها مثلا زيارة الأهل والأصدقاء، الذهاب للمصيف، خروجات محددة وفسح معينة، تعلم هوايات جديدة.
يؤكد عثمان أن أفضل سبل تحديد هذا الجدول هو أن يشترك كل أفراد الأسرة في وضعه، الأطفال مع الكبار، فمشاركة الجميع في تحديد المهام سيخلق لديهم متعة في تنفيذها مشابهة لمتعة تحقيق الأهداف، كما سيجعل لديهم جميعا مسئولية حرص على تنفيذ كل بنودها.
دورة حياة الأسرة
أما د. رشا عبد السميع، أستاذة علم الاجتماع فتشير إلى أن الأسرة تمر بعدة مراحل يطلق عليها في علم الاجتماع؛ دورة حياة الأسرة، داخل تلك الدورة مرحلة مهمة جدا تأثيرها يستمر مع أفراد الأسرة طوال حياتهم، وهي مرحلة تربية النشء، وأفضل ما يتعلمه الطفل وحتى الآباء في تلك المرحلة هو الارتباط بين الأفراد، ووجود أهداف مشتركة مع الآخرين، وحل المشكلات، وعدم الأنانية.
وتستمر د. رشا في شرحها قائلة: نظرا للضغوط والمشاغل طوال فترة الدراسة فإن معظم الأسر لا تجد فرصة لتعلم وتعليم تلك المهارات إلا في الإجازة الصيفية، لذلك يجب على كل أسرة استغلال تلك الإجازة بالشكل الأمثل".
وتستطرد أستاذ علم الاجتماع، "قد يبدو هذا الكلام علميا إلا أن تطبيقه في منتهى السهولة، الأمر ببساطة يتلخص في خلق روتين أسري مشترك، مثل القيام بأنشطة ممتعة معًا بشكل منتظم، مثل ركوب الدراجات، أو لعب الكرة معا مرة يوميا أو حتى أسبوعيا، هذا كافي لخلق تواصل وارتباط بين أفراد الأسرة، ويدرب أفرادها على وجود أهداف مشتركة، كما يجب على كل أسرة زيادة الوقت الذي يقضيه أفرادها سويا وخلق نقاشات مشتركة بينهم، واشراك الجميع في حل المشكلات واتخاذ القرارت، ومن هنا يتعلم أفراد الأسرة مهارات حل المشكلات وعدم الأنانية.
استعادة التواصل الأسرى
يوجه د. مصطفى حسين، استشاري الطب النفسي نصيحته للرجال قائلا: الصيف فرصة كل أب لسد الفجوة بينه وأبنائه، وفرصة لكل زوج لسد الفجوة مع زوجته، وأبسط سبيل لذلك هو مشاركتهم في هواياتهم، وفي خروجهم وفسحهم، والذهاب مع الأطفال للتمارين الرياضية وتشجيعهم شكل من أشكال مشاركة الهواية، كما أن ذهاب الأسرة مجتمعة للمصيف حتى لو يوم واحد يشكل مشاركة بين الجميع كافية لخلق ذكريات سعيدة بين أفرادها.
كما يؤكد استشاري الطب النفسي ضرورة وجود ألعاب أسرية مشتركة حتى لو كانت لعبة بسيطة كـ"اتوبيس كومبليت" أو "كوتشينة"، فهذه الألعاب البسيطة تعزز من التواصل الأسري وسحب كل فرد من عزلته التي يقضي معظمها مشغولا بتليفونه المحمول.
وفي الختام ينصح حسين الزوجات باستغلال الصيف في مشاركة أزواجهن الاهتمامات، حتى وإن اقتصر الأمر على مشاركة في مشاهدة مباريات كرة القدم.
ساحة النقاش