إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا جودي كانت تستقبل مجموعة من صديقاتها وظللن يتحدثن في العديد من الموضوعات وقبل أن يغادرن منزلها التقت الجدة بهن ورحبت بهن وسألتهن بعض الأسئلة عن أحلامهن في المستقبل، ثم فاجأتهن بسؤال غريب عن أي لغة يتحدثن بها.
تعجبت جودي وصديقاتها من سؤال الجدة التي فسرت لهن ما سببه، بأنهن في كل جملة يقولنها لابد من "حشر" كلمة باللغة الإنجليزية وأخرى بالعامية الركيكة، فأي لغة هي التي يتكلمن بها؟!
فرغم أن الله قد رزقنا باللسان العربي وجعلنا ننشأ في بلاد تتحدث بواحدة من أجمل لغات العالم وأصعبها في ذات الوقت وهي اللغة التي قد يقضي الكثير سنوات كثيرة وينفقون أموالا طائلا لمجرد أن يعرفوا أن يتحدثوا بها في مواقف محدودة، تلك اللغة الجميلة التي كتب بها الشعراء أجمل القصائد وأعذبها ويكفي أن الله اختارها لتكون لغة القرآن، ولكن مع الأسف لا نقدرها بالشكل الكافي ولا نهتم أن نجيدها في حين نعتبر أن إجادة لغة أجنبية ميزة ومحل تقدير من الجميع ودليل على الرقي، بالطبع لا ينكر أحد أهمية تعلم اللغات الأجنبية وإجادتها لكن هذا لا يعني إهمال لغتنا الجميلة وعدم إجادتها وإدخال الكلمات الأجنبية دائما في حديثنا وكأننا لا نستطيع أن نعبر عن أنفسنا باستخدام كلمات عربية أو عامية راقية.
والأغرب أننا نجد من يتنمر على من يخطأ في نطق كلمة إنجليزية أو فرنسية في حين أن ذلك المتنمر لا يجيد نطق الحروف العربية بشكل سليم.
وفي النهاية نصحتهن الجدة بقراءة الأعمال الأدبية العربية كقصائد الشعر والقصص والروايات حتى يستطعن أن يعبرن عن أنفسهن باستخدام كلمات عربية سليمة.
ساحة النقاش